تأثير محدود لفيروس «كورونا» على الغاز.. الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز لـ "لوسيل":

مستحيل نظرياً وفنياً تحول منتدى الغاز لكارتيل مثل أوبك

لوسيل

حوار: شوقي مهدي

نفى الدكتور يوري سنتيورين، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، قيام مشتري الغاز الطبيعي المسال من آسيا بتطبيق بند القوة القاهرة بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين، مؤكداً أن المنتجين والمشترين يراقبون أوضاع السوق عن كثب.

وقال الدكتور سنتيورين في حوار لـ لوسيل إن تأثير الفيروس محدود على سوق الغاز، وبالرغم من تطبيق مشترين بند القوة القاهرة في بعض الشحنات إلا أن ذلك بشكل محدود. مضيفاً أن القارة الأوروبية تستطيع امتصاص حصة السوق الآسيوية في حال حدث ذلك.

وقطع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز أن المنتدى يستحيل أن يتحول لكارتيل للصناعة مثل ما يحدث في أوبك . وحول الأوضاع في مضيق هرمز قال سنتيورين إن الأوضاع آمنة وليس هناك ما يشير للقلق بخصوص مرور السفن والناقلات عبر الممر، متوقعاً أن يشهد العام المقبل توازنا في العرض والطلب في سوق النفط.

وكشف الأمين العام عن تكوين فريق خاص بقطر من أجل العمل على التحضير للقمة السادسة لدول وحكومات المنتدى ولإعداد رؤى وأفكار جديدة متعلقة بالسوق خلال القمة المقبلة.. وإلى نص الحوار:

- في البداية كيف تنظرون لاستجابة سوق الغاز لفيروس كورونا؟

بالطبع فإن فيروس كورونا يعتبر خطيراً على الاقتصاد، وأعتقد أن تأثير فيروس كورونا سيكون مؤقتاً على سوق الغاز الطبيعي ونحن نلحظ الاستجابة الاحترافية من المجتمع الدولي والصين بشكل خاص تجاه هذا الوباء ومحاربته، ولذلك وبالرغم من توسع هذا الوباء تكون له آثاره السلبية على التجارة العالمية بما في ذلك صناعة الغاز الطبيعي، ونتوقع أن تستعيد الحياة عافيتها قريباً وكذلك الاقتصاد الصيني بعد أن انتهت فترة إجازة رأس السنة الصينية والتعقيدات التي تصاحب الوباء ونتمنى أن يتغير السوق للأفضل.

- هل تعتقد أن المشترين الصينيين سيطبقون حالة القوة القاهرة تجاه عقود وشحنات الغاز الطبيعي؟

بالطبع وخلال تفشي فيروس كورونا واجه عدد من المشترين والبائعين تحديات القوة القاهرة بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين، ولكن بالمقابل فإن أغلبية المنتجين والمشترين يراقبون الوضع عن كثب حالياً، وأتوقع أن يستمر الإنتاج والاستهلاك للغاز وكذلك العمليات وستقوم الدول بذلك من أجل مزيد من التنمية في مجتمعاتها.

بالطبع لا يستطيع أحد تجاهل التعقيدات والتأثير السلبي لهذا الفيروس، ولكن كما نعلم فإن أي عقد يحتوي على بند القوة القاهرة وليس هناك شيء غير طبيعي، وبالرغم من توسع الوباء أعتقد أن التأثير لفيروس كورونا هو محدود على قطاع الغاز ونعلم أن هناك من يعانون جراء هذا الوباء في الصين، وما زلنا نراقب سرعة الشفاء من المرض وبالمقابل هذا الوباء هو حالة مؤقتة وفي ظل توحد جهود المجتمع الدولي نتمنى تجاوز هذه الأزمة.

- بالعودة لمنطقة الشرق الأوسط.. كيف تؤثر التوترات الجيوسياسية على سوق الغاز الطبيعي؟

الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بمرونة عالية، وإذا ما نظرنا لموارد الغاز الطبيعي المسال نجد أنها مرنة وإذا حدث أن تم تطبيق بند القوة القاهرة في مكان بالعالم خاصة في المحيط الآسيوي فإن الشحنات التي كانت من المفترض أن تتوجه لهذه الأسواق يمكن إرسالها إلى القارة الأوروبية التي تستطيع امتصاص هذا الإنتاج من الغاز الطبيعي المسال.

