

تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تحتفل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي اليوم الأحد باليوم العالمي للمعلم، تحت شعار «عطاء يثمر أجيالا».
ويشهد الحفل الذي يقام في المقر الدائم للوزارة بالقطيفية، تكريم كوكبة من المعلمين عرفانا بمسيرة عطائهم المتميزة ودورهم في تنشئة الأجيال، وتقديرا لإنجازاتهم المهنية الرائدة.
من جانبه، أكد أكاديميون في تصريحات لـ»العرب»، أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في تطوير رسل العلم عبر العديد من الخطط في تدريب وابتعاث الكثير من المعلمين وتشجيع القطريين للانتساب إلى مهنة التدريس، معتبرين أن الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم سيكون له أثر كبير في نفوسهم لبذل أفضل ما لديهم في الميدان التربوي وتعزيز مكانتهم داخل المجتمع.
وقالوا إن اهتمام الدولة بالمعلمين يأتي إدراكا منها بأنهم أساس تنمية ونهضة الأمم لذلك تحرص على خلق الفرص أمام القطريين للانتساب إلى هذه المهنة، مشددين على أن المعلم القطري سيكون إضافة قيمة للميدان التربوي بحكم معرفته بخصوصية وعادات المجتمع القطري.

د. أحمد العمادي: الدولة تدرك أن المعلم أساس التنمية
قال الدكتور أحمد العمادي العميد السابق لكلية التربية جامعة قطر، إن احتفاء الدولة باليوم العالمي للمعلم حدث مهم يذكر المجتمع بأهمية ومكانة مهنة الرسل في بناء ونهضة الوطن، مؤكدا أن الدولة أولت اهتماما كبيرا لمهنة التدريس ضمن رؤية قطر 2030 بهدف التنمية التي لا يمكن أن تحدث إلا بتعليم جيد مثلما حدث في دولة سنغافورة التي أصبحت تصدر العلم بفضل أفكار أبنائها.
وأشار العمادي إلى مكانة المعلم في العصور الماضية من العالم الإسلامية عندما كان العلم مكانه في المساجد وأن تلك المكانة العظيمة ظلت موجودة في المجتمع القطري حتى فترة السبعينات إلا أن الإقبال عليها بدأ يتراجع لصالح مهن أخرى.
وأشاد العمادي برفع الدولة قيمة منحة «طموح» للطلاب القطريين الذكور إلى 22 ألف ريال للأعزب و27 ألف ريال للمتزوج أثناء فترة الدراسة، معتبرا أن هذا التحفيز يعكس إدراك الدولة أن أساس التنمية هو المعلم الذي من خلال تبنى الأمم.
واعتبر أن زيادة أعداد المعلمين الذكور من 3 % إلى 30 % سيحتاج جهودا وسنوات، داعيا وزارة التربية والتعليم إلى إجراء بحوث ميدانية لحل مشكلات المعلمين أول بأول لمنع عملية التسريب من مهنة التدريس بسبب الأعباء.
واقترح بأنه يجب استغلال التكنولوجيا في تخفيف أعباء المعلمين أو وجود مدرس مساعد للمعلم في تدريس المادة وأن يتم تفريغه علميا كما هو الحال في برنامج «خبرات» الذي فعلته الوزارة بابتعاث عدد من المعلمين إلى دولة فنلندا لاكتساب الخبرات، مضيفا أنه يجب أن يكون هناك امتيازات أخرى مثل أولوية الحصول على أراض سكنية.

د. حنان الفياض: المعلمون صانعو نهضة الأمم
أعربت الروائية والأكاديمية الدكتورة حنان الفياض، عضو هيئة التدريس بجامعة قطر، عن تقديرها العميق لدور المعلمين في بناء الأمم وتحقيق النهضة مؤكدة أن «المعلمين هم منارات الأمم وصانعو نهضتها وأمجاد الأمم كلها.
وقالت الفياض بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، إن «العاملين في مجال التعليم يعملون في حقل شريف شرفه آتٍ من مجاله فميدان المعلم هو عقل النشء الذي يكون بين يديه ليسهم في تشكيله بما يمتلك من مهارات علمية ومهارات إنسانية أخرى».
وأكدت أهمية العلم وطلبه كعلامة تميز الإنسانية، مشيرة إلى أن الأمم المتقدمة تتسابق في هذا الميدان.
وأضافت: «دولة قطر قد قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير التعليم وما زالت تبحث عن الجديد»، مما يدل على التزام الدولة بالتحسين المستمر في هذا المجال.
إيمان الكعبي: الاحتفاء رسالة للميدان التربوي لـ «مستقبل أفضل»
اعتبرت الإعلامية إيمان الكعبي مدير المركز الإعلامي القطري التابع لوزارة الثقافة، أن احتفال الدولة اليوم الأحد باليوم العالمي للمعلم لفتة عظيمة بتكريم عدد من المعلمين ورسالة لكل أفراد الميدان التربوي بتقديم أفضل ما لديهم لبناء مستقبل أفضل لدولة قطر.
وشددت الكعبي أن مهنة التعليم لها قيمة كبيرة ليس فقط في التدريس داخل الفصول بل بغرسهم القيم والأخلاق وأن يكونوا قدوة حسنة للطلاب، معتبرة أنه يجب أن يكون المعلم رقم 1 داخل أي مجتمع لأنه يحمل على عاتقه عبئا كبيرا لبناء أجيال نافعة لوطنها ودينها.
وأشارت إلى أن الاحتفاء بيوم المعلم يأتي ضمن جهود الدولة في تعزيز مكانة المعلم التي من بينها أيضا تكريم المعلم المتميز بجائزة التميز العلمي كل عام من قبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وهو الأمر الذي يجب أن يكون في أي دولة حريصة على الارتقاء بالتعليم لأنه المعلم يقدم ما لا تقدمه أي مهنة أخرى.
واستذكرت الكعبي الكثير من المعلمات اللاتي لهن أثر كبير في حياتها منهم الأستاذة هند الخليفي معلمة مادة الاجتماعيات والتاريخ والأستاذة شيخة الخليفي مدرسة اللغة العربية والأستاذة نائلة الرميحي مديرة المدرسة، معللة ذلك بأنها اكتسبت منهم القيم الحميدة قبل العلم.
د. سيف الحجري: المعلم القطري إضافة قيمة للميدان التربوي
أكد الدكتور سيف الحجري الخبير البيئي، أن احتفاء الدولة باليوم العالمي للمعلم له أثر كبير في نفوس المعلمين، وانعكاس إيجابي على مكانتهم داخل المجتمع كما كان في الماضي، معتبرا أن الدولة تعمل على تعزيز مكانة المعلم التي ضعفت في السنوات الأخيرة.
وقال الحجري: إن هذا الاحتفاء يهدف إلى التشجيع على الانتساب إلى مهنة التدريس وأن يجب أن يصاحبها أيضا تشريعات قانونية وتحفيزات للمعلمين وتوعية مجتمعية وللطلاب منذ الطفولة المبكرة بأهمية وجود معلمين قطريين داخل المجتمع. وأشار إلى تكثيف الدولة جهودها مؤخراً لتشجيع الشباب القطري على الانتساب لمهنة التدريس باعتبار أن وجود المعلم القطري سيكون إضافة قيمة للميدان التربوي.
واستذكر الحجري الأستاذ عمر الخطيب معلم التربية البدنية رحمة الله عليه لأنه كان يعامل الطلاب كأب.