المساجد بالولايات المتحدة.. مراكز للترابط وإحياء الشعائر

alarab
الملاحق 09 أبريل 2024 , 01:15ص
واشنطن - قنا

تعد المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية أحد أهم المنافذ التي يعيش من خلالها المسلمون أجواء شهر رمضان الفضيل بكل تفاصيله، ويوجد بالولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف مسجد موزعة على مختلف الولايات، تتركز بشكل خاص في المدن التي يوجد بها عدد كبير من الجاليات العربية والمسلمة، وبحلول الشهر الفضيل تتحول المساجد في المدن الأمريكية إلى مراكز حيوية للتجديد الروحي والتعبير عن التراث الثقافي للجاليات المسلمة المنتشرة في كل ركن من أركان البلاد.
وفي هذا الشهر الفضيل، تتألق المساجد بدورها البارز كمراكز للتجمع والعبادة، حيث تنعكس تفاصيل التقاليد والعادات الدينية بألوانها المختلفة، من قلب مدينة نيويورك إلى أرجاء العاصمة «واشنطن دي سي»، حيث تشهد المساجد أنشطة دينية واجتماعية مميزة تجسد التلاحم والتواصل بين أفراد المجتمع المسلم، والمجتمع الأمريكي بشكل عام، وفي هذا السياق، تبرز المساجد كمراكز حيوية للأنشطة الثقافية والروحانية، حيث يلتقي فيها المسلمون لأداء الصلوات الجماعية والمشاركة في إفطارات رمضان مع بقية أفراد الجالية.

وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، قال محمود غدير إمام وخطيب مسجد الشيخ عبد القادر إدريس بمدينة سياتل بولاية واشنطن: «إن المساجد في الولايات المتحدة ليست مجرد أماكن للصلاة، بل هي مراكز للتعلم والتواصل الاجتماعي، حيث تعزز الروابط بين المسلمين والمجتمع الأوسع، وتلعب دورا مهما في تقوية هويتنا الإسلامية».
وأضاف أن المساجد تقدم أيضا برامج تعليمية ودورات تثقيفية للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وتشجع هذه المبادرات على تبادل الثقافات والفهم المتبادل، مما يسهم في تقوية الروابط بين مختلف المجتمعات في أمريكا، وتظهر المساجد كمراكز شاملة للتعلم والتواصل الاجتماعي، حيث يلعب المجتمع المسلم دورا فعالا في الحياة الثقافية والاجتماعية للبلاد.

هوية روحية 
وفي ظل تزايد تأثير الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة وتوسعها خلال السنوات الماضية، أصبح للمساجد دور بارز في تحديد الهوية الثقافية والروحية للمسلمين في هذا البلد الكبير.
ووفقا للإحصائيات، يتواجد في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية ما يقرب من 3000 مسجد، وهذا العدد يعكس تنوعا هائلا في الأماكن التي يتواجد فيها المسلمون.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى منها قد بنيت منذ منتصف القرن العشرين فصاعداً، فإن المساجد ليست جديدة على المشهد الأمريكي، وتشير بعض الدلائل إلى أنه ربما تم بناء مساجد صغيرة من قبل المسلمين الذين وصلوا مع الغزاة الإسبان في القرن السادس عشر، وبعضها يعود تاريخ بناء المساجد فيها لعام 1929 بمدينة روس في داكوتا الشمالية، وتتركز المساجد في المراكز الحضرية الكبرى مثل نيويورك وكاليفورنيا.
ويحتل الإسلام المرتبة الثانية كأكبر ديانة في الولايات المتحدة. ويعتبر المركز الإسلامي في واشنطن أكبر مكان للعبادة في نصف الكرة الغربي، يقصده نحو 600 مصل لأداء صلاة الجمعة، وقد تم إنشاؤه في عام 1944، وتم بناؤه وافتتاحه في يونيو 1957، وزاره العديد من الشخصيات الرفيعة، بمن فيهم العديد من الرؤساء، أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش في 17 سبتمبر عام 2001، بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر 2001، ويضم المركز مسجدا ومكتبة وفصولا لدراسة الإسلام واللغة العربية. وتحظى العاصمة الأمريكية «واشنطن دي سي» بتنوع ثقافي يتجلى في احتفالات رمضان، حيث يلتقي المسلمون من جميع الجنسيات، وتجمع الإفطارات الجماعية والمحاضرات الدينية بين الثقافات المختلفة.
وفي نيويورك تتحول المساجد مثل «مسجد مالكولم شباز» إلى مراكز للتجمعات الدينية، حيث يشارك المسلمون في صلوات التراويح والإفطارات الجماعية، في شوارع المدينة، ويمكن رؤية الموائد الرمضانية المنتشرة في مطاعم الحي العربي، حيث تعج الأجواء بأصوات التراويح وروائح الأطعمة التقليدية، وتشتهر فيلادلفيا بتاريخها الأمريكي العريق، وكذلك بجاليتها المسلمة المتنوعة، وتتجلى أجواء رمضان في المدينة من خلال الأنشطة الروحانية والثقافية، حيث يحرص المسلمون على إحياء ليالي رمضان بالصلاة والذكر، وتنظيم الإفطارات الجماعية التي تتميز بتنوعها الثقافي وتجمع بين المأكولات العربية، والأفريقية، والجنوب آسيوية.

مساجد صاحبة شعبية 
وتضم مدينة ميتشغان أحد أهم المساجد وهو مسجد الرحمة، الذي يشتهر بتصميمه الفريد والفاخر وله شعبية خاصة وسط المسلمين، ويضم مركزا لتدريس القرآن والفقه والحديث، بالإضافة إلى اللغة العربية، وفي غرب الولايات المتحدة الأمريكية يقع مسجد الفاروق عمر بالقرب من جامعة جنوب كاليفورنيا، يحضر الصلاة فيه آلاف المصلين يوميا