3 ملايين دولار غرامة لشركة أمريكية متورطة

الإمارات وإسرائيل تهربان آثار العراق

لوسيل

وكالات - لوسيل

وافقت شركة هوبي لوبي الأمريكية التي تمول متحف الكتاب المقدس في العاصمة واشنطن، على دفع غرامة قيمتها 3 ملايين دولار، مقابل وقف دعوى قضائية للاشتباه في شرائها تحفا أثرية من مورّد مقره في الإمارات.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قد رفعت دعوى على هوبي لوبي للاشتباه في شرائها 5500 تحفة أثرية وشحنت تحت بيانات مزيفة.
وكشفت وسائل إعلام غربية أن شركة هوبي لوبي الأمريكية لبيع التحف الفنية تسلمت آلاف القطع الأثرية المهربة من العراق شُحنت عن طريق الإمارات وإسرائيل ببيانات مزيفة.
وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، في عددها الصادر أمس، أن الشركة وافقت على دفع مبلغ 3 ملايين دولار كغرامة وتسليم 5500 قطعة أثرية هرّبت من مناطق أثرية في العراق عبر إسرائيل والإمارات.

وتتهم النيابة العامة في أمريكا الشركة بانتهاك القوانين الفيدرالية في شحنها لتلك القطع الأثرية وهي الرُقم الطينية وقطع أثرية ببيانات مزيفة بوصفها بلاط سيراميك.

والشركة التي مقرها في ولاية أوكلاهوما الأمريكية، تسلمت مئات الألواح عليها كتابات باللغة المسمارية القديمة والآلاف من القطع الأثرية الأخرى في صفقة قدرت بـ1.6 مليون دولار بعملية سرية جداً.
وذكرت مصادر قضائية أنه تم تهريب القطع المسروقة من خلال الإمارات وإسرائيل، بينما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن جميع هذه التحف مسروقة من العراق. وقالت هوبي لوبي إنها كانت جديدة على عالم الآثار حين بدأت شراء القطع التاريخية لمتحفها للكتاب المقدس عام 2009، وأخطأت حين اعتمدت على تجار وشركات شحن لم يفهموا الطريقة السليمة لتوثيقها وشحنها .

وينقل التقرير عن ستيف غرين، رئيس مجلس إدارة الشركة الذي اشترى القطع لحساب متحف الكتاب المقدس الذي يعمل على إنشائه في واشنطن، قوله: إنه كان علينا أن نمارس رقابة أكبر وأن ندقق بعناية لمعرفة كيفية حيازة هذه المقتنيات.

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن محمد الأحمد إن وزارة العدل الأمريكية قالت إن تهريب هذه الآثار يخالف القانون الاتحادي الأمريكي، مشيرة أن هذه القطع تم تغليفها ووضع بيانات مزيفة عليها بشكل متعمد، ولفتت الوزارة إلى أن تاريخ هذه الآثار يرجع إلى حضارة بلاد الرافدين.

ونقل المراسل عن وزارة العدل الأمريكية أن تاجرا يقيم بدولة الإمارات قام بشحن طرود تحتوي على قطع أثرية إلى ثلاثة عناوين مختلفة لشركة هوبي لوبي ببيانات مزيفة تشير إلى أن محتوى الطرود هو بلاطات من السيراميك.

وقال المراسل إن وزارة العدل الأمريكية أكدت أنها ستتخذ كافة الإجراءات لحماية التراث الإنساني العالمي. وأوضح أن خطوة الوزارة أوقفت أكبر عملية لسرقة الآثار العراقية.
وفي وقت سابق، أفاد الضابط المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي في نيويورك أنجيل ميلنديز في بيان بأن حماية التراث الثقافي مهمة تتولاها الأجهزة المعنية بجدية كبيرة، مشيرا إلى أنه بغض النظر عن الأسعار التي يحددها البعض لهذه الآثار فإن الشعب العراقي يراها لا تقدر بثمن.

وقد خضعت التجارة في القطع الأثرية من تلك المنطقة لتدقيق دولي مكثف في السنوات الأخيرة، حيث نهب تنظيم الدولة مواقع أثرية في العراق وسوريا.