تعتزمان إجراء مناورات مشتركة

أمريكا والهند توقعان معاهدة اتصالات عسكرية

لوسيل

نيودلهي - أ ف ب

وقعت الهند والولايات المتحدة أمس معاهدة لتأمين الاتصالات العسكرية أشاد بها الطرفان باعتبارها إنجازا كبيرا ربما يمهد الطريق لبيع معدات أمريكية عسكرية حساسة للهند. ووقعت المعاهدة بعد أن اجتمع وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو مع وزيرة الخارجية سوشما سواراج ووزيرة الدفاع نيرمالا سيتارامان لإجراء محادثات تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والأمنية.
وناقش بومبيو وماتيس مع نظيرتيهما الهنديتيين أمس سبل تعزيز العلاقات وتقوية التعاون بين جيشي البلدين والمرجح أن يثمر عن شراء الهند المزيد من الأسلحة الأمريكية. وبذلت الولايات المتحدة جهودا حيثية لتعزيز العلاقات مع الهند في سعيها لتكوين شراكات لمواجهة تصاعد قوة الصين الاقتصادية والعسكرية في المنطقة. وكمثال على ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الهندية نيرمالا سيثارامان عن خطط لإجراء تدريبات عسكرية كبيرة بين جيشي الولايات المتحدة والهند العام المقبل. وستكون هذه التدريبات الأولى من نوعها، إذ إن جيشي البلدين لم يجريا سابقا تدريبات متزامنة في الجو والبحر والبر.
وقالت سيثارامان قررنا القيام للمرة الأولى بتدريبات لثلاثة أفرع من القوات المسلحة مع الولايات المتحدة قبالة السواحل الشرقية للهند في 2019 . وشارك في المحادثات إضافة إلى سيثارامان وبومبيو وماتيس وزيرة الخارجية سوشما سواراج. وعقب القمة قال بومبيو إنها كانت قمة خاصة جدا وتاريخية وعلى مستوى من العلاقات لم يشهده البلدان من قبل . وبالإضافة إلى الاتفاق على إجراء تدريبات مشتركة، وقع البلدان على اتفاق اتصالات ومطابقة وأمن . وسيسمح هذا الاتفاق للبلدين بتبادل المعلومات العسكرية الحساسة بسرعة وأمان. ورغم اللهجة الودية للقمة، إلا أن هناك الكثير من القضايا التي لا يتفق عليها البلدان.
وفي 2016 اعتبرت واشنطن الهند شريكا دفاعيا كبيرا وهو ما جعل من الأسهل على البلدين إبرام صفقات أسلحة.
إلا أن الهند في طور وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع موسكو لشراء أنظمة جديدة تشتمل على صواريخ اس-400 الطويلة المدى وصواريخ أرض جو. ولم يذكر أي من المسؤولين الأربعة مسألة صواريخ اس-400 في حديثهم مع الصحفيين عقب القمة. ولم يرد المسؤولون على أسئلة الصحفيين. وبموجب القوانين الامريكية الحالية فإن دول الطرف الثالث يمكن أن تواجه عقوبات في حال تعاملت مع قطاعات الدفاع أو الاستخبارات الروسية.
وفي حال إتمام صفقة صواريخ اس-400، ألمحت الهند إلى أنها ستطلب من واشنطن إعفاء خاصا من العقوبات، رغم أن مسؤولا أمريكيا قال الأسبوع الماضي إنه لا ضمانة لحصول الهند على ذلك. وترغب الولايات المتحدة أن تتوقف الهند عن شراء الأنظمة الروسية وشراء الأمريكية بدلا منها. واشترت الهند بالفعل مروحيات أباتشي الأمريكية وغيرها من المعدات العسكرية وتتفاوض على شراء طائرات بدون طيار مسلحة.
في إشارة واضحة إلى الصين ومبادرتها الحزام والطريق التي تغرق الدول النامية بالقروض لتمويل مشاريع البنى التحتية والتي تعجز هذه الدول أحيانا عن سدادها، قال بومبيو إن الولايات المتحدة والهند ترغبان في تحقيق الحقوق والحريات الأساسية ومنع الإكراه الاقتصادي الخارجي .
وكان من المقرر سابقا أن تجري المحادثات في أبريل وبعد ذلك في يونيو، إلا أنه تم تأجيلها ما أثار تكهنات بحدوث شرخ في العلاقات. وفي مايو انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران الموقع في 2015 وقال إن على دول أخرى مثل الهند التوقف عن شراء النفط الإيراني قبل الرابع من نوفمبر أو مواجهة عقوبات أمريكية. إلا أن الهند تعتمد بشكل كبير على واردات النفط الإيراني.
ويبلغ فائض التجارة الهندية مع الولايات المتحدة 25 مليار دولار، ولخفض ذلك تردد أن إدارة ترامب تضغط على الهند لاستيراد المزيد من السلع الأمريكية. وطرحت واشنطن مشروع اتفاق الشهر الماضي يلزم الهند بقبول المزيد من السلع الأمريكية في مجالات الطيران المدني والغاز الطبيعي وهو ما فاجأ المسؤولين الهنود، بحسب صحيفة هندو ديلي . وقال بومبيو: سنفكر في إعفاءات إذا كانت ملائمة.. ولكن نتوقع أن يصل شراء النفط الإيراني إلى الصفر من كل البلاد وإلا فإنه سيتم فرض عقوبات .