

ناقشت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمس، الخدمات الداعمة لذوي الإعاقة ودور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في دعمهم، وذلك خلال جلسات نقاشية ضمن ملتقى التربية الخاصة الأول الذي ينعقد في مبنى الوزارة على مدار يومين تحت شعار «الشمولية والتمكين نحو مستقبل أفضل لذوي الإعاقة».
وشهد افتتاح الملتقى حضور السيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، والسيد عمر النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص، بالإضافة إلى عدد من مديري مدارس التربية الخاصة والدمج وعدد من المعلمين والمعلمات والمراكز المتخصصة في خدمة ذوي الإعاقة.
وعلى هامش الملتقى، أقيم معرض لأعمال فنية ومنتجات مصنوعة يدويا من قبل طلاب مدارس التربية الخاصة ومراكز ذوي الإعاقة، حيث حرص الطلاب أنفسهم على تقديم شروح حولها لزوار المعرض.
وخلال اليوم الأول، دارت نقاشات ثرية حول تطوير الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة وتجارب أسرية ناجحة خلال جلستين الأولى بعنوان «جسور الشراكة: منظومة الخدمات الداعمة لذوي الإعاقة»، والثانية «بصمة نجاح: حكايات تكتبها الإرادة».
ويشهد اليوم الثاني من الملتقى، تقديم عروض للطلبة وجلسة نقاشية بعنوان «من التحدي إلى التمكيم: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المساعدة في خدمة ذوي الإعاقة وجلسة أخرى بعنوان «الرياضة المعدلة: حين تتحول التحديات إلى طاقة وإنجاز».

عمر النعمة: نعمل على إيجاد حلول مناسبة للدمج
قال السيد عمر النعمة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إن الوزارة ممثلة في إدارة التربية الخاصة تقوم بجهود ممتدة منذ سنوات لدعم الطلاب من ذوي الإعاقة.
وأضاف النعمة في تصريح صحفي، أن الملتقى الأول يتضمن عددا من الورش تعكس حرص الوزارة على أهمية التعليم الشامل واندماج جميع الأطفال بالعملية التعليمية.
وأوضح النعمة أن الوزارة تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لدمج الطلبة، وتكييف وتوفير الأماكن المخصصة لهم، إلى جانب الجهود المشكورة في القطاعين الحكومي والخاص، مع توجيه الشكر للمستثمرين والمشاركين في الأنشطة المتخصصة، مشيرا إلى أن هذا النوع من الأنشطة يمثل استثمارا ذا مردود، وفي الوقت نفسه يحمل أجرا عظيما لخدمة هذه الفئة. وأكد أن اختلاف القدرات بين الأطفال أمر فطري أوجده الله، وأن التعامل مع الفروق الفردية يتم وفق قدرات الطلبة، معتبرا هؤلاء الأطفال أمانة يجب القيام بحقها ويتكلل ذلك عبر الجهود المشتركة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة الصحة العامة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، إضافة إلى المراكز الخاصة ومؤسسة قطر وغيرها من الجهات التي تعمل على إدخال البسمة على وجوه أولياء الأمور والطلبة، باعتبار أن توفير الأنشطة والبرامج حق من حقوقهم.
وعن عدد المدارس الخاصة التي توفر خدمات الدمج، أوضح النعمة أن أغلب المدارس الخاصة في الدولة لديها برامج دمج لفئات معينة، بحسب مستوى القدرة على الدمج، وأن هناك مدارس خاصة تخصصية توفر هذه الخدمات.
وقال إن المدارس التي تقوم بعمليات الدمج نحو 80 مدرسة، إضافة إلى وجود ما يقارب 7 مدارس خاصة متخصصة بالكامل في هذا المجال.
وأضاف أن عدد المراكز التعليمية الخاصة لذوي الإعاقة في دولة قطر وصل إلى 33 مركزا، أبرزها مركز «همم» وغيرها المشاركة في الملتقى، إلى جانب الملتقيات والفعاليات التي تنظمها المدارس لإبراز أهمية هذه الفئة من الطلبة. كما أشار إلى وجود ما يقارب 18 دار حضانة عامة وتخصصية تُقدم خدمات الدمج، معتبرا أن هذه الأعداد تعكس دور الدولة وحرصها، وتمثل دليلا على نجاح جهودها في توعية المجتمع والمستثمرين لافتتاح المزيد من المراكز والمدارس الخاصة لخدمة هؤلاء الطلبة.

