

د. محمود عبدالعزيز: الاقتراض لغرض السفر والسياحة بالخارج «غير مباح»
يوسف الجاسم: تزايد الإنفاق على السياحة الخارجية يستدعي تنمية القطاع السياحي
عبدالرحمن البلوشي: الاقتراض من أجل السياحة لا يجلب سوى المتاعب والديون
أحمد حسين: تنوع خيارات السياحة الداخلية أمام الأسر التي لا تستطيع السفر
سالم اليافعي: الاقتراض للسفر مرفوض.. والتكاليف بين 60 – 80 ألف ريال
في وقت تشكل فيه «الإجازة الصيفية» محوراً لأحاديث المجتمع، دعا عدد من المواطنين ورجال الدين إلى ترشيد تكاليف الإجازة الصيفية لتفادي الضغط على موازنة الأسرة خلال موسم الإجازات والعطل الصيفية، حيث تنفق بعض الأسر «مبالغ طائلة» لقضاء شهر واحد بالخارج، في حين يلجأ آخرون للاقتراض من أجل الإجازة ويكبلون أنفسهم بالديون التي تؤثر على مداخيلهم الشهرية بعد العودة من السفر، ما يشكل عبئا على ميزانيات الأسر التي لديها التزامات أخرى من مصاريف مدارس وتكاليف معيشة.
وفي حين أكد عدد من المواطنين أهمية السفر خلال الإجازة الصيفية وقضاء وقت برفقة الأسرة «مهما تطلب الأمر»، مؤكدين أنهم «لا يبخلون على أنفسهم» برحلة استجمام تنسيهم عناء عمل طوال السنة، أشار آخرون إلى تراجع ظاهرة «قروض السفر»، مع زيادة الوعي والتخطيط المسبق للرحلات وفقاً لقدرات المسافر المالية ولاهتماماته الشخصية، لافتين إلى أن السفر المتكرر للمواطنين إلى وجهات مختلفة، ساهم في تعزيز قدرتهم على تحديد احتياجاتهم ومتطلباتهم خلال السفر مما جعلهم يوجهون مصاريفهم إلى أنشطة ومرافق معينة تلبي رغباتهم.

لا اقتراض
وروى عبدالرحمن البلوشي تجربته في الإجازة الصيفية، موضحا أنه يفضل التوجه لدولة إسلامية للسفر خلال الإجازة، مثل تركيا، وأشار الى أنه يدبر تكاليف السفر من خلال التوفير طوال العام من الميزانية، ولا يلجأ للاقتراض، أو السلف لتوفير الميزانية الخاصة بالسفر، مشيرا الى أن الاقتراض من أجل السياحة لا يجلب المتعة المنشودة، ولا يجلب سوى المتاعب والمشكلات والديون.
وأكد أن حدود الميزانية الخاصة بالسفر تتراوح بين 20 ألفا إلى 40 ألف ريال لأنها تكون في الغالب مع الأسرة والأبناء.
وأشار إلى أنه يختار الدولة التي سيتوجه إليها بناءً على حالة الطقس وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الدوحة، وكذلك للتمتع خلال السفر بمشاهدة المعالم السياحية والتعرف على ثقافات مختلفة.
وقال: إن موسم السفر لدى معظم المواطنين لقضاء أوقات ممتعة خارج بلادهم للتنزه وتغيير البيئة والمناخ ولإعادة تجديد نفسية الأطفال والأسرة، وللسفر فوائد عديدة ومهمة لابد من الاستفادة بها قدر المستطاع.
تزايد الإنفاق
من جهته، أكد السيد يوسف الجاسم أن تزايد الإنفاق على السياحة الخارجية يستدعي تنمية القطاع السياحي في الدولة ودعم الشركات السياحية الناشئة، من خلال الحوافز التي تقدمها الدولة لتعزيز إجراءات وبرامج التســويق الســياحي على الصعيد المحلي، ورعاية أنشطة هذه الشركات وترويج فعالياتها من قبل هيئة قطر للسياحة، باعتبارها الكيان الحكومي المسؤول عن التخطيط والتنظيم والترويج لقطاع سياحي مستدام في قطر.
وأشار الجاسم إلى ضعف العملية التسويقية لبرامج السياحة الداخلية وهو ما يستدعي من الوزارة دعم الشركات السياحية المحلية لتنشيط وتفعيل دورها في النهوض بالسياحة الداخلية وضمان عمل هذه الشركات وفقاً لأعلى المعايير مع الترويج لثقافة قطر وتراثها وهويتها.
وأكد الجاسم أن إطلاق «إستراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة» ساهم في تطوير القطاع السياحي بما فيه عمليات الترخيص وجعلها أكثر سلاسة للمستثمرين وأصحاب المنشآت السياحية، لكن الأمر يتطلب كذلك تخفيض رسوم تجديد الترخيص السنوي لهذه الشركات المحلية التي تكافح لتفعيل برامج السياحة المحلية وتنشيط السياحة الداخلية.
