العميد مايكل تريك في حوار لـ العرب: 40 % من خريجي «كارنيجي» قطريون

alarab
المزيد 06 مايو 2024 , 01:06ص
حامد سليمان

أكد د. مايكل تريك – عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر – أن الجامعة توفر برامج في العلوم البيولوجية وإدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر ونظم المعلومات، وأن اختيار البرامج يأتي بما يلبي احتياجات سوق العمل في قطر، مشيراً إلى توفير دورات جديدة تتناول المعارف المطلوبة من خريجينا مثل الاقتصاد الإسلامي والاستدامة وريادة الأعمال، وإلى تعاون وثيق مع جامعة حمد بن خليفة لإضافة سنة خامسة للدراسة حتى يتمكن الطلاب من الحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير في نفس الوقت، وأن هذه المبادرة تتيح للطلاب الفرصة لاستكشاف موضوعات أكثر تعمقًا وتخصيص دراساتهم وفقًا لمواهبهم وتطلعاتهم الفريدة. وكشف عميد كارنيجي ميلون في قطر في حوار مع «العرب» عن أنه بتخريج دفعة العام الجاري 2024، سيصل إجمالي الخريجين من الجامعة إلى 1300 خريج منذ افتتاحها في عام 2004، لافتاً إلى أن 40 % من الخريجين من المواطنين القطريين.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي جزء من مختلف برامج جامعة كارنيجي ميلون في قطر، ومن المسيرة المهنية للطلاب، لافتاً إلى تنظيم رحلات تعليمية عالمية تتيح للطلاب التعرف على تجارب الدول الأخرى في تبني الحلول.
وإلى نص الحوار:

 ما هي أبرز البرامج الأكاديمية التي تقدمها جامعة كارنيجي ميلون في قطر؟
تقدم جامعة كارنيجي ميلون في قطر برامج في العلوم البيولوجية وإدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر ونظم المعلومات.

 هل تعتزمون إضافة برامج جديدة خلال الفترة المقبلة؟
عندما تم تأسيس جامعة كارنيجي ميلون لأول مرة في دولة قطر منذ حوالي 20 عامًا، قمنا بتقديم برنامجين يتمثلان في إدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر وتم اختيار برامجنا بما يلبي احتياجات سوق العمل في دولة قطر. وعلى مدى العقدين الماضيين، ومن خلال العمل بشكل وثيق مع مؤسسة قطر، بادرنا بإضافة العلوم البيولوجية ونظم المعلومات، وذلك بما يتماشى مع النمو الذي يشهده الاقتصاد القطري. هذا ونسعى لمواصلة شراكتنا الوثيقة مع مؤسسة قطر؛ كما أننا نتطلع لتحقيق المزيد من التطور والتوسع بشكل هادف بما يسهم في بناء القدرات.

خطط الجامعة
 هل يمكنك تسليط الضوء على الخطط التي تقدمها الجامعة لتتماشى مع ديناميكيات سوق العمل في دولة قطر؟
لدينا العديد من الفرص التي تتماشى مع احتياجات دولة قطر، وذلك بما يشمل البرامج التي نقدمها حالياً. ونسعى لتحقيق ذلك بطرق عديدة من بينها توفير دورات جديدة تتناول بشكل مباشر المعارف المطلوبة من خريجينا مثل التمويل الإسلامي والاقتصاد الإسلامي والاستدامة وريادة الأعمال. وقمنا بتطوير برامج فرعية جديدة، بما في ذلك البرامج التخصصية التي يتم تقديمها بالتعاون مع جامعات شريكة أخرى في المدينة التعليمية. وقدمنا هذا العام شهادة جديدة للطلاب بعنوان «الذكاء الاصطناعي والعلوم» AI + Finance ؛ حيث يدرس الطلاب هذين المجالين، ثم يقومون بإنشاء مشروع التخرج الذي يجمع المجالين معًا.
كما نعمل بشكل وثيق مع جامعة حمد بن خليفة لإضافة سنة خامسة للدراسة حتى يتمكن الطلاب من الحصول على درجتي البكالوريوس والماجستير في نفس الوقت. وتتيح هذه المبادرة للطلاب الفرصة لاستكشاف موضوعات أكثر تعمقًا، وتخصيص دراساتهم وفقًا لمواهبهم وتطلعاتهم الفريدة.