آمنة الملا: خدمات تعليمية شاملة تدعم القدرات الطلابية دون استثناء
أكدت السيدة آمنة الملا، رئيس قسم التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن شعار الملتقى الأول «الشمولية والتمكين نحو مستقبل أفضل لذوي الإعاقة» يعكس رؤية حقيقية تعمل الوزارة على تجسيدها لضمان تعليم شامل يدعم قدرات جميع الطلبة دون استثناء.
وقالت آمنة في كلمة خلال افتتاح الملتقى، إن إصدار القانون رقم (22) لسنة 2025 الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة يمثل خطوة تاريخية تعزز حقوق الإنسان في دولة قطر، ويؤسس لمنظومة متكاملة تكفل المساواة والتمكين.
وأضافت أن الوزارة قطعت خطوات مهمة في تدريب الكوادر وتوفير الوسائل المساندة وتعزيز الشراكات، مشددة على أهمية تكامل أدوار الأسرة والمدرسة والمجتمع. واستعرضت الملا أبرز إنجازات إدارة التربية الخاصة، وفي مقدمتها روضة الجيوان للتدخل المبكر، وأكاديمية وارف، إضافة إلى تدشين بوابة القسائم التعليمية والخدمة الإلكترونية لنقل الطلبة من ذوي الإعاقة. كما أعلنت عن توسع كبير في مدارس الدمج التي وصلت إلى 80 مدرسة، و18 مدرسة في المناطق الخارجية، و7 مدارس متخصصة مع قرب افتتاح المدرسة الثامنة للبنين في منطقة مبيريك مطلع الفصل الدراسي القادم. واختتمت بتأكيد أن هذه المشاريع تجسد رسالة إنسانية بأن التعليم حق للجميع، وأن نجاح الطلبة من ذوي الإعاقة هو جزء من نجاح الوطن.
متخصصون: تكامل الجهود يدعم ذوي القدرات
أكد مديرو مدارس ومراكز متخصصة في خدمة ذوي الإعاقة، خلال جلسة نقاشية «جسور الشراكة: منظومة الخدمات الداعمة لذوي الإعاقة» ضرورة تكامل وتنسيق الجهود بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك المدارس، المراكز التعليمية، الجهات الحكومية والشركاء المحليون، من أجل تقديم منظومة متكاملة من الخدمات التعليمية والتأهيلية والاجتماعية التي تضمن حقوق ذوي القدرات وتدعم دمجهم الكامل في المجتمع.
في البداية، استعرضت السيدة نوير القحطاني مديرة مدرسة الجيوان للتدخل المبكر، تجربة المدرسة، موضحةً أن المدرسة تعتمد على تنظيم مواعيد الجلسات العلاجية داخل نفس المبنى وفي اليوم الدراسي نفسه، مما يتيح للأطفال الحصول على خدمات تعليمية متخصصة وفق احتياجاتهم، إلى جانب خدمات علاجية وتأهيلية تُقدَّم بالشراكة مع مؤسسة حمد الطبية. وأوضح السيد نائل محمد نائب مدير أكاديمية «وارف» أن الأكاديمية دخلت عامها الثاني، وبدأت تحقق نتائج ملموسة في تطوير جوانب النمو وجودة حياة الطلبة وأسرهم، مؤكداً أن الأكاديمية تُعد مشروعاً إستراتيجياً وريادياً.
وأشار إلى أن الفئة المستهدفة في الأكاديمية تضم طلبة يواجهون تحديات وظيفية كبيرة؛ حيث يعتمد 80 % منهم على الكرسي المتحرك و20 % يعتمدون على دعم في المشي، وهو ما يعكس أهمية هذا المشروع المتخصص في توفير خدمات تربوية وتأهيلية متقدمة.
فيما ذكرت السيدة لطيفة النعيمي مديرة مدرسة الهداية الإعدادية الثانوية بالدّفنة أن مدرسة الهداية، المتخصصة لذوي الإعاقة من الصف الخامس حتى الثاني عشر، تعمل على ثلاثة محاور رئيسية: الجانب الأكاديمي من خلال خطط فردية، والخدمات المساندة الطبية والتأهيلية، والمسارات المهنية والتقنية التي تُعد الطلبة للاندماج في سوق العمل بعد التخرج.وأضافت أن المدرسة توفر غرفاً حسية وتقنيات متقدمة بالتعاون مع مركز مدى، إلى جانب مسارات فنية ومهنية تتيح للطلبة تطوير مهارات عملية قابلة للتطبيق، مؤكدة أهمية الشراكات المجتمعية مع مؤسسات مثل جامعة قطر ومؤسسة قطر لتمكين الطلبة ودمجهم في المجتمع.و قالت الدكتورة غادة النعيمي مديرة مركز «همم» إن المركز يعتمد نموذج التدريب الفردي (واحد لواحد)، حيث يُعد للطفل خطة واضحة تهدف إلى دمجه التدريجي مع الأطفال الآخرين في المدارس والمراكز المختلفة.وأضافت أن المركز يقدم تدريباً أكاديمياً ويستمر مع الطلبة عبر برامج مسائية لاستكمال خططهم، مشيدة بتعاون مدارس الوزارة التي تسهّل عملية التواصل والتكامل.
مانعة الأحبابي: الملتقى يخدم تبادل الخبرات وقصص النجاح
قالت مانعة فهد الأحبابي، خبير توجيه تربية خاصة، إن الملتقى يأتي تفعيلا لليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف الثالث من ديسمبر، موضحة أن الملتقى يتضمن على مدى يومين عرضا لقصص نجاح لأشخاص من ذوي الإعاقات المختلفة، سواء الإعاقة البصرية أو الذهنية أو اضطراب التوحد، إضافة إلى مشاركات من مديري المدارس والقيادات المحلية وشركاء من مؤسسات قطر للتربية والعلوم، ومركز همم لذوي الإعاقة.
وأضافت مانعة في تصريح صحفي، أن الملتقى يهدف إلى إبراز آليات تمكين ذوي الإعاقة ليس فقط داخل البيئة المدرسية أو في الجانب الأكاديمي، بل أيضا في حياتهم الاجتماعية وجميع مجالات الحياة. وأشارت الأحبابي إلى أن المدارس الحكومية والمدارس التخصصية تشارك في الفعالية، إلى جانب مؤسسات قطر للعمل الاجتماعي مثل مركز النور للمكفوفين، حيث يقدم المشاركون تجاربهم وخبراتهم. وأكدت أن فعاليات الملتقى تشمل عروضا يقدمها أولياء الأمور حول رحلتهم في تمكين أبنائهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، إضافة إلى جلسات نقاشية تُعقد يوميا تحت عنوان «بصمة نجاح»، وتسهم في تعزيز الشراكة بين القطاعات المختلفة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.