

تحت برعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية،
أطلقت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أمس، «مناهج الأمن السيبراني التَّعليميَّة»
حضر حفل الإطلاق سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، بالإضافة إلى عدد من أصحاب السعادة الوزراء ووكلاء الوزارات وكبار المسؤولين في الدولة وعدد من المسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة.
شهد الحفل إطلاق منصّة إلكترونية تضم جميع المواد المعرفية والمحتوى المرئي الخاص بالمناهج، وعرض فيديوهات تعريفية بالمشروع، وتكريم فريق العمل الذي ساهم في تنفيذ المشروع الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة.
ويهدف مشروع «مناهج الأمن السيبراني التَّعليميَّة لتحقيق عديد من الأهداف؛ من أهمها تعريف المجتمع عمومًا، والأطفال واليافعين خصوصًا، بمفهوم المُواطَنة الرَّقميَّة، التي تتمثَّل في الاستخدام المسؤول والأخلاقيّ والآمِن لتكنولوجيا المعلومات والاتِّصالات، إلى جانب التوعية بمَخَاطِر شبكة الإنترنت؛ وتدريب مختلف شرائحه وتأهيلهم للإلمام بأُسُس حماية البيانات الشَّخصيَّة، إضافةً إلى رَفْع مستوى الوَعْي بالمفاهيم العامَّة المرتبطة بالأمن السيبراني والسَّلامة الرَّقميَّة، وتهيئة جيل مستقبليّ من الشَّباب القطريّ القادِر على التَّعامُل بكفاءة وأمان مع الأدوات التكنولوجيَّة.
ويتضمن مشروع مناهج الأمن السيبراني التعليمية، محتوى مرئياً يقدّم ما يزيد على خمسين فيديو تعليميّا بتقنية (الأنيميشن)، ترتكز في محتواها المعرفي على منهاج الحوسبة وعلوم التكنولوجيا المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وتقدّم الفيديوهات في إطار ممتع وسلس مستوحى من البيئة القطرية والهويّة الوطنيّة، بما يضمن رسوخ المعلومة لدى المتلقّي، وبحثه عن المزيد من المعرفة في هذا الإطار.
وعقد على هامش فعاليات حفل الإطلاق منتدى حواري تضمّن ثلاث جلسات حوارية، حملت الأولى عنوان «دور المناهج التَّعليميَّة في تعزيز الأمن السيبراني»، وتناولت الثانية «آفاق التَّغيير في مستقبل الأمن السيبراني» بينما ركّزت الثالثة على التجارب الدولية في تعزيز الأمن السيبراني.
واستضافت كلّ جلسة مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في مجالي الأمن السيبراني والتربية والمناهج الأكاديمية. مواجهة التحديات
وقال سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني «يأتي هذا المشروع في إطار حرص الوكالة الوطنية للأمن السّيبرانيّ على تعزيز الوعي بمخاطر الأمن السّيبرانيّ، انطلاقاً من رؤيتها في بناء مجتمع آمن سيبرانياً، تتمتع جميع شرائحه بالوعي الكافي لمواجهة التحدّيات المستقبلية التي ترافق الثورة التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم».
وأضاف سعادته «أثمرت شراكتنا مع وزارة التربية والتّعليم والتّعليم العالي، هذا المشروع الوطني الرائد الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة، من حيث استهدافه للطلبة في البيئة المدرسية، وتوجّهه لكلّ مرحلة عمرية بمحتوى يتناسب مع درجة الإدراك والوعي التي تتمتّع بها، إلى جانب التوجّه لذوي الاحتياجات الخاصة، والتّعليم الموازي ومحو الأمية، بما يضمن نشر الوعي السّيبرانيّ في المجتمع بأكمله».
وأكد المالكي أن المشروع يتضمّن إطلاق منصّة إلكترونية تتضمّن جميع المعلومات والمنتجات المعرفية الخاصّة بالمشروع، لتكون متاحة للطلبة في أيّ وقت، لافتا إلى أنّ مناهج الأمن السّيبرانيّ التّعليمية تتميّز بأنها ستقدّم في إطار سلس وممتع، يرسّخ المعلومة لدى المتلقّي، ويجعله يبحث عن المزيد.
الرويلي: خطوة في الاتجاه الصحيح
قالت السيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: “تعدّ مناهج الأمن السيبراني التعليمية خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان معرفة الطلبة بالمخاطر التي قد تنتج عن استخدام التكنولوجيا، فقد أصبح الجميع في هذا العصر يستفيد بشكل متزايد من الموارد التكنولوجية، وبالتالي فإن الخطوات الأساسية للحفاظ على هذه الموارد ومستخدميها آمنين، تتركز حول جعل الأمن السيبراني محوراً مهماً في الخطط التعليمية لطلبة المدارس».
وتوقعت الرويلي من هذا المشروع أن يساهم في نشر الوعي المطلوب، من خلال محتوى مبتكر وموثوق، لافتة إلى تطلع الجانبين لتطويره بشكل مستمر من أجل تقديم محتوى يساهم في تعزيز مستوى الطلبة بأمن المعلومات وأمن الحاسوب، وتمكينهم من سبل حماية الأنظمة، والممتلكات والبرامج من الهجمات الرقمية التي قد تهدف عادة إلى الوصول إلى المعلومات الشخصية أو تغييرها أو إتلافها.
وأشارت الرويلي إلى أن إطلاق مناهج الأمن السيبراني التعليمية بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والوكالة الوطنية للأمن السيبراني يشكل جزءاً أساسياً في منظومة التطوير الشاملة للنظام التعليمي بجميع مجالاته.
العقيدي: محتوى توعوي مستوحى من الهوية الوطنية
قالت السيدة دلال عبد العزيز العقيدي مدير إدارة التميز السيبراني الوطني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، إن الوكالة تسعى لبناء مجتمع محليّ آمن ومتمكّن رقمياً عبر عدة مبادرات ومشاريع تستهدف رفع مستوى السلامة الرقمية في المجتمع.
وأضافت «نحن اليوم ندشن أحد أهم الشراكات والمشاريع، وهو مناهج الأمن السيبراني التعليمية، التي تستهدف طلبة المدارس وذوي الهمم، والمعلمين وأولياء الأمور، وتقدّم في إطار سلس وممتع مستوحى من الهوية الوطنية القطرية، لتحقيق جملة من الأهداف تتمثل في تعريف المجتمع عموماً والأطفال واليافعين على وجه الخصوص بمفهوم المواطنة الرقمية، ورفع مستوى الوعي بالمفاهيم العامة المرتبطة بالأمن السيبراني، والسلامة الرقمية».
وقالت «لم تغفل الوكالة عن أهمية الأنشطة اللاصفية ودورها المكمّل للعملية التعليمية، فدشّنت مبادرة سايبر إيكو، التي تقوم على إنتاج محتوى توعوي سيبراني من خلال الزيارات الميدانية للمدارس الحكومية والخاصة.