أكثر من ألف خريج هذا العام.. مسؤولون بالمؤسسة: «المدينة التعليمية» نموذج فريد من نوعه

alarab
محليات 06 مايو 2025 , 01:25ص
حامد سليمان

أكد عدد من مسؤولي التعليم العالي في مؤسسة قطر أن المدينة التعليمية توفر نموذجا تعليميا فريدا من نوعه، بجمع الجامعات العالمية وجامعة حمد بن خليفة، والترابط مع التعليم قبل الجامعي، ومراكز البحث. وأوضحوا أن أكثر من ألف طالب يتخرجون هذا العام من جامعات المدينة التعليمية، وأن يوم التخرج يعد مرحلة هامة في تاريخ مؤسسة قطر، ليصل إجمالي الخريجين إلى أكثر من 10 آلاف خريج.

وأشاروا إلى أن التخرج يعد نتاج استثمار وطني في العقول البشرية وفى الانسان، حيث إن هدف مؤسسة قطر هو إعداد جيل وطني قادر على مواجهة التحديات وإحداث التغيير الإيجابي، وإن نسبة الطالبات والطلاب القطريين من إجمالي الخريجين تصل لما يقرب من 40%.
وأكد د. فرانسيسكو مارموليجو رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر أن المدينة التعليمية أصبحت من المصادر الرئيسية للموهوبين الذين يسهمون في العديد من جوانب الحياة والمجتمع في قطر.
وقال في تصريحات صحفية: على مر السنين، تخرج أكثر من 10,000 طالب من الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وهم يعملون في مختلف القطاعات سواء في قطر أو في الخارج، في العديد من البلدان، وأن يوم التخريج يؤكد على القيمة الكبيرة لما تؤمن به المؤسسة وهو أن التعليم يعتبر العامل الأساسي الذي يمكن أن يحدث التحول الاجتماعي والاقتصادي في أي دولة. وأوضح أن يوم التخرج يعد مرحلة هامة في تاريخ مؤسسة قطر، لافتا إلى أنه إذا نظرنا إلى النماذج التعليمية حول العالم، وأنه لا يوجد في أي مكان آخر ترتيبًا مشابهًا لما في مؤسسة قطر، بجمع الجامعات العالمية الكبرى والربط بجامعة حمد بن خليفة، والمترابطة مع التعليم قبل الجامعي، ومراكز البحث، والمجتمع وهذا بالطبع أمر فريد من نوعه.
وأشار إلى أن ما يقدمه الجميع، من أولياء الأمور والطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، والموظفين الداعمين، يصبح ملموسًا وعاطفيًا عندما ترى الطلاب في حفل التخرج ويحققون هذا الإنجاز الهام في حياتهم، ويستعدون للمرحلة القادمة، وبالنسبة لنا جميعًا، هذا هو اليوم الأكثر أهمية ونحن فخورون جدًا ومتحمسون للاحتفال معهم.
وتابع إنه بالنظر إلى المستقبل، من المهم أن نتذكر أن نموذج الشراكة الجامعية الذي أنشأناه قبل 25 عامًا كان موجهًا لدولة كانت مختلفة تمامًا عن قطر اليوم، لذا الآن، نحن نستكشف نماذج شراكة جديدة مع جامعات من جميع أنحاء العالم، مشددا على أن الهدف هو الاستمرار في جذب البرامج الأكاديمية الرفيعة المستوى مع بناء القدرة الداخلية، خاصة في جامعة حمد بن خليفة، لتقديم التعليم العالمي هنا في قطر.
ولفت إلى أن الأهم من ذلك، بغض النظر عمن يقدم البرنامج، نحن نرغب في تصميم عروض أكاديمية لا تقتصر فقط على تلبية احتياجات قطر الحالية، ولكن أيضًا في توقع الفرص المستقبلية. وأشار إلى أنه يقول دائمًا: الطلاب في المستقبل سيكونون مختلفين عن الطلاب الذين نراهم اليوم، عندما يطرقون أبواب جامعاتنا، سيحملون توقعات ومهارات مختلفة، لذلك يجب أن نعدهم ليس فقط لمهنة محددة، ولكن أيضًا للمرونة والقدرة على التكيف مع عالم سريع التغير ونحن في تطور مستمر.
وأوضح أنه على سبيل المثال، تم إطلاق برنامج جديد في التصوير الحركي هذا العام، وأن هناك خططا لإطلاق برنامج دراسات الذكاء الاصطناعي كما ستقدم جامعة حمد بن خليفة برنامجين جديدين للماجستير، أحدهما في الاقتصاد والآخر في الصحة العامة وبرنامجا جديدا في الهندسة مع التركيز على الذكاء الاصطناعي قيد التحضير أيضًا.
ونوه إلى أنه بالإضافة إلى البرامج الدراسية الجديدة، يجري العمل مع الجامعات الشريكة لتوفير الفرص للطلاب لتخصيص تعليمهم، وعلى سبيل المثال، يمكن لطالب في جامعة جورجتاون، الذي يدرس السياسة والشؤون العامة، أن يختار أيضًا دراسة فرعية في دراسات الطاقة أو الذكاء الاصطناعي من جامعة كارنيجي ميلون، موضحا أن هذه هي الأنواع من الفرص البينية التي تتم إضافتها إلى البرامج الأكاديمية.

