العطية: تسريع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة

alarab
اقتصاد 08 يونيو 2023 , 02:20ص
الدوحة - العرب

ناقش صناع قرار وخبراء دوليون في قطاع الطاقة، أمس، تأثير التقلبات الحالية لأسواق الطاقة على السباق نحو الوصول إلى صافي صفري من الانبعاثات الكربونية بحلول منتصف القرن الحالي.
جاء ذلك في أحدث لقاءات «المائدة المستديرة للرؤساء التنفيذيين» الذي عقدته مؤسسة العطية تحت عنوان «هل تعوق أسواق الطاقة المتقلبة مسار تحول الطاقة؟».
وشارك في اللقاء ستيفن طومسون، مدير استشارات الغاز الطبيعي في Poten & Partners؛ واين بريان، مدير أبحاث الغاز الأوروبية في مؤسسة Refinitiv ؛ الدكتورة فاليري مارسيل، زميلة مساعدة في تشاتام هاوس؛ ود. جان براون، خبير أول في Fraunhofer-Gesellschaft.
ونوه سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية ووزير الطاقة والصناعة السابق خلال اللقاء، أن القضية التي نوقشت خلال اجتماع المائدة المستديرة قد جاءت في الوقت المناسب، لأنها تؤثر على شركات النفط والغاز الدولية، وعلى حياة الناس عامة.
وأضاف «ان للتقلبات الحالية في أسواق الطاقة عواقب وخيمة على البشرية، فقد ارتفعت تكلفة الكهرباء والتدفئة إلى مستويات غير مستدامة في العديد من دول العالم. ومع ذلك، فإن الأحداث العالمية، مثل الحرب في أوكرانيا، قد ينجم عنها آثار أخرى غير مقصودة على المدى الطويل، تتمثل في تحفيز وتسريع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، ما يوفر مصادر مستدامة من الطاقة أكثر أمانًا وبأسعار معقولة لسكان العالم، علاوة على أنها ستخفض الطلب على الوقود الأحفوري».
وتناول الخبراء موضوع التمويل غير المسبوق لمشاريع الطاقة النظيفة خلال العام الماضي، على الرغم من حالة عدم اليقين التي تخيم على أسواق الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية، وتعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا، وارتفاع أسعار الفائدة.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، فقد تم ضخ 1.4 تريليون دولار من الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة في عام 2022، والتي تشمل على مزارع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء والبطاريات ومحطات شحن السيارات الكهربائية. ويعتبر حجم هذه الاستثمارات أكبر أي وقت مضى، حيث تجاوزت حجم الاستثمارات التي تم ضخها في مشاريع النفط والغاز الجديدة خلال نفس الفترة. وذكرت مؤسسة Bloomberg، في تقريرها الأخير أن الاستثمارات في مشاريع الطاقة منخفضة الكربون تساوت مع الاستثمارات الرأس مالية المخصصة لمشاريع الوقود الأحفوري.
علاوة على ذلك، فقد ذكرت شركة BP في أحد تقاريرها مؤخراً، إنها تتوقع أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى نمو مشاريع الطاقة المتجددة، حيث تسعى العديد من الدول إلى زيادة حجم الطاقة المنتجة محليًا، والتي من المرجح أن يأتي معظمها من مصادر الطاقة المتجددة، وأنواع الوقود غير الأحفوري الأخرى.
وعلى الرغم من النمو الكبير في مشاريع الطاقة المتجددة، إلا أن العالم لايزال يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط خلال العام الحالي 2023، إلى مستويات قياسية تصل إلى 101.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة.
ومن ناحية أخرى، حذرت الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في أحدث تقرير لها، أن ما تم إنجازه حتى الآن لمعالجة تغير المناخ غير كافٍ. وكانت الهيئة قد سلطت الضوء في عام 2018 على تحدي الإبقاء على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، في حين ذكر التقرير الجديد أن تحدي الاحترار العالمي أصبح اليوم أكبر بسبب الزيادة المستمرة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وقالت الهيئة ان حرق الوقود الأحفوري لما يربو عن القرن، بالإضافة إلى استخدام الطاقة بشكل غير مستدام، قد أدى إلى ارتفاع الاحترار العالمي بمقدار 1.1 درجة مئوية فوق المستويات التي كانت عليها إبان الثورة الصناعية. وقد أدى ذلك إلى وقوع كوارث مناخية بشكل متواتر، ما خلف آثاراً خطيرة على البيئة الطبيعة والبشر في شتى أنحاء العالم.