كم عدد الطلاب الذين تخرجوا في جامعة كارنيجي ميلون في قطر منذ تأسيسها؟ وما هي نسبة الخريجين القطريين؟
عند تخريج دفعة 2024، سيكون لدينا أكثر من 1300 خريج منذ أن فتحنا أبوابنا في عام 2004 من بينهم 40 % من المواطنين القطريين، ومعظم خريجينا يعيشون ويعملون في دولة قطر.

 ماذا عن خططكم لتطوير المناهج الجامعية لمواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي التي أثرت على مختلف القطاعات؟
يعد الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مختلف برامج جامعة كارنيجي ميلون في قطر وله تأثير مهم على كل طالب. وتتميز الجامعة بتفكيرها الاستشرافي لذلك فنحن ملتزمون بتوظيف التكنولوجيا لقيادة الابتكار وتشكيل العالم.
ويحرص طلابنا المتخصصون في مجالي علوم الكمبيوتر ونظم المعلومات على التعمق في دراسة آليات عمل الذكاء الاصطناعي، والسبل الكفيلة بتطبيقه في العديد من المجالات المختلفة. كما يتعلم طلابنا في إدارة الأعمال دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الاقتصادات والأسواق المالية وسلاسل التوريد والأعمال. إلى جانب ذلك، يدرس طلابنا في مجال العلوم البيولوجية الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في التحليل، لا سيما في مجال علم الجينوم. ومن هذا المنطلق، سيكون الذكاء الاصطناعي جزءاً مهماً من المسيرة المهنية لطلابنا، ونحن حريصون على تزويدهم بالأدوات اللازمة ليكونوا في الطليعة.

المسابقات الموجهة
 تنظم الجامعة عدداً من المسابقات الموجهة لطلاب المدارس. ماهي أهمية هذه المسابقات؟ وما هو دورها في إلهام الطلاب المتميزين لتحقيق التفوق؟
 نقوم باستضافة العديد من الفعاليات مثل مسابقة “يوم باي” للرياضيات والتي نخصصها لطلاب المدارس الثانوية، وبالنسبة للمسابقات الأخرى مثل مسابقة قطر الوطنية الجامعية للبرمجة ومسابقة لايف لاين هاكاثون، فإننا ندعو طلاب المدارس الثانوية للمشاركة جنبًا إلى جنب مع طلاب الجامعات من جميع أنحاء دولة قطر. ونحن حريصون على تعزيز مشاركة الطلاب من دولة قطر وذلك لإيماننا بأن تأثير الجامعة يتجاوز محيطها الداخلي ونحن نمثل جزءا من المجتمع الذي نتطلع إلى مشاركته حماسنا للمعرفة والإبداع. كما نؤمن أننا نلهم الشباب ونمكنهم من أداء دور فاعل في العالم، وذلك عند مشاركتهم في مسابقات ممتعة تتحدى تفكيرهم وإبداعهم.

