الجزائريون في تحدي كتابة التاريخ بمونديال الدوحة لـ"اليد"
رياضة
09 يناير 2015 , 06:41م
الدوحة - قنا
تُمثل المشاركة المستمرة في نهائيات كأس العالم لكرة اليد نجاحاً كبيراً للجزائر، حيث أنها ستظهر للمرة الرابعة عشرة في مونديال قطر 2015، لكنها تريد هذه المرة تحقيق مركز متقدم وتفادي الإخفاقات المستمرة والمراكز المتأخرة، خاصة في ظل التتويج بلقب بطولة إفريقيا 2014 بعد غياب دام 18 عاما.
وتُعد الجزائر من الدول دائمة المشاركة في مونديال اليد، وتمتلك الرقم القياسي العربي في عدد المشاركات برصيد 14 مرة متفوقة على كل من مصر (13 مرة) وتونس (12 مرة)، وذلك رغم أن الأخيرتين حققتا نتائج أكثر من رائعة بصعودهما إلى المربع الذهبي.
ويُمَنّي الجزائريون النفس في الدوحة بتكملة مسيرة التفوق الإفريقي بإنجاز عالمي وفتح صفحة جديدة في نهائيات مونديال اليد تكون الأبرز في تاريخهم الطويل على مدار البطولة حتى الآن، في ظل إخفاقهم المستمر في الدخول ضمن المنتخبات العشرة الأوائل.
وكانت النتيجة الأفضل للمنتخب الجزائري على مدار مشاركاته في المونديال هي الحصول على المركز الثالث عشر في مونديال فرنسا 2001، فيما كانت المشاركة الأسوأ في مونديال كرواتيا 2009 باحتلاله المركز التاسع عشر.
ورغم التاريخ الطويل للجزائر في المشاركة بالمونديال، فأنها انتظرت 14 عاماً من أجل الظهور للمرة الأولى في النهائيات بمونديال 1974 في ألمانيا الشرقية، واحتلت وقتها المركز الخامس عشر قبل الأخير بعدما شهدت هذه النسخة مشاركة 16 منتخباً فقط. ومنذ الظهور الأول لم تغب شمس "الخضر" عن المونديال إلا في ثلاث مناسبات هم: مونديال 1978 في الدانمارك، و1993 بالسويد، و2007 في ألمانيا. علماً بأن الظهور الأخير للجزائر في المونديال كان في النسخة الأخيرة في أسبانيا عام 2013 واحتلت وقتها المركز السابع عشر.
ويملك المنتخب الجزائري تاريخاً زاخراً بالإنجازات على الصعيد القاري، حيث شارك في بطولة الأمم الإفريقية 20 مرة استهلها عام 1976 وأحرز اللقب خلالها سبع مرات كان آخرها عام 2014 بالجزائر إثر الفوز على تونس (25-21) في المباراة النهائية.
واحتلت الجزائر المركز الثاني في البطولة الإفريقية سبع مرات أيضاً، والمركز الثالث أربع مرات، والمركز الرابع مرة واحدة، فيما كانت المشاركة الأسوأ في تاريخها عام 2006 عندما خرجت من دور المجموعات ولم تصعد للمربع الذهبي للمرة الأولى خلال جميع مشاركاتها.
وعلى الصعيد الأولمبي، ظهرت الجزائر في النهائيات أربع مرات فقط بداية من عام 1980 بمدينة لوس أنجليس الأمريكية ، فيما كان الظهور الأخير لها عام 1996 بمدينة أتلانتا الأمريكية، علماً بأن النتيجة الأبرز لها هي احتلال المركز العاشر في دورات 1980 بلوس أنجليس و 1988 بسول و 1996 بأتلانتا.
وسيتوقف حلم المنتخب الجزائري في تحقيق إنجاز بمونديال الدوحة على قدرته في التأقلم مع ضغوط كأس العالم التي طالما أخفق فيها، فضلاً عن تقديم مستويات عالية على غرار ما حدث في البطولة الإفريقية، وهو الأمر الذي قاده للتفوق على غريمه التقليدي تونس في المباراة النهائية وإحراز اللقب الغائب منذ زمن.
وبينما يبشر إنجاز الحصول على اللقب الإفريقي بعد طول غياب بالخير بالنسبة لمستقبل "الخضر" عامة ومشاركته في مونديال قطر خاصة، فإن المنتخب الجزائري سيأمل عندما يخوض منافسات المونديال ألا يضطر للانتظار عامين آخريين حتى مونديال فرنسا 2017 لترك بصمة في أكبر مسابقات كرة يد في العالم.
وستواجه الجزائر تحديات كبيرة من أجل الوصول إلى إنجاز مميز في المونديال، خاصة بعد أن أوقعتها القرعة في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم منتخبات من العيار الثقيل في مقدمتها منتخبا فرنسا والسويد اللذان سبق لهما الفوز بلقب المونديال أربع مرات، فضلاً عن المنتخب المصري صاحب المستوى الرفيع في عالم كرة اليد خلال مشاركاته المتعددة، علاوة على منتخب التشيك أحد المنتخبات البارزة في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى منتخب أيسلندا الذي شارك من الباب الخلفي بعد اعتذار الإمارات ويسعى أن يكون مفاجأة المونديال.
