«الدولي الإسلامي» يدشن برج الدفنة رسمياً مطلع 2013

alarab
حوارات 08 أبريل 2012 , 12:00ص
أجرى الحوار: محمد عمار
كشف السيد عبدالباسط الشيبي الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي النقاب عن عزم الأخير إنجاز برجه الخاص خلال الربع الأول من العام المقبل. وقال الشيبي في حوار مع «العرب» إن البرج المذكور الواقع بالدفنة سيكون بمثابة تحفة معمارية بكافة المقاييس، مبررا تأخر إنجازه للنقص الحاد في المواد الأولية المستوردة خلال العامين الماضيين. وتراوحت تكلفة الأبراج المدشنة حديثا في الدوحة بين 200 مليون ريال ونحو 520 مليونا للبرج الواحد. وفي سياق آخر، قال الشيبي إن «الدولي» لم يحدد بعد تاريخ إصدار سندات بهدف تمويل الشركات أو القيام باستثمارات جديدة، مؤكداً أن مصرف قطر المركزي ماض في اقتراح إصدار صكوك إسلامية حكومية في المستقبل القريب. وأشار الشيبي إلى أن «الدولي» نجح في استيفاء معايير بازل3 قبل 6 سنوات من تطبيقه رسميا خلال عام 2018. وقال خلال الحوار ذاته إن البنك يدرس فرصا استثمارية جديدة في بلدان شمال إفريقيا وسيقدم طلبا لافتتاح فروع له بهذه المنطقة حينما تقوم البنوك المركزية في هذه الدول بإصدار التشريعات الإسلامية الملائمة لعمل الصيرفة الإسلامية، ويرأس مجلس إدارة البنك سعادة الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني.  كيف تقيمون مشاركاتكم الثلاث الماضية في معرض قطر المهني خاصة وأنه يهتم بسياسة التقطير وتشغيل المواطنين؟ - أعتقد أن التقطير لا يقتصر فقط على معرض قطر المهني لأنه لا بد أن يكون سياسة لدى المؤسسات الوطنية ولا بد أن تتبنى هذا الاتجاه بكل جدية.. ولكن المعرض فرصة جيدة لتعريف الشباب القطري المقبل على سوق العمل بالشركات القطرية الحكومية أو شبه الحكومية وحتى الشركات الخاصة والمدرجة بالبورصة القطرية، وبالتالي فإن هذا التعريف بالشركات يفسح المجال أمام هؤلاء المتطلعين إلى العمل لمعرفة القطاعات المختلفة في السوق القطرية حتى يتم بعد ذلك تحديد اتجاهاتهم.. كما يعتبر المعرض فرصة للعارضين أن يروجوا لمؤسساتهم وأن يقوموا باطلاع الراغبين في الانضمام للمؤسسات إلى فرص التدريب المتاحة وإلى دور هذه المؤسسات في خدمة المجتمع من التوظيف إلى المساهمة في الفعاليات إلى دعم الأنشطة المختلفة.  منذ بداية الأزمة المالية صمد بنك قطر الدولي الإسلامي وحقق نتائج جيدة حسب الجمعية العمومية الأخيرة.. كيف تقرأون ظاهرة انهيار المحافظ الاستثمارية خاصة العقارية خلال الفترة التي تلت الأزمة؟ - بنك قطر الدولي الإسلامي لديه دائما سياسة ائتمانية متحفظة ونحن نؤمن أن البنوك لا بد أن تركز على مجال عملها الرئيس وهو عملية التمويل بشكل عام.. أما الاستثمارات خاصة المحافظ المتعددة فنحن نعتقد أنها مسائل جانبية ولا يجب على البنوك الدخول في هذا النوع بشكل كبير ولكن يجب أن تكون هذه الاستثمارات بسيطة حتى يتسنى التنويع ولا بد أن تكون الإيرادات بشكل رئيس متأتية من الأعمال المصرفية البحتة.. وهذا يعزز موقف البنوك واستراتيجيتها الناجحة، ومن خلال تجربتنا نلاحظ أن معظم المشاكل التي تقع فيها بشكل عام هي عندما تخرج عن مسارها المصرفي.  كيف تقيمون أداء البنك من حيث الإيرادات والمحافظ التمويلية؟ - استطاع البنك تحقيق زيادة ونمو كبيرين في المحفظة التمويلية والودائع خلال العام الماضي ما يعكس رد الفعل الإيجابي للمودعين تجاه العائد المتميز الذي يوالي البنك دفعه على الودائع بالإضافة إلى ثقتهم في قدرة ومكانة البنك وقوة مركزه المالي. كما حقق الدولي الإسلامي خلال العام الماضي خطوات نوعية سواء على طريق ترشيد الإدارة وتوسيع قاعدة العملاء أو عن طريق زيادة جودة الخدمات وزيادة الانتشار محليا ووضع مقدمات لعدد من مشاريع التوسع الخارجي وهو ما يجعلنا نتطلع إلى عام 2012 بمزيد من الثقة ومن أدوات العمل وفرص النجاح التي طالما كانت عنوان عملنا طوال السنوات الماضية. وتظهر نتائج البنك للعام الماضي تحقيقه إيرادات قدرها 1.141 مليار ريال، فيما بلغ صافي الأرباح 653 مليون ريال. واستطاع البنك تحقيق معادلة التوازن والقدرة على التقدم والنمو جنباً إلى جنب مع الانخراط الفعال في مسيرة نمو الاقتصاد القطري المتواصلة الذي يثبت يوما بعد يوم أنه اكتسب قوة كبيرة يستمد من خلالها قطاع الأعمال المصرفي قوته ومتانته وثقته بالمستقبل.  من استثمارات المصرف المعلنة من أكثر من عامين هو برج البنك في الدفنة، لكن لاحظنا تأخرا في إنشاء البرج.. إلى ماذا يعزى ذلك؟ - في الأساس كان هناك تغيير في المواصفات.. حيث إن معظم المواد الأولية المستعملة في تشييد البرج تأتي من الخارج وتصنع خارج قطر وهو ما أدى إلى هذا التأخير..  ولكن البرج سوف يكون علامة مميزة في منطقة الأبراج عند الانتهاء منه رسمياً، متى يتم إطلاقه؟ - سيتم افتتاحه خلال الربع الأول من العام 2013، لاحظنا تحركات متعددة للبنك وشركات التأمين التابعة في باكستان ولندن وغيرها.  هل أصبحت هذه الاستثمارات مجدية وتعود بالعوائد المجزية حالياً؟ - حتى نكون واقعيين وصريحين، أفضل مكان يمكن للمستثمر أو البنك أن يعمل فيه هو السوق المحلية، لأن السوق القطرية واعدة جدا والفرص المتاحة كبيرة، والأرقام تعكس هذا التفاؤل إضافة إلى السوق الخليجية أيضاً.. ولكن استثماراتنا الخارجية تظل استثمارات بسيطة وتم الاستثمار فيها بمعية مجموعة من القطريين منذ فترة.. نحن نتابعها دائما بحيث نضمن أنها تتجه نحو المسار الصحيح.. ومع ذلك فإن البنك ملتزم بتوجيهات مجلس الإدارة بهذا الخصوص التي تؤكد على المشاريع ذات المخاطر المنخفضة والعائد المتوقع المناسب الذي يحقق نسب نمو آمنة ومستقرة وبعيدا عن التقلبات.  بالنسبة إلى استثمارات البنك في سوريا؟ - بكل أمانة بنك سوريا الدولي الإسلامي لديه 22 فرعا في سوريا، ولكن إلى الآن الأمور تحت السيطرة لكن الوضع في سوريا سيلقي بظلال سلبية على جميع القطاعات.  هل تم اتخاذ إجراءات احترازية تحسباً للخسائر التي ستنجر عن حالة الفوضى الحالية؟ - نحن دائما نضع خطة بديلة في حال تعرض البنك إلى مشاكل.  لاحظنا في الفترة الأخيرة توجها للبنك نحو شمال إفريقيا؟ - هذا التوجه موجود وسيتم الإعلان عن ذلك عندما تتحقق أشياء ملموسة، هناك بعض الأسواق لا يوجد لديها تمويل إسلامي لذلك لا بد للمشرعين أن يقوموا بتحضير هذه البيئة الاستثمارية، ومن ثمة يمكن تقديم طلبات لفتح فروع هناك.  أصدرتم سندات مؤخرا، ماذا ستمولون بها؟ - لم نصدر سندات إلى الآن، لكن أخذنا قرارا بإصدار سندات.. نحن بحاجة إلى الوقت المناسب لنقوم بالإصدار الفعلي.. إن إصدار السندات يأتي لعدة أسباب أولها الاستفادة من الكلفة الرخيصة في الأسواق على الدولار في الوقت الحالي، ثانيا ضمان أن يكون للبنك موارد طويلة المدى وأيضاً في حال وجود فرص استثمارية يتم استغلال فائض السيولة وهذه الموارد قليلة التكلفة، والفرص الاستثمارية ليست فقط فتح فروع أو الذهاب إلى الخارج وإنما تمويل العملاء يعد فرصة استثمارية أيضاً.  