لا مجال لاصطدام العمالقة ضمن التصفيات الأوروبية.. الطريق ممهّد أمام الكبار للظهور في قطر

alarab
رياضة 09 ديسمبر 2020 , 12:40ص
سليمان ملاح

رغم أن قرعة التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 لكرة القدم يوم الاثنين الماضي، في زيوريخ، أسفرت عن بعض المواجهات المرتقبة من الجانب التاريخي، مثل مباريات إنجلترا أمام بولندا والمجر، فإنه لا يوجد مجال لاصطدام العمالقة ضمن هذه التصفيات، وربما تتسبب القرعة الضعيفة للتصفيات الأوروبية في إثارة التساؤلات القديمة حول الشكل المستخدم من الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا»، والذي يشعر كثيرون أنه يجعل المهمة سهلة على منتخبات القمة، ويتسبب في العديد جداً من المواجهات غير المتكافئة.
وحدث ذلك بسبب تصميم شكل القرعة، وليس بسبب الصدفة، حيث ابتعدت منتخبات القمة عن بعضها بسبب نظام التصنيف، ليصبح الطريق ممهداً أمام كل الكبار للظهور في قطر.
وحتى إذا أخفقت المنتخبات الكبيرة مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإنجلترا في تصدر مجموعاتها، فإنها ستملك فرصة أخرى للتأهل بخوض ملحق التصفيات.
ووفقاً للنظام الأوروبي، يتم تقسيم 55 منتخباً على عشر مجموعات، بحيث تضم كل مجموعة خمسة أو ستة منتخبات، ما أسفر خلال القرعة عن مواجهات على سبيل المثال لألمانيا مع ليختنشتاين، وإنجلترا مع سان مارينو، وهولندا مع جبل طارق.
وهذا بالتالي يتسبب في انتشار فكرة أن التوقف الدولي يكون «مملاً»، ولا يكون مرحباً بظهوره خلال منافسات الأندية الأوروبية.
ولم يكن صعود إنجلترا إلى كأس العالم الأخيرة ببعيد، حيث إنه بعد الفوز 1-صفر على سلوفينيا وضمان التأهل إلى روسيا، ألقى المشجعون الذين يشعرون بالملل طائرات ورقية في الملعب بدلاً من الاحتفال.
لكن في بعض مناطق أخرى في العالم، يكون التوقف الدولي مرتقباً، وهو ما يحدث بالفعل في أميركا الجنوبية التي وجدت التصميم المثالي.
ومع تنافس عشرة منتخبات وعدم وجود فرق متواضعة، تستعين أميركا الجنوبية بأسهل وأعدل نظام ممكن، وهو وجود كل الفرق في مجموعة واحدة، حيث يلعب كل منتخب مع الآخر مباراتي ذهاب وإياب.
وعندما ظهر هذا النظام لأول مرة في تصفيات كأس العالم 1998، اعتقد البعض أنه ربما يكون مملاً، ويشهد عدداً ضخماً من المباريات، لكنه في الواقع أثبت نجاحه وإثارته.
ومع وجود العديد من مباريات القمة مثل: البرازيل مع الأرجنتين، وبيرو مع تشيلي، والأرجنتين مع أوروغواي، وبتوفر مجموعة من أفضل لاعبي العالم، بات من المعتاد حضور الإثارة والجدل في التصفيات.
وسمح ذلك للمنتخبات الأضعف مثل فنزويلا والإكوادور بالتطور بشكل كبير بسبب الاحتكاك بفرق قوية.
أما في أفريقيا وآسيا واتحاد منطقة أميركا الشمالية والوسطى ودول الكاريبي «الكونكاكاف»، فيتم استخدام نظام الأدوار، حيث تلعب الفرق الضعيفة أولاً في الأدوار التمهيدية، ثم تدخل الفرق الأكبر في أدوار تالية.
وفي «الكونكاكاف»، أسفر هذا النظام عن إقامة دور أخير يضم ستة منتخبات، وتقام منافسات مثيرة ومتقاربة بينها، ولا تسير النتائج فيها باستمرار في مصلحة الولايات المتحدة والمكسيك.
وعارضت أوروبا هذا الشكل، ويعتقد «يويفا» أن المنتخبات الصغيرة تملك الحق لمواجهة المنتخبات الكبيرة.
لكن المثير أنه في 2018، استحدث «يويفا» بطولة جديدة، وهي دوري الأمم، حيث يتم تقسيم المنتخبات إلى أقسام وفقاً لتصنيفها.
ورغم النظام المعقد بعض الشيء، فقد حظيت المسابقة الجديدة بإشادة سواء من المنتخبات الكبيرة، التي تملك فرصة مواجهة بعضها، أو المنتخبات الصغيرة التي تخوض مباريات متقاربة المستوى.
وخلال هذه المسابقة، فاز منتخب جبل طارق وكوسوفو لأول مرة على الإطلاق في مباراة دولية، وتصدرت كوسوفو مجموعتها دون أي خسارة.
وقال ألكسندر تشيفرين رئيس «يويفا»: «لدينا دائماً شكوى من المنتخبات الكبيرة كروياً، بخصوص اللعب أمام المنتخبات الصغيرة «بدلاً من» مواجهة بعضها، وشكوى من المنتخبات الصغيرة أنها لا تفوز أبداً، الآن كل مباراة ستكون مثيرة».
لكن في تصفيات بطولة أوروبا، وتصفيات كأس العالم، يصر «يويفا» على النظام التقليدي القديم الذي أصبح أقل تنافسية، خاصة مع إقامة نهائيات البطولات بمشاركة عدد أكبر من المنتخبات، ما يجعل التصفيات أسهل على الفرق الكبيرة.