هذا هو السلاح الذي يستخدمه بشار لإبادة المدنيين
حول العالم
09 أبريل 2018 , 05:26م
وكالات
أدى هجوم كيميائي على مدينة دوما، آخر معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق مساء السبت، إلى مقتل نحو 48 شخصا، بحسب منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز).
وأثار الهجوم الكيميائي موجة غضب واستهجان عالمية وعبرت العديد من الدول عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في مدينة "دوما" بالغوطة الشرقية، وطالبت بتحقيق دولي عاجل وتقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية.
وأعادت مجزرة دوما التذكير بجرائم الأسد ونظامه في الغوطة بالعام 2013 وخان شيخون بريف إدلب قبل عام واستخدام غاز "السارين" في ارتكاب جرائمه التي يحساب عليها المجتمع الدولي.. فما طبيعة السلاح الكيمياوي المستخدم، وكيف يمتلكه النظام على الرغم من إعلانه تسليم هذه الأسلحة للأمم المتحدة؟
فعقب مجزرة الغوطة التي وقعت بغاز السارين في صيف العام 2013، والتي أدت إلى مقتل 1400 شخص، بحسب الأمم المتحدة، قام النظام بالمصادقة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، ونتج عن ذلك تسليم النظام السوري ثلثي ترسانته الكيماوية تقريباً، بحسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
ويقول المحققون إن إثبات استخدام السارين "أمر صعب"، لأنه يتطلب وجود عينات من التربة أو الشعر أو الدماء من مكان الهجوم أو المصابين فيه، وهو ما يحتاج إلى أمر دولي؛ لكن موسكو حليف الأسد له بالمرصاد في مجلس الأمن.
وبحسب منظمة السلامة الدولية، فإن سوريا تمتلك أربعة مواقع يعتقد أن فيها أسلحة كيماوية؛ أحدها شمالي دمشق، والثاني قرب المدينة الصناعية بحمص، والثالث بحماة، ويعتقد أنه ينتج غاز الأعصاب (في إكس) بالإضافة إلى السارين و"التابون"، وموقع رابع قرب ميناء اللاذقية.
- ما هو السارين؟
يعود اكتشاف "السارين" إلى العام 1938 في ألمانيا، من قبل اثنين من العلماء الألمان، في محاولة لخلق أقوى المبيدات الحشرية في حينه، لكن وخلال الحرب العالمية الثانية قامت ألمانيا بتطويره لاستخدامه في الحرب ضد قوات الحلفاء المعادية لها.وغاز السارين، أو "جي بي"، هو أحد عوامل الحرب الكيماوية المعروفة بـ"سلسلة جي للعوامل العصبية"، التي طورتها ألمانيا أيضاً أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعد هذه المجموعة من الغازات الطيارة التي تتحول إلى سائل في درجة حرارة غرفة طبيعية، غير أن غاز السارين هو أخفها.
وبحسب الأبحاث التي نشرتها "رويترز"، فغاز السارين الصافي عندما يكون سائلاً يكون عديم اللون والطعم والرائحة، وهو خليط من أربعة عناصر كيماوية هي "دميثيل مثيلفوسفات"، و"فوسفوروس تركلوريد"، و"فلوريد سوديوم"، و"الكحول"، ويكون تأثيره عادة عند ملامسة السائل للجلد، أو عندما يطلق على شكل بخار.
- كيف يقتل؟
تنقل الوكالة عن "سين كوفمان"، الباحث في مركز الصحة العمومية بجامعة "إموري" الأمريكية، أن السارين هو تهديدٌ خطير ولكن قصير الأجل؛ لأنه سريع التبخر، ولهذا السبب- بحسب كوفمان- هو صعب التتبع، ولكنه يترك آثاراً طويلة تبقى في المكان الذي أطلق فيه.
يؤثر السارين في البداية عندما يتداخل مع المحول العصبي الذي يشكل وصلة الربط بين الغدد والعضلات، إذ يعطل هذا المحول فتصبح العضلات تحت تنبيه فوق العادة، وتخضع نسبة التسمم لمقدار الغاز الذي يتعرض له الشخص ولمدة تعرضه له.ويمكن أن يظهر تأثير بخار السارين بعد ثوان، في حين لا يظهر تأثير السارين السائل إلا بعد عدة دقائق، بل إنه قد لا يظهر إلا بعد ساعات قد تصل إلى 18 ساعة.
ويمكن لجرعة كبيرة من السارين أن تؤدي إلى فقدان الوعي والتشنج والشلل والعجز عن التنفس فالوفاة، أما الجرعة الخفيفة فيمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض تتدرج من سيلان الأنف والدموع إلى الهذيان والتعرق الزائد إلى الدوار والتقيؤ.