 قام فريق جامعة كارنيجي ميلون في قطر بتمثيل الدولة في البطولة العالمية للبرمجة. ما أهمية مشاركتكم في هذه البطولة؟ وهل تعتزمون المشاركة في المسابقات القادمة؟
نحن فخورون جدًا بفريقنا الطلابي الذي سيمثل دولة قطر في مسابقة البرمجة الجامعية الدولية هذا الخريف. ويعتبر هذا الحدث من أعرق المسابقات وأكثرها شهرة في العالم. ولكن قبل خمس سنوات لم تكن هناك مسابقة وطنية في دولة قطر تتيح للفرق الفرصة للتأهل إلى التصفيات الإقليمية، ومن ثم المشاركة في المسابقات الدولية. لقد آمنا بأن مجتمع البرمجة بدولة قطر يستحق المشاركة في هذه الفعاليات. وفي هذا السياق، استضافت جامعة كارنيجي ميلون في قطر أول مسابقة قطرية للبرمجة الجامعية (QCPC) في عام 2021 بمشاركة عدد محدود من الطلاب؛ بينما ضمت مسابقة 2023 أكثر من 200 طالب من المدارس والجامعات من جميع أنحاء دولة قطر، وكانت جودة أعمالهم متميزة. وتعد الفرق التي سافرت إلى مصر للمشاركة في البطولة العربية والأفريقية للبرمجة لشباب الجامعات واحدة من أكثر الفرق مهارة وكفاءة، حيث تمكن فريق واحد من التأهل للبطولة العالمية التي سيتم تنظيمها في الخريف القادم. وتعكس هذه الإنجازات التطور الذي شهده مجتمع البرمجة في دولة قطر؛ لذلك فإننا نتطلع إلى زيادة حضور المزيد من المشاركين في المسابقة القطرية للبرمجة الجامعية العام المقبل والتي سنستضيفها في جامعة كارنيجي ميلون في قطر.
خطط مستقبلية 
 حدثنا عن الخطط المستقبلية للجامعة؟
نحن نعمل بشكل وثيق مع مؤسسة قطر والجامعات الشريكة لتحسين التجربة في المدينة التعليمية. وشهدت خلال سنوات عملي كعميد لجامعة كارنيجي ميلون في قطر، التقارب بين الجامعات، ومدى استفادة الطلاب من الجهود الهادفة لتعزيز التعاون والتنسيق بينها. وسنواصل حرصنا على تطوير المهارات والفهم الذي سيحتاجه طلابنا. 
هذا وقمت مؤخرًا بتوقيع ميثاق الاستدامة لجامعة كارنيجي ميلون في قطر لإضفاء الطابع الرسمي على التزام الجامعة بالممارسات المدروسة والعادلة والصديقة للبيئة. وسنعمل على تطوير دوراتنا بما يدعم قدرة طلابنا على المساهمة الفاعلة بمجرد دخولهم إلى سوق العمل. ومن جهة أخرى، فإننا حريصون على تعزيز فرص التعلم التجريبي للطلاب، بحيث تكون تجربتهم التعليمية مفيدة وغنية ويشمل ذلك توفير فرص داخل دولة قطر، وتنظيم رحلات تعليمية عالمية تتيح لهم التعرف على تجارب الدول الأخرى في تبني الحلول.

 هل يستفيد خريجو الجامعة في قطر من نفس البرامج المقدمة لنظرائهم في الخارج من حيث الدورات والمعارف والنتائج؟
يحصل خريجو جامعة كارنيجي ميلون على درجة كارنيجي ميلون، وذلك وفق نفس المتطلبات المعتمدة لدى جامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أن شهاداتهم مماثلة. ونولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز العلاقات الوثيقة مع الجامعة المحلية لضمان تقديم تعليم بنفس الجودة.
ومع ذلك، توجد اختلافات في التجربة التعليمية، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى صغر حجمنا حيث لدينا حوالي 450 طالبًا ضمن مجتمع متماسك للغاية. وتتميز الفصول الدراسية بصغرها بما يتيح لأعضاء هيئة التدريس الاهتمام بشكل فردي بالطلاب، بينما تقدم جامعة بيتسبرغ مجموعة أوسع من الدورات والبرامج بما يوفر المزيد من الخيارات للطلاب. ومع ذلك، يقضي العديد من الطلاب فصلًا دراسيًا في جامعة بيتسبرغ؛ وفي الواقع، قضى أكثر من نصف خريجي هذا العام فصلًا دراسيًا ضمن برامج التبادل في الجامعة. وبهذه الطريقة، يمكنهم الاستفادة من فرص الجامعة الصغيرة والتنوع الذي يميز الجامعة الكبرى. ونوفر لجميع الطلاب في جامعة كارنيجي ميلون في قطر دورات دراسية مصغرة يقدمها أعضاء هيئة التدريس من جامعة بيتسبرغ. وبهذه الطريقة، نتيح أيضا للطلاب الذين لا يشاركون في برامج التبادل، الاستفادة من الآفاق الواسعة التي تقدمها جامعة كارنيجي ميلون.