الحملة مستمرة والتبرع يتواصل عبر قطر الخيرية والهلال الأحمر

94 مليون ريال حصيلة تبرعات لبنان في قلوبنا

لوسيل

مصطفى شاهين - وسام السعايدة

تخطت التبرعات التي تلقتها حملة لبنان في قلوبنا التي دشنتها قطر الأربعاء الماضي 94 مليون ريال وذلك حتى الساعة الحادية عشرة من مساء أمس، فيما تتواصل الحملة وتقوم جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري باستقبال التبرعات على مدار الساعة.

وتضمنت في اليوم الثاني للبث المباشر الذي نقله قنوات التلفزيون والإذاعات المحلية تبرعات بالملايين من بنوك وشركات الصرافة والشركات العائلية، ومواطنين أفراد، ومقيمين من مختلف الجنسيات، ومقيمين لبنانيين، ومطاعم، وأطفال، حيث تبرع الطفل تركي الكواري بعشرة آلاف ريال لليوم الثاني على التوالي، ليصل إجمالي تبرعاته 20 ألف ريال، وتبرع الطفل علي عيسى الجسمان بنية الشفاء لجده وفي ثواب عمه المتوفي.

وتتواصل الحملة في تلقي التبرعات عبر قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وتطبيق طلبات.

وأكد دعاة وباحثون شرعيون خلال البث المباشر أن هذا الدعم والمساهمة فريضة شرعية وضرورة بشرية لا منة فيه، ومعنى أنها فريضة فأجرها أكبر تفوق السنة بسبعين درجة.

وثمن المتحدثون التبرع الذي قدمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

الشيخ موافي عزب: الأمة الإسلامية أمة بذل وعطاء

أكد فضيلة الشيخ موافي عزب الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتبرعه السخي بمبلغ 50 مليون ريال له أجر كل من تبرع بعده، فالنبي صلى لله عله وسلم يقول من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، مضيفاً أن العطاء والبذل في حياة المسلمين جزء لا يتجزأ من دينهم، فهم أهل عطاء، وأمة الإسلام أمة معطاءة، والعرب كانوا بسطاء ومع ذلك استطاعوا أن يقهروا أكبر قوة على وجه الأرض بمساهمتهم، فأمة الإسلام أمة مساهمة، حصل ذلك لأنهم قدموا ما يملكون رغم ضعفهم، لذلك فتحوا الدنيا.

ولفت إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله: أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك وقوله صلى الله عليه وسلم وقوله: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا .

وأضاف فضيلته أنه في حياته ما رأى عبداً ينفق ولا يجد أثر ما ينفقه في حياته، مؤكداً أن الله عز وجل يخلف على كل على كل منفق، فالأموال يستفاد منها عندما تبذل، أما إن لم تنفق فتعد كنز والكنز مذموم في القرآن،

ونوه بالذين تبرعوا في أجر والديه، أو أجر والدته، وقال أن ذلك دليل على البر بوالديه والبر بأمه التي حملته وربته.

وحول التبرع بالقليل قال فضيلته إن البر والعطاء لا علاقة لها بمبلغ التبرع، ويكفي أنه داخل في دائرة الإنفاق، وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ، لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ، من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، فيما أكد أن البخل من صفات المنافقين.

ولفت إلى أنه عندما ينفق المتردد في الإنفاق سيكون له أجران أجر الإنفاق وأجر مجاهدة نفسه لفعل هذا الخير، مضيفا أن الأصل في المجتمع المسلم هو التكافل والتعاضد لا سيما في الظروف الصعبة، مشيرا إلى أن باب الصدقات مفتوح للجميع وان بذل الأموال في الظروف الصعبة مثل هذا الظرف الذي يمر به الأشقاء في بيروت يعتبر من مراتب البذل والعطاء الكبيرة.

وأضاف أن الأعمال بالنيات وكلما احسنا الظن بالله عز وجل وجدنا الخير الكثير، ونحن اليوم أمام باب من أبواب الخير ونسأل الله تعالى ان يتقبل من الجميع الاعمال الصالحة وهذه التبرعات تثقل الميزان عند الله سبحانه وتعالى ونحن مطالبون بالتكاتف مع الأشقاء.

إبراهيم المالكي: 15 طن مساعدات طبية وإغاثية نقلها الهلال الأحمر

وجه المهندس إبراهيم عبد الله المالكي المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري الشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وهيئة تنظيم الأعمال على تدشين الحملة، مشيداً بالتنسيق بين الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية.

وأكد المالكي أن الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت، وخلف الكثير من الدمار وأحدث جرحاً كبيراً يحتاج إلى وقت لتضميد هذا الجرح.

وتحدث المالكي عن حجم الدمار الذي لحق المستشفيات والمدارس ووحدات الرعاية الصحية والمراحل الثلاث للاستجابة التي خطط لها الهلال الأحمر، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر بدأ الاستجابة الطارئة من خلال الطواقم الميدانية وشركاؤنا المحليين في لبنان، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر جهز 15 طن من المساعدات الطبية والإغاثية نقلتها طائرة أمس.

وكشف المالكي قبول المساعدات العينية الجالية اللبناينة لتوصيلها إلى اللبنانيين بالتنسيق مع وزارة الصحة والصليب الأحمر اللبناني.

ولفت إلى أن الهلال الأحمر قدر الاحتياجات الأوليه بـ 50 مليون ريال كأرقام مبدئية تتغير بين الحين والآخر، لكنه أكد في نفس الوقت أن بيروت تحتاج إلى مليارات.

