

تحتفل الأسرة الدولية في التاسع من شهر سبتمبر كل عام باليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، وذلك للتذكير ولفت الانتباه بضرورة ضمان وصول التعليم الجديد والآمن لجميع الطلاب، وحث الدول على الاستثمار في أنظمة تعليمية قادرة على الصمود في أوقات الأزمات، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة التي يشهد فيها العالم حروبا ونزاعات وتوترات راح ضحيتها آلاف الطلاب والتلاميذ، وتهدمت بسببها المدارس ودور العلم، وأصبح بعضها مقار وثكنات عسكرية، وأماكن للجوء والإيواء.ولا يخفى على أحد أن التعليم يأتي في صدر أولويات دولة قطر، وبالتالي فإن حمايته من الهجمات رغم التحديات الماثلة، تعد قضية بالغة الأهمية بالنسبة للدولة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه»، وبالأخص أن لدى قطر دورا مشهودا به في مجالات الوساطة وتسوية المنازعات بالطرق والوسائل السلمية والدبلوماسية وعبر التفاوض، فضلا عن أنها جعلت الاستثمار في التعليم الجيد أحد أولوياتها على المستويين الوطني والعالمي.
وعطفا على هذه المناسبة التعليمية الأممية المهمة، فإن دولة قطر تفخر بأنها قد بادرت بتقديم مشروع قرار إلى الدورة «74» للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019 بعنوان «اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات»، يقضي باعتبار يوم 9 سبتمبر من كل عام يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات، ويحث المجتمع الدولي على تخفيف المحنة التي يتعرض لها الطلاب المتضررون من النزاعات المسلحة، وهو مشروع القرار الذي تم اعتماده بالإجماع، في إقرار بأهمية ضمان التعليم الجيد على جميع المستويات، وكذا ضمان بيئات التعليم الآمنة في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة.ولا شك، أن الدور الريادي لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، في تقديم واعتماد هذا المقترح القطري، قد حظي بإشادة وترحيب دولي واسعين، بعد أن أثبت أهميته القصوى في تسليط الضوء على المحنة التي يمر بها عشرات الملايين من أطفال وشباب العالم في عشرات الدول المتأثرة بالأزمات والصراعات المسلحة حول العالم، ما يؤكد اعترافا بجهود سموها في مجال التعليم على الصعيد العالمي، وأن نداءات قطر ومبادراتها المستمرة بضرورة تجنيب التعليم ويلات الصراع المسلح، تلقت صدى كبيرا لدى المجتمع الدولي.
ويبرز في هذا الإطار الدور الواضح والمتميز الذي تضطلع به مؤسسة «التعليم فوق الجميع» باعتبارها إحدى المؤسسات الدولية الرائدة في دعم التعليم حول العالم. وقال السيد طلال الهذال، مدير برنامج الفاخورة، التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن تخصيص يوم دولي لحماية التعليم من الهجمات هو ثمرة مبادرة قطرية.. نابعة من إيماننا الراسخ بأن التعليم حق أصيل لا يمكن المساس به حتى في أوقات الحروب والأزمات».ونوه بأن مؤسسة التعليم فوق الجميع، عملت بدعم من دولة قطر وشركائنا الدوليين، على تنفيذ مشاريع تعليمية في عشرات الدول المتأثرة بالنزاعات، مما أتاح لملايين الأطفال العودة إلى مقاعد الدراسة واستعادة الأمل بمستقبل أفضل، مؤكدا أن «التحديات ما زالت جسيمة، لكن التزامنا قائم على ضمان أن يبقى التعليم طوق نجاة للأجيال القادمة، ورسالة سلام تتجاوز الحدود».
وأضاف: تؤمن دولة قطر أن التعليم من الحقوق الأساسية التي لا يسمح بانتهاكها، وأنه يتعين أن يتمتع به كل الناس وفي كل الأوقات، وحتى المشردين في مخيمات اللجوء والنزوح، وأن حمايته من الهجوم لن تتحقق إلا بوضع حد للنزاعات والصراعات المسلحة، لافتا إلى أن قطر أطلقت مشاريع ومبادرات للتعليم، منها ما يتعلق بتعليم النساء والفتيات في مناطق النزاع، ودعم السلم والأمن الدوليين، وحظيت جميعها بإشادة وترحيب كبيرين من الدول والمعنيين والمهتمين على كافة الصعد.