في يومها العالمي.. المحيطات رئة العالم وأساس الحياة الذي ينبغي المحافظة عليه

alarab
في يومها العالمي.. المحيطات رئة العالم وأساس الحياة الذي ينبغي المحافظة عليه
تقارير 07 يونيو 2023 , 10:14ص
قنا

تحتفل مختلف دول العالم في الثامن من يونيو من كل عام، باليوم العالمي للمحيطات، وهو احتفال سنوي تسير عليه المنظمة الدولية ودول العالم منذ عام ألفين وتسعة، للتذكير بأهمية المحيطات والدور الذي تلعبه في حياتنا وكوكبنا، والتأكيد على ضرورة حمايتها وإدارتها بشكل مستدام، باعتبارها رئة الكوكب، حيث تتنج ما لا يقل عن خمسين بالمئة من الأوكسجين على الأرض، وتمتص ثلاثين بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يحد من آثار الاحترار العالمي، كما توفر المحيطات مصدرا رئيسيا للغذاء والدواء والسياحة لملايين البشر.
وقد طرح مفهوم اليوم العالمي للمحيطات للمرة الأولى عام 1992 بمؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بوصفه وسيلة للاحتفال بالمحيطات التي يتشارك فيها العالم أجمع، بالإضافة إلى زيادة الوعي بشأن الدور المهم الذي تضطلع به في حياتنا والسبل والأنشطة الهامة التي يمكن أن يقوم بها البشر لضمان حمايتها، وفي الخامس من ديسمبر لعام 2008، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثامن من يونيو يوما عالميا للمحيطات، وجرى الاحتفال به لأول مرة عام 2009 .
ويتم الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "المياه لم تعد راكدة"، حيث تتعاون الأمم المتحدة مع صناع القرار وقادة الشعوب الأصلية والعلماء والمديرين التنفيذيين في القطاع الخاص والمجتمع المدني والنشطاء لجعل الاهتمام بالمحيطات في صدارة الأولويات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بهذه المناسبة أن الإنسانية تعتمد على المحيطات فهي أساس الحياة، ومنها الهواء الذي نتنفس ومنها الطعام الذي نأكل، وهي التي تنظم مناخنا وطقسنا، وهي أكبر خزان للتنوع البيولوجي على كوكبنا، كما أن مواردها دعامة للمجتمعات، وللازدهار وصحة الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وشدد غوتيريش على أنه يتعين على البشر أن يكونوا أفضل صديق للمحيطات، لكن الإنسانية للأسف هي اليوم ألد أعدائها، معتبرا أن تغير المناخ بفعل النشاط البشري يرفع من درجة حرارة كوكبنا، ويحدث اختلالا في أنماط الطقس وتيارات المحيطات، ويغير من النظم الإيكولوجية البحرية والأنواع التي تعيش فيها، كما أن التنوع البيولوجي البحري معرض للضغط من الصيد الجائر والاستغلال المفرط وتحمض المحيطات.
وأشار الأمين العام إلى أن أكثر من ثلث الأرصدة السمكية يصاد بمستويات منافية للاستدامة، فيما يجري تلويث المياه الساحلية بالمواد الكيميائية والبلاستيكية والنفايات البشرية، مشددا على ضرورة العمل الجماعي في هذا المجال، مؤكدا على أن الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة المتمثل بالحفاظ على موارد المحيطات واستخدامها على نحو مستدام، يمر حاليا بمنعطف حرج، داعيا للإلحاح على العمل وجعل المحيطات على رأس الأولويات، وقال إن اليوم العالمي للمحيطات هذا العام يذكرنا بأن المياه لم تعد راكدة، حيث ظهر العديد من المبادرات الدولية الرامية للحفاظ على المحيطات وسلامتها.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنه تم خلال العام الماضي اعتماد هدف عالمي طموح يرمي إلى حفظ وإدارة ثلاثين بالمئة من الأراضي والمناطق البحرية والساحلية بحلول عام 2030، فضلا عن اتفاق إطاري بشأن إعانات مصايد الأسماك، وذلك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيطات الذي عقد في لشبونة، كما اتفقت دول العالم خلال المؤتمر على تكثيف الجهود لاتخاذ مزيد من التدابير الإيجابية من أجل المحيطات، بينما تستمر المفاوضات للتوصل إلى اتفاق عالمي ملزم قانونا لإنهاء التلوث البلاستيكي.
وفي مارس الماضي وافقت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بعد سنوات من المفاوضات على نص أول معاهدة للتنوع البيولوجي لحماية أعالي البحار، التي تمثل كنزا هشا وحيويا يغطي ما يقرب من نصف الكوكب، وتهدف المعاهدة بين أمور أخرى لجعل ثلاثين بالمئة على الأقل من محيطات العالم مناطق محمية مستقبلا، كما تهدف لوضع التنوع البيولوجي في أعالي البحار تحت الحماية الدولية الملزمة، خاصة وأن ثلثي محيطات العالم ينتميان إلى أعالي البحار، والتي تعد منطقة ينعدم فيها القانون إلى حد كبير.
ويبلغ عدد المحيطات خمسة محيطات، وهي الجزء الأكبر والأعظم من الغلاف المائي الكبير الذي يطوق الكرة الأرضية، وتحتل هذه المياه حوالي واحد وسبعين بالمئة من مساحة سطح الكوكب، أي ما يعادل 510 ملايين كم3، تتألف من مجموع مساحات المحيطات والبحار والبحيرات بعمق يبلغ متوسطه 3800م.
وتحتوي المحيطات على ثروات كبيرة ومتنوعة من الموارد الطبيعية، تشمل الأسماك والقشريات والرخويات والطحالب والنباتات البحرية وغيرها من الكائنات الحية التي تستخدم في الغذاء والدواء والصناعة والزراعة، كما تضم موارد معدنية، تشمل المعادن الثمينة والنادرة مثل الذهب والفضة والبلاتين والتيتانيوم والكوبالت والنيكل، بالإضافة لمصادر الطاقة كالنفط والغاز الطبيعي، ومصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة المد والجزر، وطاقة الأمواج.
وتعتبر المحيطات أحد مصادر المعيشة والحياة وتدعم أرزاق البشر وكل كائن حي آخر على وجه الأرض، والمصدر الرئيسي للبروتين لأكثر من مليار إنسان في العالم، وتشكل مفاتيح اقتصادية توفر فرص عمل لنحو أربعين مليون شخص في الصناعات المعتمدة على المحيطات.
ولا تقتصر أهمية المحيطات على كونها مساحات شاسعة من المياه التي تمد كوكب الأرض بالغذاء والأكسجين فحسب، بل هي التي تقف وراء النظم العالمية التي تجعل كوكب الأرض صالحا للسكن بالنسبة للبشرية، إذ إنها ترتبط بتوفير مياه الشرب وتغيرات الطقس والمناخ وتنظمها جميعا في اتساق تام، كما كانت المحيطات والبحار على مر التاريخ قنوات حيوية للتجارة والنقل، وتمثل إدارة هذا المورد العالمي الجوهري بعناية سمة أساسية من سمات المستقبل المستدام لكافة شعوب الأرض.