ويستهل المنتخب الجزائري -الذي يشارك للمرة الرابعة عشرة من أصل أربعة وعشرين في مونديال اليد- مشواره في البطولة بمواجهة عربية خالصة أمام شقيقه المصري قد تحدد حظوظ الفريقين في التأهل لدور الستة عشر، وذلك يوم الجمعة السادس عشر من يناير في الدوحة ضمن منافسات المجموعة الثالثة.
وتصطدم الجزائر بطلة إفريقيا في ثاني مبارياتها بعقبة منتخب أيسلندا، ثم تواجه السويد الفائزة باللقب أربع مرات في المرحلة الثالثة، على أن تلتقي بفرنسا الفائزة باللقب أربع مرات أيضا وحاملة لقب الأولمبياد في المرحلة الرابعة، قبل أن تختم مشوارها بمواجهة التشيك في الجولة الخامسة والأخيرة.
ويقود المنتخب الجزائري في نهائيات مونديال قطر المدرب القدير رضا زغيلي الذي تولي المهمة رسمياً في سبتمبر 2013 بصورة مؤقتة خلفاً لمواطنه صالح بوشكريو بعد إخفاق "الخضر" في مونديال أسبانيا واحتلالهم للمركز السابع عشر بعد إخفاقه في التأهل لدور الستة عشر إثر خسارته في ثلاث مباريات وفوزه وتعادله في مباراة واحدة خلال الدور الأول.
ومنذ تولي "زغيلي" المهمة بدأ قصة نجاح مع "الخضر" بعد اقترابه من اللاعبين وإيمانه بقدراتهم وتحفيزهم وخلق أجواء صحية عنوانها الود بين الجميع وإعلاء راية الجزائر فوق الجميع، وقد تكللت هذه الأجواء بالنجاح سريعاً وأسفرت بعد قرابة ثلاثة أشهر فقط عن إنجاز الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت بالجزائر يناير 2014.
قيادة "زغيلي" الناجحة للمنتخب واستعادة اللقب الإفريقي الغائب منذ 18 عاماً والتطور الإيجابي الكبير الذي طرأ على مستوى "الخضر" في البطولة الإفريقية دفع اتحاد كرة اليد الجزائري إلى التمسك بالمدرب وإقناعه بالبقاء والاستمرار مع المنتخب والتحضير لقيادة المنتخب في نهائيات مونديال الدوحة.
وتضم تشكيلة منتخب الجزائر مجموعة من اللاعبين المحليين الصاعدين المميزين، حيث لا يوجد فيها أي لاعب محترف، وفي مقدمتهما الحارس العملاق عبد الملك سلاحجي، وقائد الفريق مسعود بركوس، وكان اللاعبان مفتاح الفريق للفوز ببطولة إفريقيا.
وتعتمد تشكيلة "الخضر" بشكل أساسي على لاعبي فريق "المجمع البترولي" أحد أبرز الأندية الجزائرية والإفريقية في كرة اليد، حيث تضم تسعة لاعبين هم : عبد المالك سلاحجي، خليفة غضبان، حمزة رميلي، أحمد بوسعيد، مسعود عيادي، أنيس زعموم، مسعود بركوس، عمر شهبور، ورياض شهبور.
ويعول "زغيلي" على الانسجام بين لاعبي "المجمع البترولي" لتثبيت أداء المنتخب، فضلاً عن الاستعانة بعناصر بارزة من بقية الأندية الجزائرية أمثال: محمد الأمين بلعيد، حمو آيت الله الخميني (وفاق عين التوتة)، رضوان ساكر، طارق بوخميس، هشام كعباش (أمل سكيكدة)، رضا عريب (مولودية سعيدة)، هشام داود (شباب براقي) ، أحمد جحيش (نادي الأبيار)، عادل بوسمال (غالية بوفاريك).
يشتهر منتخب الجزائر بالدفاع القوي سواء بالاعتماد على طريقة (6 - صفر) أو (5-1)، خاصة أنه يتميز دائماً بتواجد لاعبين يتميزون بالقوة في الخط الخلفي، فيما يعتمد في الهجوم بصورة رئيسية على الجانبين مع التسديدات بعيدة المدى من على خط التسعة أمتار.
ويُعد مسعد بركوس المدافع الأيسر لنادي المجمع البترولي الحالي ولاعب السد القطري السابق أحد أبرز لاعبي المنتخب الذي لم يكتف فقط بتصدر ترتيب الهدافين خلال بطولة إفريقيا التي أقيمت على أرض بلاده يناير الماضي، بل ونال أيضاً جائزة أفضل لاعب في البطولة.