وقّعت أمس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» مذكرة تفاهم مع الوكالة الوطنية للأمن السيبراني بهدف إنشاء إطار للتعاون ما بين الطرفين وتعزيز العمل بين الجانبين في مجال الأمن السيبراني، بحضور كل من سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس كهرماء وسعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، وعدد من مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام من كلا الجانبين. 
وتهدف الاتفاقية إلى اتباع أفضل الممارسات والمعايير العالمية في قطاعي الكهرباء والماء لتعزيز قدرة التكنولوجيا التشغيلية على مواجهة التهديدات السيبرانية وتحسين الأمن السيبراني العام. كما تهدف إلى وضع إطار عمل للمؤسسة ووضع السياسات والضوابط والإرشادات لزيادة المناعة والصلابة الرقمية لحماية مصالحها وضمان سير أعمالها بالشكل المناسب. 
كما تشمل الاتفاقية التعاون بين الطرفين لرفع كفاءة الأمن السيبراني والمرونة للبنية التحتية للمعلومات الحيوية وللتكنولوجيا التشغيلية في قطاعي الكهرباء والماء، وتبادل المعارف والخبرات وتطوير مهارات العاملين في مجال الأمن السيبراني في قطاعي الكهرباء والماء، وتطوير برامج تدريبية لحماية البنية التحتية للمعلومات الحيوية والتكنولوجيا التشغيلية، ورصد ومشاركة المخاطر المحلية والدولية الخاصة. 
 وتشمل الاتفاقية تصميم وتنفيذ برامج ومبادرات تطوير مستويات النضج السيبراني لقطاع الكهرباء والماء، وتطبيق المعايير القياسية المحلية والعالمية في مجالي الأمن السيبراني والتكنولوجيا التشغيلية، ووضع خطط وأطر عمل لمواجهة التحديات والتهديدات في هذا المجال لضمان الأمن السيبراني في المؤسسة، ووضع التوصيات لتقييم الوضع الأمني والسيبراني الوطني في قطاع الكهرباء والماء والذي بدأت به الوكالة منذ عام 2021 واشتمل على عدد من محطات توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية في دولة قطر. 
 أشاد سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس كهرماء بالجهود المبذولة من كلا الطرفين قائلاً: « في هذا السياق، نطمح إلى تعزيز هذا التعاون والتصدي للهجمات والحوادث التي قد تواجه البنية التحتية التشغيلية لشبكة الكهرباء، واتخاذ خطوات فعالة لتقييم المخاطر التي يمكن لها أن تنهك الاستقرار الاقتصادي وتسبب أضراراً مادية وتؤثر على الصحة والسلامة العامة. 
أضاف كما نهدف من خلال هذه الاتفاقية إلى تحديد التهديدات وتسريع عمليات الاستجابة لها، والتنسيق لضمان مطابقة المواصفات العالمية واستخدام أحدث البرامج وأكثرها تطوراً لضمان عدم تعطيل الخدمات الأساسية المتعلقة بشبكة الكهرباء».
وفي ذات الشأن، قال سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني إن الوكالة قد شرعت في وضع وتحديث السياسات وآليات الحوكمة والضوابط والإرشادات لتعزيز الأمن السيبراني بالتنسيق مع الجهات المعنية وتعميمها على المؤسسات ذات الصلة ومتابعة الالتزام بها، ورفع مستوى الأمن السيبراني في القطاعات الحيوية، وجاءت هذه الاتفاقية لتكلل جهود الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في تقييم الوضع الأمني السيبراني الوطني في قطاع الكهرباء والماء بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، فضلاً عن رفع كفاءة وجاهزية الوظائف الحيوية والبنية التحتية للمعلومات الحيوية التابعة لقطاع الكهرباء والماء، مشيرا إلى أن العمل المشترك بين الجانبين بدأ منذ العام 2021.
وقد انطلقت في الخامس والعشرين من فبراير للعام الجاري، أولى الدورات التدريبية للمستويين الثالث والرابع، وذلك ضمن المبادرة الثانية والتي ستمتد إلى مطلع العام المقبل بسلسلة من الدورات التدريبية العملية التي تهدف إلى تدريب نحو 60 متدرباً لاكتساب المهارات اللازمة لاختبار وتنفيذ تدابير الأمن السيبراني لأنظمة التحكم الصناعي، وذلك للعمل على تعزيز مستويات الأمن السيبراني، وأيضا القدرة على اكتشاف وتحليل المخاطر السيبرانية المحتملة والعمل على إصلاحها لمواجهة التحديات السيبرانية المختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني أصدرت بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) في الخامس عشر من أكتوبر للعام الماضي، المبادرة الأولى الخاصة بتبني أفضل المعايير لتأمين التكنولوجيا التشغيلية في قطاع الكهرباء والماء، والتي تهدف إلى تبني أفضل الممارسات والمعايير العالمية في قطاع الكهرباء والماء استناداً إلى معيار أمن الأنظمة الصناعية والتحكم (ISA-IEC-62443) والخاص بالأمن السيبراني في التكنولوجيا التشغيلية، وهو من المعايير الدولية التي تم تطويرها بواسطة الجمعية الدولية للتحكم، والمفوضية الكهربائية الدولية، حيث تركز هذه المعايير على تقديم التوجيهات وأفضل الممارسات لأمان أنظمة التكنولوجيا التشغيلية، وتهدف إلى تعزيز قدرة التكنولوجيا التشغيلية على مواجهة التهديدات السيبرانية، وتوفير إطار عمل للمؤسسات لتعزيز خطط الصمود. 
وقد أثمرت المرحلة الأولى عن تدريب نحو 60 مختصا في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا التشغيلية والذين حصلوا على شهادات حضور للدورات التدريبية للمستويين الأول والثاني.