محمد الغامدي: رد جميل لأكثر بلد استضاف اللاجئين

الخطوط القطرية ومنوبري وطلبات يجهزون طائرة بمساعدات غذائية

قال السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والتطوير المؤسسي إن الوقوف مع الأشقاء في لبنان حق وواجب بحكم تاريخ لبنان التي بذل أهلها الكثير، فهي من أكثر الدول التي احتضنت اللاجئين سواء الفلسطينيين ثم العراقيين واستضافوهم واحتووهم ثم السوريين، مشيراً إلى أن لبنان هي أكبر دولة استضافت اللاجئين مقارنة بعددهم فكل 4 من اللبنانيين يقابلهم لاجئ سوري.

وأكد الغامدي أنهم أهل كرم رغم وضعهم الصعب والأزمات الاقتصادية التي تحل بهم، مضيفاً لا بد من رد الجميل لهذا البلد الشقيق في هذه الظروف الصعبة للغاية، وندعو الجميع الى تقديم العون والمساعدة.

وكشف الغامدي عن طائرة محملة بالمواد الغذائية يتم تجهيزها بالتعاون بين الخطوط الجوية القطرية ومنوبيري وتطبيق وموقع طلبات، حيث يمكن لأي شخص المساهمة والتبرع في تجهيز الطائرة من المساعدات الغذائية.

وأضاف الغامدي أن وقوفنا مع الأشقاء في لبنان هو واجب، وهذا هو ديدن دولة قطر قيادة وشعبا وأفرادا حيث يقفون مع الأشقاء دائما في كل الظروف.

وتابع قائلا أن المجتمع القطري يمد دائما يد العون لجميع من يحتاج المساعدة وهذا باب من ابواب الخير وندعو الجميع ان يغتنم هذا الخير، ولا شك ان جمع التبرعات ليس جديدا على دولة قطر وهناك تجارب عديدة لدولة قطر في نصرة إخوانهم وجميع دول العالم وهذا مشهود له عالميا.

وتناول الغامدي طرق جمع التبرعات والمساعدات العينية، مشيرا الى ان من المساعدات العينية التي يتم استلامها الذهب والسيارات والساعات والدراجات حيث يتم بيعها بالمزاد.

الشيخ عبد الله السادة: التكاتف والتراحم ضرورة

قال الداعية الإسلامي الشيخ عبد الله السادة، أن هناك دور مهم للعلماء في مثل هذه الأزمات سواء في البلدان التي يقع فيها الحدث او في بلدان المسلمين الأخرى، مشيرا ان على الاخوة الدعاة في لبنان الشقيق ان يدعو الاهل هناك الى الصبر على قضاء الله وقدره. أما العلماء في الدول الاخرى عليهم دعوة المسلمين الى التكاتف والتراحم في هذه الظروف العصيبة، والطلب منهم الوقوف اى جانب الاشقاء في هذه الظروف.

وأضاف للمسلم حق في مال اخيه المسلم المقتدر والانسان سوف يسأل يوم القيامة عن ماله اين انفقه، وهذه ابواب خير يجب اغتنامها وان يتصدق المسلم على اخيه في الظروف الصعبة مثل هذا الظرف الذي يمر به الاشقاء في لبنان الشقيق.

وتابع على الانسان ان يحمد الله على النعم وانه من اهل اليد العليا وان الله من عليه بالمال، وهنا لا بد من تزكية وان هذا المال مال الله وانت مستخلف فيه .

اضاف الداعية عبدالله السادة ان الاصل في المسلم ان يتعامل مع الله سبحانه وتعالى وان يبتغي الاجر من الله، وانت تتصدق وسوف تؤجر على صدقتك وسوف تأخذ الاجر من الله عز وجل سواء وصلت الصدقة الى مسلم او غير مسلم.

الشيخ ثابت القحطاني: ما حدث يتطلب مبادرة وعدم تسويف

قال الداعية الشيخ ثابت القحطاني أن هذه الوقفة المشرفة مع الأشقاء في لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة ليست غريبة على أهل قطر قيادة وشعبا، فهم يسعون دائما إلى إغاثة الشعوب ونصرة المظلومين كيف لا وعرف عن بلدنا أنها كعبة المضيوم.

واضاف أنه لا شك أن الصدقات أجرها عظيم جدا، ولقد كان السلف الصالح يتسابقون إلى فعل الخيرات وهنا أود الإشارة إلى أهمية عدم التسويف في فعل الخير فعلينا جميعا أن نهب إلى إغاثة لأهل في لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها، ويجب المبادرة سريعا في فعل الخيرات.

وأضاف الشيخ القحطاني: هنا اود أن ادعو جميع الاخوة في دولة قطر الى ان نذكر بعضنا البعض في عمل الخير لان الدال على الخير كفاعله، فكل واحد يستطيع ان يكون دالا على الخير لان البعض قد لا يكون عنده علم بجمع التبرعات للاشقاء في لبنان لذلك تستطيع ان ترسل رسالة الى اشخاص تعرفهم وتكون سببا في تبرعهم وبالتالي تحصل ايضا على خير عظيم من الله سبحانه وتعالى لأن الدال على الخير كفاعله وله اجر عظيم.

وتابع قائلا :أهل قطر والمقيمين على أرض قطر كانوا دوما عونا لكل من يحتاج الى المساعدة ولا شك أن الظرف الصعب الذي يمر به اهلنا في لبنان يدعونا الى بذل المزيد من العطاء الذي تعودنا عليه ونسأل الله ان يبارك للجميع بما من الله تعالى عليهم من النعم وان يحفظهم واهلهم وما انعم الله عليهم من النعم، وهنا نذكر التنافس في الخير لان هذا المال هو مال الله ولا بد ان نضع بصمتنا في هذا الخير.

وأكد القحطاني أن تبرعات الجاليات المقيمة في قطر من جنسيات مختلفة تؤكد أن ما يرسم على الخريطة ما هي إلى خطوط وفي النهاية الجميع بنيان يشد بعضه بعضا.