رغم النمو المتوقع بنسبة %3.5

صوت أمريكا: الديون والحمائية تؤثران سلبا على اقتصاد العالم

لوسيل

ترجمة - محمد أحمد

نمو الاقتصاد العالمي شهد انتعشا يذكر، ويبدو أن التوقعات في الأشهر القليلة المقبلة إيجابية، غير أن هذا الانتعاش المحقق يواجه مخاطر من رفض الشعبوية للتجارة الحرة وأزمة الديون المرتفعة التي يمكن أن تؤثر سلبا على المستهلكين والشركات بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وفقا لتقرير صادر عن بنك التسويات الدولية Bank of International Settlements ومقره في بازل، سويسرا.
أشار التقرير إلى أن أداء الاقتصاد العالمي سجل تحسنا بشكل كبير، ومن المتوقع أن يصل النمو العالمي إلى 3.5% خلال العام الجاري، وفي الوقت نفسه، ازدهرت الأسواق المالية للأسهم والسندات بشكل مطرد على نحو غير عادي.
وعلاوة على ذلك، تشير توقعات الحكومات والمنظمات الدولية وكذلك المحللون المتخصصون إلى أن الاقتصاد العالمي قد يشهد مزيدا من التحسن بشكل تدريجي في الأشهر المقبلة، حسبما ذكر موقع صوت أمريكا.
وتشمل المخاطر الرئيسية احتمال ضعف الإنفاق الاستهلاكي في مختلف الاقتصادات، وحتى الآن، كان الانتعاش مدفوعا إلى حد كبير من قبل الناس القادرين على الإنفاق بشكل كبير، ولكن هذا الاتجاه قد يقع ضحية لمستويات أعلى من الديون مع ارتفاع أسعار الفائدة في بعض البلدان، إذ إن المبلغ الذي يحتاجه الناس لخدمة ديونهم يأخذ جزءا أكبر من الدخول. وأشار التقرير إلى أن البلدان التي عانت من انهيار أسواق العقارات خلال الأزمة المالية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا تبدو أقل ضعفا الآن، ولكن أعباء الديون هي أكثر إثارة للقلق في مجموعة من البلدان الأخرى المذكورة في التقرير، بما فيها الصين وأستراليا والنرويج.
وحث التقرير الحكومات في جميع أنحاء العالم على الاستفادة من الانتعاش الاقتصادي كفرصة لتسجيل النمو المستدام من خلال تنفيذ تدابير مؤيدة للأعمال التجارية والنمو.
وعلى وجه الخصوص، حذر التقرير من رد الفعل العنيف ضد العولمة، قائلا إن ازدهار التجارة والأسواق المالية المترابطة أدى إلى ارتفاع مستويات المعيشة ورفعت أجزاء كبيرة من سكان العالم من براثن الفقر.
ودعا أيضا إلى اعتماد سياسات محلية لمعالجة عدم المساواة وفقدان الوظائف، مشيرا إلى أن تغير التكنولوجيا هو الذي يؤثر سلبا نسبيا على الاقتصادات وليس التجارة الحرة، كما أن محاولات التراجع عن العولمة ستكون استجابة خاطئة ونتيجة لذلك، ستكون من الصعب التغلب على التحديات المذكورة.