

                            تشتهر قطر بأنها تعرف قدر الرجال من أصحاب الإسهامات الكبرى في دعم مسيرة تطورها من أبناء الجاليات المقيمة، ولا تتوانى في أن تعمل على رد ما تراه جميلاً من هؤلاء، سواء بالتكريم لشخوصهم في نهاية مسيرتهم بالعمل في الدولة، أو تخليد أسمائهم خاصة إذا كانوا قد غادروا الحياة.
وفي سياق هذه الاستراتيجية المعبرة عن الأصالة القطرية، أطلقت وزارة التعليم والتعليم العالي أسماء تربويين عرب ممن عاصروا نهضة التعليم في الدولة، وكانت لهم لمسات واضحة في تطور المؤسسات التعليمية، عرفاناً من الوزارة بدور هذا الجيل من التربويين والمعلمين الذين أسهموا بجهدهم في خدمة التعليم، وكان لهم أثر في نفوس الجميع لما قدموه من فكر وإخلاص، ومن تلك الشخصيات التي سُميت مدارس بأسمائهم: المربي الراحل أحمد علي منصور، والراحل عبد الحميد الدايل، والأستاذ الراحل كمال ناجي.
ونبدأ بالراحل كمال ناجي، الذي تقلد منصب مدير المعارف، ومثل العديد من الأساتذة العرب الذين أحبوا قطر وأخلصوا لها ووجدوا فيها وطناً آخر، فقد أخلص كمال ناجي لمهنته، واحتفظ بعلاقة جيدة مع جميع الأوساط الاجتماعية، وكان يمتلك كفاءة إدارية عالية، ولم يتجه إلى عمل آخر، وكان معروفاً بنزاهته وزهده وإيثاره للعمل على أي شيء مادي آخر.
أما المربي الفاضل الراحل أحمد منصور، الذي أطلق اسمه على إحدى المدارس الابتدائية للبنين تخليداً لمسيرته في مجال التعليم باعتباره أحد الروّاد، فقد عمل بالتدريس في مدرسة الدوحة الابتدائية للبنين، وكان متخصصاً في مادة اللغة العربية، ويقوم بتعليم الطلاب كل المواد الدراسية، بالإضافة إلى اللغة العربية التي كانت المجال الذي بدأ فيه الراحل تقديم خدماته كمدرس للطلاب.
استمر منصور في سلك التدريس خلال الخمسينيات من القرن الماضي حتى عام 1997، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى مدير مدرسة الدوحة الثانوية، وكان آخر منصب تولاه هو رئيس التفتيش المادي والإداري بوزارة التعليم، وقام بتصميم الريال القطري، كما قام بتصميم طابع بريدي بحكم أنه خطاط.
ونال الراحل محبة الطلاب نظراً لقربه منهم في المدرسة وخارجها، وكذلك المعلمين الذين لم يبخل عليهم بتوجيهاته وإعطائهم الدافع القوي للاستمرارية في مجال التعليم، وأصبح مديراً لأول مدرسة ابتدائية في قطر، ثم تدرج في إدارة المدارس الإعدادية والثانوية، وكان آخر منصب تولاه هو رئيس التفتيش المالي بوزارة التعليم.
أما المربي الفاضل عبد الحميد الدايل رحمه الله، الذي أطلقت الوزارة اسمه على إحدى المدارس، فقد كان مربياً مجيداً للغة العربية والحساب والشعر والنثر والتاريخ والجغرافيا، وفتح مدرسة للتعليم والتدريس -في خمسينيات القرن الماضي- داخل بيته في البدع، وكان يتقن التلحين الشاحذ للهمم، وترديد القصائد الوطنية، وبعد افتتاح التعليم النظامي التحق بالتدريس فيه، حتى وافته المنية أواخر الستينيات من القرن الماضي.