 
                            
شهدت الساحة الأوروبية في الآونة الأخيرة تحركات مكثفة تبعث برسائل واضحة للشعب البريطاني، مفادها أن تصويته بالخروج من الاتحاد سوف يكون كارثياً.
التحركات تجيء دعما لاتفاق بروكسل بين لندن ودول الاتحاد، الذي من خلاله تمت إزالة مبررات البريطانيين للخروج من الاتحاد، ومن أبرز القضايا التي تشكل أزمة لدول الاتحاد الآن وتستثمرها تلك الدول في الضغط على أنصار الخروج، قضية اللاجئين، وهي القضية التي رصد لها الاتحاد - مؤخراً - 700 مليون يورو لمساعدة بعض دوله على مواجهة أعباء تلك الهجرة القسرية.
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حذر من تبعات الخروج من الاتحاد قائلاً:  لا أريد أن أخيفكم، لكن الحقيقة أنه ستكون هناك تبعات ضمنها الطريقة التي سندير فيها مسائل اللاجئين .
ومضى قائلا: إن الأطفال الذين لا يرافقهم أحد من ذويهم في مخيم كاليه للاجئين المعروف باسم الغابة الذين لهم أقارب في بريطانيا  يجب أن يتم لمّ شملهم مع عائلاتهم بسرعة .
وأوضح:  عندما يكون لهؤلاء الشبان الصغار أقارب في بريطانيا، يجب أن يغادروا إلى بريطانيا بسرعة .
وصرح وزير الاقتصاد إمانويل ماكرون لصحيفة فاينانشال تايمز: إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيلغي اتفاقا بين البلدين يسمح لبريطانيا بالقيام بعملية ضبط الجانب الفرنسي من الحدود.
وأضاف:  في اليوم الذي تنهار فيها هذه العلاقة، لن يكون هناك مهاجرون في كاليه .
تجيء تلك التصريحات في ذات الوقت الذي نقلت فيه وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير المالية الألماني ولفجانج شويبله قوله: إن الاتحاد الأوروبي سيكون أقل استقرارا إذا قرر البريطانيون الخروج من هذا التكتل.
وقال شويبله:  إن فعلوها سنبكي، آمل ألا يفعلوا .
وانتقد وزير الاقتصاد البريطاني، جورج أوزبورن، حالة الإرباك التي يحدثها أنصار الخروج من الاتحاد في بلاده بشأن الخروج من هذا الكيان الذي يضم 28 بلدا.
وقال:  إذا خرجنا من الاتحاد الأوروبي فإن أكثر من 50 من صفقاتنا التجارية مع الدول الأخرى في العالم ستنهار تلقائيا .
وحذر أوزبورن من أنهم لن يتمكنوا من الاحتفاظ بالوضع الخاص المتعلق بالتجارة حال خروجهم من الاتحاد.
إلا أن رئيس الوزراء اليوناني، أليكسس تسيبراس، قال إن الاتحاد الأوروبي أثبت ضعفه في التعامل مع أزمة اللاجئين، ومعالجة المشاكل، وما قاله ينسجم مع تحذير - رئيس المجلس الأوروبي - دونالد توسك المهاجرين من الهجرة إلى أوروبا لأسباب اقتصادية لكون أنهم سوف يخسرون أموالهم.
ورداً على محاولات من قبل خصوم بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بالطعن على الاتفاق الذي أبرمه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع قادة دول الاتحاد، قال رئيس المجلس الأوروبي:  الاتفاق الذي خلُصت إليه القمة الأوروبية البريطانية حول إبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي هو اتفاق مُلزِم من الناحية القانونية، ولا يمكن الطعنُ عليه أمام محكمة العدل الأوروبية .
وأضاف دونالد توسك قائلاً: إذا صوتت الأكثريةُ لصالح خروج المملكة المتحدة، فهذا ما سوف يحدث. سيتغير الاتحادُ الأوروبي إلى الأبد، وسيكون تغيّراً نحوَ الأسوأ.
من جهته أعلن النائب البريطاني المحافظ أشلي فوكس أنه سيدعم الحملة الداعية لبقاء المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي كما رد على منتقدين شبهوا بروكسل بموسكو إبان الحقبة السوفياتية بأن المقارنة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد السوفييتي هي مقارنة حمقاءُ وعدائية بالنسبة لكل أولئك الذين عاشوا تحت نير الشيوعية.
وتصاعد الجدل داخل بريطانيا ضمن الاستعدادات ليوم الاستفتاء بشأن الخروج من الاتحاد من عدمه، وأعلن قطاع صناعة السيارات في بريطانيا الخميس الماضي عن تأييده لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن أنصار الخروج من الاتحاد حذروا من تكاليف الإجراءات الروتينية الأوروبية في وقت تقلق معركة الاستفتاء قطاع الأعمال البريطاني.