بدأت صباح أمس الأحد بالعاصمة الدوحة فعاليات دورة تدريبية حول استخدام التقنيات النووية لإثراء البحوث الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام في البلاد، والتي تنظمها وزارة البلدية والبيئة ممثلة بإدارة البحوث الزراعية، خلال الفترة من 5 - 16 نوفمبر 2017، وذلك ضمن أنشطة مشروع التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حضر افتتاح الدورة كل من عائشة الباكر مدير إدارة الوقاية من الإشعاع والمواد الكيميائية وحمد الشمري مساعد مدير إدارة البحوث الزراعية وعدد من موظفي الوزارة المختصين.
أكد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه حمد الشمري مساعد مدير إدارة البحوث الزراعية، أن دولة قطر ممثلة في وزارة البلدية والبيئة وفي ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تسعى لبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الامن الغذائي وحماية البيئة وصون موارد الدولة الطبيعية ومواكبة التحولات والتطورات الإقليمية والعالمية في مجالات البحوث الزراعية والاستدامة البيئية. وأشار إلى أن دولة قطر أنجزت مؤخراً العديد من المشروعات التنموية والزراعية والبحثية الكبرى وقد راعت هذه التنمية كل الاعتبارات البيئية قبل أن تراعي الاعتبارات الاقتصادية التي من أجلها أقيمت.
من جانبها، أشارت عائشة الكواري رئيس قسم الموارد الوراثية بإدارة البحوث الزراعية إلى أهمية ما تقوم به وزارة البلدية والبيئة وفقاً لاختصاصاتها بتحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها تحقيق الامن الغذائي والبحوث الزراعية وحماية البيئة وتوازنها الطبيعي من خلال تنمية شاملة ومستدامة لمصلحة الأجيال القادمة وذلك وفقاً لرؤيتها التي تنص على أن: حماية البيئة القطرية وتنميتها من خلال تكامل السياسات والنظم التي تحقق الإتقان في الأداء، وبناء القدرات وتعزيز الوعي والشراكة المجتمعية وصولا للاستدامة البيئية.
وقالت الكواري: ان البلدية والبيئة تتبنى العديد من المشاريع والبرامج الزراعية والبيئية التي تهدف إلى حماية البيئة القطرية وتنمية واستدامة مواردها الوراثية التي تعتبر ثروات للأجيال القادمة، وذلك من خلال المحافظة على الموارد الوراثية وتنميتها وتحقيق الأمن الغذائي وإعداد مشروعات القوانين وإيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل البيئية والزراعية ومتابعة تنفيذها وتدريب الكوادر القطرية على كيفية الاطلاع برسالة حماية البيئة، فضلاً عن الاهتمام بالتوعية البيئية، وتنسيق جهود كافة الجهات الحكومية والأهلية من أجل حماية البيئة والتعاون مع دول الإقليم ودول العالم كافة من خلال المصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات البيئية والزراعية، وهذا ما تقوم به إدارة البحوث الزراعية متمثلة في قسم الموارد الوراثية.
خبراء الطاقة الذرية
ويحاضر بهذه الدورة التدريبية 3 من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تخصصات الزراعة النسيجية وتربية النبات وفسيولوجيا النباتات، حيث يناقش المحاضرون بـ 5 مجالات الأسس العلمية لتربية النبات، والاستخدامات السلمية للنظائر المشعة، والطاقة النووية في تربية النبات لمقاومة الإجهاد البيئي، الزراعة النسيجية واستخدام عملية التطفير بالطاقة النووية لحث النباتات على مقاومة الجفاف والملوحة والظروف البيئية المختلفة، هذا الى جانب الأساس العلمية لاستخدام الطاقة النووية ببنوك الجينات للمحافظة على الموارد الوراثية النباتية والاستغلال الأمثل لها . ونظراً للندرة النسبية في الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة وارتفاع درجات الحرارة وندرة النباتات البرية الصالحة للاستخدام الآدمي، قامت إدارة البحوث الزراعية بالسعي لاستحداث محاصيل زراعية من النباتات البرية القطرية لتستخدم في إنتاج الأعلاف والمحاصيل الزراعية المتأقلمة مع البيئة القطرية، ولذا تم عقد تعاون مشترك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنفيذ مشروع للتعاون التقني في مجال تحسين الموارد الوراثية النباتية. ويوفر المشروع التدريب للباحثين والمهنيين العاملين في هذا المشروع، إلى جانب شراء المعدات والخدمات المختبرية، وإيفاد بعثات الخبراء الاستشارية إلى الميدان وتنفيذ الدورات التدريبية التخصصية. وقد تم ضمن فعاليات المشروع تنفيذ عدد من المهام العلمية داخل دولة قطر وفي المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ودولة الكويت.
مشروع التعاون التقني
ويعتبر مشروع التعاوني التقني بعنوان إثراء التنوع الوراثي وصون الموارد الوراثية النباتية بقطر باستخدام التقنيات النووية والتكنولوجيات ذات الصلة، من المشاريع الواعدة لتحسين بعض الموارد الوراثية النباتية البرية من أجل الاستفادة منها زراعياً للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي. وتمتد الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع لـ 3 سنوات 2017 -2019 ويمكن التجديد في حال تطلب البحث مدة زمنية إضافية. ومن الأهداف الأساسية للمشروع صون الموارد الوراثية النباتية بدولة قطر، فحص بعض الأنواع النباتية المقاومة او المتحملة للملوحة، تربية النباتات البرية لإنتاج نباتات تتمتع بصفات زراعية او علفية مرغوبة. وتهدف الدورة التدريبية إلى رفع قدرات الباحثين والعاملين بإدارة البحوث الزراعية حول عمليات تربية النباتات وفسيولوجيا النبات والإكثار النسيجي للبراعم الزهرية لنخيل التمر وطرق الكشف عن النباتات التي تم تحويرها ودراسة التباين بين النبات الأم والنباتات المستحدثة.