- وإلى أي مدى تؤثر توترات المنطقة على مرور السفن بمضيق هرمز؟

لحسن الحظ فإن الأوضاع في المنطقة حالياً آمنة، ولم نلحظ حتى الآن أي شكاوى متعلقة بمرور السفن والناقلات على مضيق هرمز الذي يسهم بشكل كبير في إمداد العالم بالطاقة من النفط والغاز الطبيعي المسال عبر الناقلات التي تعبر المضيق بشكل يومي، وملاك السفن والمنتجون والمشترون لم يواجهوا تحديات حالياً على مضيق هرمز.

- في ظل هذه التقلبات التي يشهدها السوق.. كيف تنظرون لخطط التوسعات القطرية في إنتاج الغاز الطبيعي المسال؟

التوسعات التي أعلنت عنها قطر تعتبر إيجابية لسوق الغاز الطبيعي المسال، وذكرت قبل عدة أيام خلال تدشين منتدى الدول المصدرة للغاز لتقرير آفاق سوق الغاز 2050، أن توقعات السوق جيدة والوفرة حالياً في السوق هي مؤقتة والتوازن ما بين العرض والطلب للغاز سواء كان عبر الأنابيب أو عبر الغاز الطبيعي المسال جيد والوضع سيكون أفضل لهذه الصناعة في الفترة القصيرة المقبلة، وبنهاية 2020 ومع بداية 2021 سيكون الوضع طبيعيا في السوق، وذلك مدفوعاً بالأساسيات مثل النمو الاقتصادي والسكاني والسياسات التي تتخذها الدول مثل الدول الأوروبية وحوض الباسفيكي وغيرها من العوامل التي تساهم في دعم ونمو الغاز الطبيعي المسال ويرفع من الطلب على الغاز الطبيعي في كل مكان عالمياً.

- هل تعتقدون أن منتدى الدول المصدرة للغاز في طريقه لأن يصبح كارتيل لصناعة الغاز مثلما يحدث في منظمة الأوبك ؟

لا.. بالطبع لا.. ليس هناك توجه على الأقل في الوقت الراهن، وكان هناك جدال طويل حول هذا الأمر في القمة الخامسة السابقة لدول المنتدى، ونحن منذ البداية شددنا على ألا يكون المنتدى كارتيل لأن سوق الغاز الطبيعي والنمو العالمي لا يمكن وضعه تحت الأطر التنظيمية مثل التي في سوق النفط، وهذا شيء مستحيل نظرياً وفنياً لوضع سياسات للتدخل في سوق الغاز مثل سوق النفط، ومهمتنا تختلف بشكل كامل عن مهمة منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك .

وأكدنا خلال مشاركتنا مع الاتحاد الأوروبي مثل دول فرنسا والولايات المتحدة وغيرها، بأننا لن نصبح كارتيل لهذه الصناعة.

- ما الذي تتوقعونه من قمة منتدى الدول المصدرة للغاز المقبلة في الدوحة؟

بالطبع نحن نتوقع مزيداً من التقدم فيما يتعلق باعتبارات سوق الغاز الطبيعي العالمي، من خلال أفكار ورؤى جديدة حول المزيد من تطوير هذه الصناعة في قمة الدوحة المقبلة، والسيناريوهات المتوقعة للتطوير.

وذكرت سابقاً خلال تدشين تقرير آفاق الصناعة 2050 عدة سيناريوهات لتوقعات سوق الغاز العالمي وسيناريوهات التحول في مجال الطاقة والانبعاثات الكربونية والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها، كل هذه العوامل سيتم تطويرها خلال انعقاد القمة السادسة المقبلة للدول الأعضاء والحكومات في منتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة العام المقبل.

وأكثر من ذلك فإن الحكومة القطرية قامت بإعداد فريق خاص يعمل من أجل التحضير للقمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالدوحة، وبالطبع نتوقع أن تقترح قطر توازنا للسوق من خلال إعلان الدوحة المقبل من أجل مصلحة الدول الأعضاء.

- هل هناك مخاوف على الصناعة من الأزمة الاقتصادية المقبلة أو التباطؤ الاقتصادي المتوقع؟

من الصعب أن نتوقع الأزمة الاقتصادية المقبلة، والاقتصاد العالمي لديه أزمات عادية، ولكن كل واحدة تكون بمثابة قاعدة للابتكار والتقدم في الاقتصاد، ووفقا لوجهة نظري فإن أولوية الحكومات والدول هي تسهيل المسار للأزمة حتى تقلل تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي. وهناك العديد من النظريات الاقتصادية في هذا المجال حول إمكانية حدوث ذلك ومعالجتها من قبل الدول.