تطوير تقنيات تبريد إستادات مونديال قطر 2022
رياضة
06 مايو 2015 , 08:48م
قنا
تعكف اللجنة العليا للمشاريع والإرث على تطوير تقنية التبريد الصديقة للبيئة التي ستمكن الفرق واللاعبين من ممارسة كرة القدم في دولة قطر على مدار العام، وذلك باستخدام 10 تقنيات مختلفة يتم دمجها في تصميم الاستادات، لضمان أن تترك هذه الاستادات إرثاً مستداماً يُسهم في تشجيع ممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة الصحي في كافة مناطق الدولة .
ويؤكد تعدد التقنيات والأساليب التي تبحث اللجنة العليا للمشاريع والإرث في استخدامها لتبريد الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم / قطر 2022 / على التزامها بتطوير تقنية تبريد مبتكرة صديقة للبيئة لا تترك فقط إرثاً مستداماً لدولة قطر، بل لجميع الدول ذات المناخ المشابه في المنطقة وحول العالم.
وقد دللت اللجنة العليا على تقنية التبريد عندما ابتكرتها في منطقة المشجعين في الحي الثقافي /كتارا/ أثناء فعاليات مونديال البرازيل 2014 .
وأوضحت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن العشر تقنيات هي التظليل حيث تصمم الأبنية وفق هذه التقنية بحيث تبقى أكبر مساحة ممكنة من البناء بعيداً عن التأثير المباشر لضوء الشمس مما يُسهم في تقليل امتصاص البناء لأشعة الشمس بنسبة 85 بالمائة . ويُمكن تحقيق ذلك من خلال زراعة النباتات والأشجار وفق توزيع دقيق يُسهم في توفير الظل المناسب للبناء أو استخدام مواد بناء تعكس أشعة الشمس وتُقلل من امتصاصها.
ثم التهوية الطبيعية ولطالما استخدمت هذه الطريقة في المعمار القطري التقليدي سواء في المنازل أو في الأسواق، وهي تعتمد على الاستفادة من القوانين الطبيعية للحفاظ على البرودة مثل اعتمادها على حركة الرياح من الأماكن ذات الضغط الأعلى إلى الأماكن ذات الضغط الأقل، أو حلول الهواء البارد مكان الهواء الساخن وفق مبدأ الطفو الحراري، ويُسهم تصميم الأبنية الذي يُراعي هذه المبادئ في تخفيض درجات الحرارة وتحسين نوعية الهواء داخل الأبنية، مما يُساعد في الاستغناء عن الأجهزة التي تقوم بهذا الدور في الأبنية العادية.
وأضافت اللجنة أن التقنية الثالثة هي التهوية الليلية فرغم ارتفاع درجات الحرارة نهاراً في دولة قطر خلال فصل الصيف، إلا أن الليالي الصيفية تكون أكثر برودة وتهب فيها في بعض الأحيان نسمات هواء باردة. وتستثمر تقنية التهوية الليلية هذا الاختلاف الحراري لتبريد الجدران والأرضيات وسائر الأسطح خلال الليل، مما يُسهم في زيادة قدرتها على مقاومة الحرارة نهاراً وبالتالي توفير أجواء أبرد داخل البناء.. ثم تأتي التهوية الميكانيكية وتعتمد هذه التقنية على توفير مصدر خارجي للهواء أو إزاحة الهواء من داخل الغرفة أو المبنى باستخدام مراوح تعمل بالطاقة الكهربائية، وهناك ثلاثة أنواع مختلفة للتهوية الميكانيكية؛ أولها يعتمد على دفع الهواء من خارج المبنى إلى داخله، فيما يعتمد الثاني على دفع الهواء من داخل المبنى إلى خارجه، ونوع ثالث يعتمد الآليتين معاً بشكل متوازن.
وبينت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أن هناك أيضا التهوية المختلطة ويجمع هذا النظام الثنائيّ أفضل مزايا التهوية الطبيعة والتهوية الميكانيكية من خلال استخدام كل منهما في الوقت والفصل المناسبين لتوفير بيئة مريحة ونوعية هواء جيدة داخل المبنى.. ثم نظام التبريد التبخيري وتستثمر هذه التقنية انخفاض الحرارة الناتج عن تبخر المياه (امتصاص الماء الحرارة للتحول من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية) لتبريد المنطقة المحيطة بالأبنية وبالتالي تبريد الأبنية ذاتها، وهي تعمل بذات الطريقة التي يعمل بها العرق الذي يفرزه جسم الإنسان، إذ يُخفض حرارة الجسم عند تبخره.
وأضافت اللجنة أن هناك أيضا التبريد الضمني وهو عملية تبريد مساحة أو بناء معين دون الاعتماد على مصدر خارجي للطاقة، وستُستخدم هذه التقنية لتبريد ممرات المشاة في بعض الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022. وإذا ما استخدمت هذه التقنية إلى جانب أساليب التبريد الأخرى فإنها تُسهم في تخفيض استهلاك الطاقة في عملية التبريد، ويمكن الاعتماد على هذه التقنية بشكلٍ كامل لتبريد بعض المناطق داخل الأبنية.
ثم التبريد وتعتمد هذه التقنية على نقل الحرارة من مكان إلى آخر، وهي التقنية المستخدمة في معظم البرادات الموجودة في المنازل أو المنشآت التجارية. ويجري خلالها نقل الحرارة من المساحة التي تحتاج إلى التبريد وإطلاقها في البيئة المحيطة باستخدام نظام ضغط هوائي يعمل بالكهرباء.
ويأتي بعد ذلك نظام تبريد المناطق وعادة ما تعتمد مجموعات المباني ذات حاجات التبريد العالية على نظم تبريد المناطق لتلبية متطلباتها، وتعمل هذه النظم من خلال اعتماد وحدة مركزية لإنتاج وتوزيع طاقة التبريد، حيث توزع المياه المبردة عبر نظام من الأنابيب المعزولة تحت الأرض ومن ثم تصل إلى المكاتب أو المنازل عبر شبكة من أنابيب التبريد التي تغطي كافة أجزاء المبنى.
وأكدت اللجنة العليا للمشاريع أن التقنية العاشرة هي تبريد الهواء ونظراً لما تتمتع به من قدرة على التحكم الدقيق بتدفق الهواء ودرجات الحرارة فإن هذه التقنية ستكون حاضرةً في الاستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، لكنها لن تُستخدم وحدها بل بالتوازي مع التقنيات الأخرى الصديقة للبيئة وفق نظام مختلط يوفر كافة احتياجات التبريد بشكل فعال ومستدام.