أعلنت جامعة قطر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، اليوم، عن تأسيس كرسي اليونسكو في العلوم البحرية بمركز العلوم البيئية التابع لقطاع البحث والدراسات العليا بالجامعة، ليكون الأول من نوعه في المنطقة.
ويهدف الكرسي إلى الاهتمام بالمكونات الطبيعية والبشرية المتعلقة بالخليج العربي، مثل حركة المياه في الخليج، والتغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر، وريح الشمال والأمواج، وتغيرات التضاريس بسبب العمليات الساحلية والبحرية، والتلوث البيئي وإدارته، ونقص الأكسجين وتحمض المحيطات والتأثيرات البشرية على النظام البيئي في الخليج.
وخلال حفل الإعلان عن كرسي /اليونسكو/، قال الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر ، إن هذا الكرسي دليل على المكانة التي تحظى بها جامعة قطر في قطاع الأبحاث العلمية المتصلة بمجالات البيئة البحرية، مضيفا أن جامعة قطر رائدة في هذه الأبحاث ولديها بنية تحتية بحثية عالية المستوى، مثل مختبر البحار وسفينة الأبحاث /جنان/ ونخبة من العلماء القطريين المتميزين في هذه المجالات المهمة .
وأشار إلى أن الجامعة عززت شراكاتها المحلية مع مختلف الجهات المعنية بالبيئة البحرية، وأنجزت الكثير من المشاريع البحثية، لتنتقل هذه الشراكة إلى مستوى دولي مع منظمة /اليونسكو/ مما يعزز من مستوى هذه المشاريع وتنوعها، مؤكدا سعي الجامعة إلى توسيع نطاق شراكاتها مع المنظمات الإقليمية والدولية وفي مختلف المجالات.
من جانبها قالت البروفيسورة مريم العلي المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، إن تأسيس كرسي /اليونسكو/ في مركز العلوم البيئية دليل واضح على أن المركز قد تحوّل إلى مؤسسة بحثية مهمة في حقول العلوم البحرية من ناحية الإمكانات البحثية ووجود باحثين أكفاء.
وأضافت أن الكرسي سيعمل على إنجاز الأبحاث المختلفة، مع الاهتمام بالتعليم والتدريب والتوعية وغيرها من الأنشطة التي تحمي الثروات البحرية بكل مكوناتها من المخاطر الطبيعية والبشرية المتنوعة، إلى جانب كونه منصة علمية تساهم في بناء القدرات الوطنية ومساعدة صناع القرار وكافة المعنيين بسلامة البيئة البحرية واستدامتها.
وأشارت إلى أن لدى قطاع البحث خطته المتوائمة مع الأولويات البحثية الوطنية، ومنها أولويات تحويلية /أي تحويل البحث إلى منتج يدعم المجتمع المحلي وجزء من هذه الأولويات يتعلق بالعلوم البحرية، والمياه والأمن الغذائي، وغيرها من المجالات ذات الصلة/ ، مضيفة نحن لا نركز فقط على الأبحاث النظرية، وهي مهمة كذلك، ولكن نقوم بدعم الأبحاث التحويلية والتطبيقية، وفقا لنظرة بعيدة المدى .
كما أكدت أهمية الكرسي لتطوير بناء القدرات في الدولة من خلال إشراك طلبة المدارس والكليات وطلبة الجامعات في جمع المعلومات وتحليلها وفي المناقشات العلمية أيضا، وكذلك المهتمين وأصحاب المصلحة في المناطق الساحلية مثل صيادي الأسماك التقليديين، والمجتمع المحلي والصناعات وصناع القرارات والوزارات والأقسام المعنية بالأنشطة البحرية والبيئة والطاقة والتعليم في هذا العمل.
وتابعت: نهدف إلى التأسيس لخليج نظيف وصحي ومستدام وآمن ومنتج يمكن استغلال موارده بشكل مستدام مع إمكانية الوصول إليها بسهولة .
من جهتها أوضحت الدكتورة آنا بوليني مديرة مكتب /اليونسكو/ في الدوحة، ممثلة /اليونسكو/ في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، أن تشجيع التعاون العلمي العالمي في مواضيع التحديات الحاسمة التي تواجه التنمية المستدامة مثل التغير المناخي وعلوم المحيطات وحماية الحياة الفطرية البحرية هي بعض المهام الأساسية لليونسكو.
وعبرت بوليني عن سعادتها بمبادرة جامعة قطر لتعزيز التعاون العلمي بين الجامعات والقطاع الخاص، وكذلك مراكز البحوث في المنطقة من خلال تأسيس كرسي /اليونسكو/ في حقل العلوم البحرية، وقالت أنا على يقين من أن الكرسي لن يقتصر على توفير معرفة وخبرات عامة فحسب ولكنه يساعد في توفير حلول محلية ومبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفي الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية لضمان استدامتها .
وبدورها، قالت الدكتورة حمدة حسن السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ، إن إنشاء كرسي /اليونسكو/ البحثي بين منظمة /اليونسكو/ وجامعة قطر وبين الكليات ومؤسسات التعليم العالي في قطر، جاء في إطار الجهود المشتركة والتعاون والشراكة بين كل من اللجنة وجامعة قطر ومكتب /اليونسكو/ الإقليمي بالدوحة، وذلك بهدف الاستفادة من إمكانات المنظمة الدولية في دعم وتعزيز القدرات الوطنية وإعداد الكوادر القطرية القادرة على إدارة المشروعات التنموية في المرحلة القادمة.
وأضافت أن هذه الجهود أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات لكراسي /اليونسكو/ مع مؤسسات التعليم العالي، منها كرسي /اليونسكو/ للعلوم البحرية مع جامعة قطر، وكرسي/اليونسكو/ الجامعي في مجال القانون البيئي والتنمية المستدامة مع جامعة حمد بن خليفة.
ومن ناحيته أكد الدكتور حمد آل سعد الكواري، مدير مركز العلوم البيئية، أهمية هذا الكرسي البحثي للحفاظ على البيئة البحرية التي تمثل إرثًا حضاريًا واقتصاديًا لدولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وقال ستغطي مبادرة كرسي /اليونسكو/ الدراسات ذات الصلة بالنطاق الاقتصادي الحصري لدولة قطر بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وخارطة طريق /اليونسكو/ المتعلقة بالعقد الدولي لعلوم المحيطات .
كما أشار إلى أن أهداف الكرسي ستساهم في النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي والإدارة البيئية للتحديات التي حددتها رؤية قطر 2030 وكذلك أولويات البحث العلمي التي حددتها استراتيجية قطر الوطنية للبحوث والخطة الاستراتيجية لجامعة قطر المتعلقة بالبيئة والطاقة، إلى جانب تعزيز الشراكات مع عدد من الدول في المنطقة والعالم.