طلاب من 74 دولة
أكد الدكتور عبدالناصر التميمي – مدير تنفيذي للخدمات الطلابية في مؤسسة قطر – أن دفعة 2025 هي أكبر دفعة من الخريجين في تاريخ مؤسسة قطر، معرباً عن فخره لأن هذه الدفعة تتزامن بمرور 30 سنة على إنشاء المؤسسة، وأن هذه الدفعة تضم طلاب من 74 دولة حول العالم.
وأوضح أن مؤسسة قطر لديها العديد من البرامج التي تؤهل الطلاب لسوق العمل، إضافة إلى ما تطرحه الجامعات الشريكة للمؤسسة، وأن قسم الخدمات الطلابية به برنامجان هما «مهنتي» و»الميدان»، والأول يتضمن دفع رسوم للطلاب مقابل ما يقومون به من عمل، أما الثاني فهو مجاني للأعمال التطوعية التي يقوم بها الطلاب.
وأشار إلى أن إدارة الخدمات الطلابية تعمل مع كافة الجهات التابعة لمؤسسة قطر والشريكة لها، والتي تصل لنحو 50 جهة، حيث يتم التقصي عن الفرص التي يمكن أن تؤهل الطلاب وتكسبهم المهارات، مثل القيادة وغيرها من المهارات التي يحتاجها سوق العمل، وليست التي يكتسبها الطلاب على مقاعد الدراسة.
وأضاف: نسعى أن يكتسب الطلاب مختلف المهارات داخل مؤسسة قطر، ويمكن للطالب من السنة الثانية وصولاً إلى طلاب الدراسات العليا أن يحصلوا على فرص التدريب والتطوير، لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، ويمكن للطالب أن يغير من الجهة التي يعمل بها في كل فصل دراسي، بحيث يمكنه أن يصل إلى خبرات ومهارات متنوعة يمكنه في النهاية أن يضعها في سيرته الذاتية، ما يسهم في ثقل قدراته.
وأكد حرص مؤسسة قطر على دعم الطلاب بخدمات وتجارب متكاملة من داخل الفصول الدراسية ومن خارجها حتى يزدهروا أكاديمياً، ومن بين هذه الخدمات تقديم مساعدات مالية للطلاب المحتاجين، سواء من خلال منح دراسية أو قروض بدون فوائد، وأن هذا يساعد الطلاب على التركيز على دراستهم بدلاً من القلق بشأن التمويل.
وأشار إلى توفير برامج التهيئة والإرشاد، بالإضافة إلى الدعم المستمر للطلاب الدوليين خلال فترة دراستهم، حرصاً على توفير تجربة انتقال سلسة.
وقال د. التميمي: كما أن لدينا جمعية طلابية إسلامية تعمل لتطوير برامج تعزز القيم الإسلامية والثقافة والتاريخ، وفي ديسمبر الماضي، قمنا بأخذ 10 طلاب في رحلة عمرة لمدة 10 أيام إلى مكة والمدينة، وبالنسبة لمعظمهم، كانت هذه أول مرة يقومون بها برحلة عمرة، وسنستمر في تنظيمها كل عام.

دعم التعليم والبحث العلمي
قالت الدكتورة لولوة النعيمي - مديرة إدارة الاستراتيجية والشراكات في قطاع التعليم العالي بمؤسسة قطر، إنه بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لمؤسسة قطر في العمل بشكل متواصل لدعم منظومة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، يأتي حفل تكريم الخريجين هذا العام ليؤكد على استمرار مؤسسة قطر للتربية والعلوم في نهجها واداء رسالتها في إعداد الكوادر الوطنية. وأضافت خلال تصريحات صحفية أن مؤسسة قطر تحتفل اليوم بتخريج أكثر من ألف طالب وطالبة من 7 جامعات شريكة اجتمعت تحت مظلة واحدة في المدينة التعليمية، مؤكدة أن الدفعة الحالية تعد أكبر دفعة في تاريخ مؤسسة قطر. وأشارت إلى أن التخريج لا يعد إنجازا فرديا لكل طالب فقط ولكنه جاء نتيجة رؤية طويلة المدى ونجاح للمنظومة التعليمية التي بنتها مؤسسة قطر على مر السنين، كما يعد التخرج اليوم نتاج استثمار وطني في العقول البشرية وفي الانسان، حيث إن هدف مؤسسة قطر هو إعداد جيل وطني قادر على مواجهة التحديات وإحداث التغيير الايجابي.
وأوضحت ان نسبة الطالبات والطلبة القطريين من إجمالي الخريجين يصل لما يقرب من 40%، لافتة إلى أن المدينة التعليمية لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، حيث يتم تحفيزهم على التفكير النقدي، كما ندعم الابداع والابتكار لدى الطلاب والتفاعل مع القضايا الاجتماعية.
ونوهت إلى ان المؤسسة تقوم بتأهيل الخريجين لسوق العمل من خلال بناء المهارات اللازمة التي يحتاجها سوق العمل القطري من خلال تنفيذ ورش تدريبية داخل الجامعات وخارجها.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مؤسسة قطر تؤمن إيمانا تاما بأن التعليم هو العامل الاساسي في تطوير الدول وهو اساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومؤسسة قطر قامت ببناء منظومة تعليمية رائدة ومتطورة تخرج منها قادة وصناع قرار في المجتمع.