أوروبا مهما طال السفر
وأكد سالم اليافعي انه اعتاد التوجه خلال إجازة الصيف إلى دولة أوروبية، هو وأسرته لقضاء إجازتهم طوال السنوات الماضية، وهو ما يسعى إلى المحافظة عليه هذا العام، مؤكداً أن لديه ما يكفي لتدبير تكاليف السفر التي تتراوح ما بين 60 – 80 ألف ريال.
وأوضح أن الطقس يحدد وجهة العديد من المسافرين في الصيف، حيث تتصدر الدول الأوروبية وجهات السياحة بسبب برودة الطقس والهروب من ارتفاع درجة الحرارة في قطر رغم ما تزخر به قطر من فعاليات ترفيهية وعروض منوعة، حيث هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن القيام بها والأماكن التي يمكن زيارتها لقضاء الإجازة واصطحاب الأطفال إلى أماكن الترفيه والاستمتاع بأوقات ممتعة مع أفرد العائلة، لكن العديد من المواطنين اعتادوا السفر إلى الخارج لقضاء الإجازة مع أسرهم بشكل سنوي.
تغطية التكاليف
من جهته، أشار أحمد حسين، خبير سياحي، إلى زيادة خيارات السياحة الداخلية، والتي تعتبر مجالا للترفيه أمام كافة الأسر ومن بينها الأسر التي لا تستطيع تحمل تكاليف السفر للخارج، فالكثير من المهرجانات السياحية بما فيها الفعاليات التي تنظمها قطر للسياحة في فترة الإجازات ومنها الصيف والاعياد كما تقدم الفنادق عروضا وخصومات على الغرف مما يتيح الفرصة للمواطنين والمقيمين للاستفادة من إجازاتهم والاستمتاع دون دفع مبالغ كبيرة.
وأشار إلى تراجع ظاهرة الاقتراض لتغطية تكاليف موسم السفر مع زيادة الوعي حول مصاريف السفر وكيفية تحديد حجم النفقات وفقاً لقدرات المسافر المادية ولاهتماماته الشخصية خلال السفر.
فقه الأولويات
من جانبه، دعا فضيلة الدكتور محمود عبدالعزيز أبو المعاطي، أستاذ الفقه المقارن وعضو مكتب الفتوى سابقاً، إلى عدم التساهل في أخذ القروض الشخصية لغير الضروريات، بما فيها القيام بالسفر للسياحة والتسوق والترفيه، مؤكداً ضرورة أن يكون الاقتراض من البنوك الإسلامية للضرورة أو الحاجة فقط.
وأشار إلى أنه يمكن للإنسان السفر والسياحة والترفيه، دون تعريض نفسه للإسراف أو تكبيل نفسه بالديون، مع ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية للسفر والسياحة، ومنها أن يسافر المتزوج صحبة زوجته وأولاده إلى دولة عربية أو مسلمة، أو صحبة أسرته إن كان أعزب لتجنب المخالفات شرعية فى السياحة المعاصرة والمحافظة على الواجبات المشروعة وأن يراعي فقه الأولويات الإسلامية عند التفكير بالسفر، بحيث لا تطغى الكماليات على الضروريات، فلا يجوز للمسلم أن يُسرف ويبذر في النفقات السياحية وهو معسر أو مُثقل بالديون، أو يقوم برحلة سياحية وليس عنده ما يكفيه من الضروريات، أو أن يقترض لمجرد السياحة، مشيرا إلى أن الاقتراض المالي همّ بالليل وذلّ بالنهار.
ودعا الدكتور محمود من أفاض الله عليه مالاً أو سعة في الرزق إلى أن يراعي الضوابط الشرعية للسياحة في ضوء القواعد الفقهية التي وضعها الفقهاء، وأهمها توافر القيم الأخلاقية والسلوكيات المهذبة والالتزام بفقه الأولويات الإسلامية والمحافظة على الفرائض والواجبات المشروعة.
تنويع الخيارات الترفيهية
في حين أكد أنس الغزاوي أهمية استثمار ما تزخر به قطر من مقومات السياحة الداخلية، ومنحها اهتماماً أكبر، إلى جانب تنويع الخيارات الترفيهية أمام الشباب والعائلات لزيادة الجذب السياحي بين المواطنين والمقيمين على اختلاف أذواقهم، داعيا أصحاب المنتجعات والفنادق والمسؤولين عن القطاع السياحي للعمل على استقطاب المواطنين والمقيمين، الذين يبلغ إنفاقهم السنوي على السياحة الخارجية أكثر من 1.4 مليار دولار، بحسب الإحصائيات، وإعطائهم أولوية في إستراتيجياتهم التسويقية وعدم إهمالهم عبر تقديم تسهيلات وأسعار تفضيلية للسائح الداخلي.