طالبتم سابقا البنك المركزي بإصدار صكوك إسلامية على غرار السندات.. هل تم الاتفاق على تشريعات معينة في هذه المسألة؟ - طبعا البنك المركزي يصدر حاليا أذونات خزانة لفترات قصيرة، ونحن نتعامل مع البنك المركزي في هذه المسألة.. وأعتقد أن هناك اتجاها أيضا إلى إصدار صكوك حكومية إسلامية في المستقبل القريب.  الكل يتحدث عن أن البنوك القطرية تستجيب حالياً إلى متطلبات بازل3 في حين أن المهلة المحددة هي عاما 2018-2019، إلى أين وصلتم في الدولي الإسلامي؟ - البنوك القطرية تتمتع بهيكلة مالية جيدة جدا ولديها كفاية رأس المال، وبالتالي فإن البنوك القطرية كلها مستعدة لتطبيق مقتضيات بازل3، ولو نظرنا إلى بنك قطر الدولي الإسلامي اليوم فإنه إذا حاولنا تطبيق معايير بازل3، فإن البنك مستوف المعايير قبل 6 سنوات من التطبيق الفعلي لهذه الشروط.  تتطلب البنوك الإسلامية تقديم خدمات جديدة سنويا، هل هناك استراتيجية معينة تسعون إليها هذا العام؟ - من ناحية الخطة الاستراتيجية للبنك قام مجلس الإدارة باعتماد خطة استراتيجية جديدة فيما تولى مراجعة وإعداد جميع السياسات والإجراءات لتتناسب مع سياسة الحوكمة والإدارة السليمة وفق متطلبات مصرف قطر المركزي وهيئة قطر للأسواق المالية ويبذل جهدا مستمرا لتحقيق كافة متطلبات الحوكمة والإدارة السليمة. ويظهر ذلك الأمر جليا من تقرير الحوكمة السنوي الذي يعد من قبل وحدة الحوكمة في البنك والتي تعمل بشكل مستقل وتتبع مجلس الإدارة مباشرة. نحن نجد أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا للارتقاء بهذا التنفيذ ليواكب حقيقة أن البنوك الإسلامية أصبحت ذات قدرة تنافسية أكبر وذات خدمات أوسع فضلا عن تطلع شريحة جديدة من العملاء إلى البنوك الإسلامية بعد قرار المصرف المركزي بإغلاق النوافذ الإسلامية للبنوك التقليدية وهي خطوة نعتقد أنها تسهم في زيادة المنافسة بين البنوك الإسلامية وهو ما يؤدي حكما إلى تحسين جودة خدماتها.  هناك شكاوى من مجتمع الأعمال حول ضعف التمويلات البنكية للمشاريع رغم أن قطر مقبلة على ورشة عمل ضخمة من المشاريع تمهيدا للمونديال، كيف ترون ذلك؟ - إن هذه المكانة المرموقة للاقتصاد القطري تتطلب من القطاع المصرفي أن يكون متفاعلا ومواكبا باعتباره قطاعا مهما وحيويا ويشكل رافعة لتعزيز النمو، هذا النمو الذي يعتبر الهدف الأول الذي تسعى رؤية قطر 2030 إلى تحقيقه عبر مراحل متسلسلة وهو الأمر الذي سيتحقق بتضافر الجهود بين جميع القطاعات سواء المصرفية أو غيرها. نحن في الدولي الإسلامي نستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقنا على صعيد المساهمة في نهضة الاقتصاد القطري والقيام بكل ما نستطيع من أجل الارتقاء بأدائنا وتلبية جميع متطلبات عملائنا من أفراد وشركات. إن البنك لن يدخر جهدا في سبيل المساهمة في مختلف المشاريع والفرص المطروحة محليا سواء المشاريع الكبيرة المتعلقة بالبنية التحتية أو غيرها أو المشاريع المتوسطة والصغيرة والتي يعول البنك عليها كثيرا ويدعمها بشدة بالنظر إلى أن مثل هذه المشاريع ذات أثر واسع على أكبر فئة من المجتمع القطري، ولا بد هنا من التنويه إلى الشراكة التي وقعها الدولي الإسلامي مع بنك قطر للتنمية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهي خطوة نأمل أن تكون فرصة حقيقية لشريحة الشباب خصوصا لتأسيس مشاريعهم الخاصة والانطلاق نحو الريادة في مجال الأعمال.