ما تفعله قطر للأمة سيُكتب في تاريخها.. عادل مال الله: قادرون على العودة.. والكرة لا تعترف باليأس

alarab
المزيد 07 ديسمبر 2025 , 01:25ص
علي حسين

 المنافسة لن تخرج عن السعودية والأردن والمغرب والجزائر

 «فلسطين الرقم الصعب.. ولم أفاجأ بمستواهم المتطور»

 

في أجواء مشحونة بالاحتمالات والترقب قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات في كأس العرب 2025، التقينا بالكابتن عادل مال الله، أحد أبرز قادة المنتخب القطري السابقين، للحديث عن مشوار العنابي في البطولة، وحظوظه في التأهل، ورؤيته لمنتخبات البطولة، وتطور الجماهير العربية، ودور قطر في احتضان الأشقاء العرب.
بداية كابتن عادل.. كيف تقيّم مسيرة العنابي في كأس العرب حتى الآن؟
– مسيرة المنتخب لم تكن سهلة، وهذا أمر طبيعي جداً في بطولة تضم منتخبات قوية ومنافسة شرسة. صحيح أننا أضعنا نقاطاً مهمة في البداية، ولكن ما زال الأمل قائماً، وكرة القدم علمتنا أنه لا شيء يُحسم إلا داخل أرض الملعب. منتخبنا يمتلك عناصر جيدة وشابة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الانسجام والهدوء في المباريات الكبيرة. وأعتقد أن مباراة الغد أمام تونس هي مباراة شخصية بالنسبة للاعبين قبل أن تكون مباراة تأهل، فهي اختبار للروح والرغبة، وأثق أن العنابي سيقدم ما يرضي الجمهور.

  الاحتمالات معقدة، والمنتخب بحاجة للفوز بفارق أهداف وانتظار نتيجة سوريا وفلسطين. كيف ترى ذلك؟
– نعم هي حسابات دقيقة، لكن هذا شيء طبيعي في البطولات القصيرة. المهم أن ندخل مباراتنا ونفوز أولاً، ثم ننظر لما يحدث في المباراة الأخرى. لاعبونا يجب أن يركزوا على تفاصيل صغيرة قد تغيّر كل شيء: إنهاء الهجمة، الثبات الدفاعي، والصبر. أما عن الحسابات، فالتأهل ممكن، لكنه يحتاج التزاماً وهدوءاً وجرعة إيمان كبيرة.

السعودية أبرز المرشحين
  من خلال متابعتك للبطولة.. ما المنتخبات المرشحة للقب؟
– بصراحة السعودية فريق مُميز هذا العام. التطور الذي ظهروا به منطقي نتيجة عمل سنوات طويلة في إعداد جيل جديد. يمتلكون قوة بدنية وانضباطاً تكتيكياً ولاعبين قادرين على صنع الفارق. لكن المنافسة لن تكون سهلة، فهناك أيضاً الأردن والمغرب والجزائر، وهذه المنتخبات أثبتت حضوراً كبيراً في البطولات الأخيرة. أرى أن اللقب لن يخرج عن الأربعة، إلا إذا حصلت مفاجآت من العيار الثقيل، وكرة القدم لا تخلو من المفاجآت.

فلسطين الرقم الصعب
  كيف تقيّم المنتخب الفلسطيني في هذه النسخة؟
– أبداً لم أستغرب من مستواه. المنتخب الفلسطيني يتطور عاماً بعد عام، ويمتلك شخصية قوية داخل الملعب. اللاعب الفلسطيني يلعب بقلب كبير وروح لا توصف، وهذا يمنح المنتخب أفضلية نفسية ضخمة. لديهم تكتيك واضح، ودفاع منظم، ولاعبون قادرون على التسجيل في أي لحظة.
أقولها بكل صراحة: فلسطين ستكون رقماً صعباً عربياً وآسيوياً خلال السنوات القادمة إذا استمر العمل بهذا المستوى. وصولهم إلى 4 نقاط لم يكن مفاجأة بالنسبة لي، بل هو نتيجة طبيعية لجهد كبير من اللاعبين والجهاز الفني.
الجماهير العربية تغيرت
  نلاحظ أجواء مميزة في المدرجات.. كيف ترى الجماهير العربية اليوم؟
– ما يحدث اليوم في المدرجات شيء يبعث على الفخر. الجماهير العربية باتت أكثر نضجاً ووعياً. لم نعد نرى التعصب كما كان سابقاً، بل أصبحنا نشاهد تشجيعاً حضارياً يعتمد على الاحترام والمحبة. رأينا جماهير دول مختلفة تجلس معاً، تتغنى لغير منتخباتها، وتساند بعضها البعض. هذا هو الوعي الحقيقي، وهذا هو الجوهر الجميل للرياضة: الحب والوحدة والتكامل والمصير الواحد.
قطر بيت العرب.. وما تفعله للأمة سيُكتب في تاريخها

كيف تقرأ استضافة قطر لكأس العرب هذا العام؟
– قطر كما نقول دائماً بيت العرب، وستظل كذلك. ما تقوم به من تنظيم واستقبال ومساندة لكل المنتخبات ليس غريباً عليها. قطر رسخت مفهوم أن البطولة ليست مجرد مباريات، بل هي لقاء بين الشعوب العربية، وفرصة لتجديد روابط الأخوة. العالم كله يرى هذا المشهد، وسيُسجل في تاريخ الأمة العربية
جماهيركم تنتظر الفوز
-ختاماً.. ما رسالتك للاعبي العنابي؟
– رسالتي لهم بسيطة: لا تيأسوا، كرة القدم لعبة التفاصيل، ربما هدف واحد يعيد الأمل، وربما لحظة شجاعة تغيّر كل شيء، قاتلوا بشرف، وأسعدوا الجمهور، وإن لم يتحقق التأهل فليتحقق الأداء الرجولي، المهم أن يشعر المشجع بأن لاعبيه قاتلوا حتى آخر ثانية.