

يعاني مرضى السرطان في قطاع غزة من نقص حاد في أدوية الأورام والمواد الغذائية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، إلى جانب معاناتهم من نقص في الرعاية الصحية بعد تدمير الغالبية العظمى من المستشفيات والمرافق الطبية والصحية.
وتتعرض المستشفيات داخل قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر من دمار كبير، لا سيما مع الاستهداف المباشر للمرافق الصحية والأطقم الطبية والإسعاف، الأمر الذي تسبب في خروج معظم المستشفيات عن الخدمة.
ووفق حديث الدكتور محمد أبو ندى استشاري الأطفال والمدير الطبي بمستشفى الصداقة التركي للسرطان لـ "العرب" فإن مستشفيات قطاع غزة باتت بلا علاج كيميائي و إشعاعي، لافتاً إلى وجود ما يزيد عن 1000 حالة لم يتم تشخيصها بالطرق العلمية السليمة على مدار الـ 5 أشهر الماضية بسبب استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني شمال غزة، وهو مستشفى السرطان الوحيد في القطاع والطواقم الطبية العاملة به.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، تعرض الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني لهجوم جوي من قبل القوات الإسرائيلية، مما تسبب في تكبُّد أضرار جسيمة، وتوقف المستشفى عن تقديم خدماته.
وبحسب أبو ندى، يشكل الارتفاع الحاد في معدل الحالات الجديدة في قطاع غزة خلال الشهور الأخيرة والذي يتراوح من 200 إلى 250 حالة شهريا، تهديدات خطيرة وتعريض حياتهم لخطر الوفاة في حال عدم تلقيهم العلاج.
وحذر أبو ندى، من استمرار نفاد العلاج الكيميائي والإشعاعي بالقطاع لما يشكله من كارثة محدقة لآلاف المرضى.
وعن حالات السرطان التي لم تكتمل دورة العلاج، كشف استشاري الأطفال والمدير الطبي لمستشفى الصداقة الطبي للأورام أنه يتم إرسالها إلى جمهورية مصر العربية، ومن ثم الإمارات أو قطر أو تركيا، بميكانيكية معينة عن طريق وزارة الصحة، حتى تلقى التشخيص والعلاج المناسب.
واستغاث أبو ندى من خلال حديثه لـ "العرب" من احتمالية تدهور الوضع الصحي لبعض مرضى السرطان الذين مازالوا تابعين لمستشفى أبو يوسف النجار برفح جنوبي قطاع غزة، وفي مستوصف الزهراء الذي يبعد عنها حوالي 500 كعيادة خارجية، الذي يعاني من نقص الإمكانيات.