أقر المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، تعيين النائب الأول للرئيس عمر البشير، بكري حسن صالح ليشغل منصب رئيس الوزراء، وهو منصب استحدث لأول مرة منذ وصول البشير إلى السلطة في 1989.
وقال إبراهيم محمود مساعد الرئيس ونائبه في الحزب للصحفيين عقب انتهاء اجتماع المكتب القيادي أمس، إن الأخير وافق على أن يشغل بكري حسن صالح منصب رئيس الوزراء، مع الاحتفاظ بمنصبه كنائب أول للرئيس البشير .
وأضاف أن الرئيس البشير سيصدر مرسومًا بتعيين صالح في المنصب، ليبدأ تشكيل حكومته بالتشاور مع القوى السياسية التي شاركت في الحوار الوطني .
ويعتبر صالح الذي يحمل رتبة فريق أول في الجيش، من أقرب القادة الحكوميين للرئيس البشير على مدار حكمه الذي بدأ بانقلاب عسكري في 1989.
وفي ديسمبر الماضي صادق البرلمان على تعديل دستوري استحدث منصب رئيس الوزراء لأول مرة منذ وصول البشير السلطة.
وجاء التعديل الدستوري إنفاذًا لتوصيات الحوار الوطني الذي قاطعته غالبية فصائل المعارضة بشقيها المدني والمسلح.
وكان الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي المعارض آخر رئيس وزراء تقلد المنصب عبر انتخابات متفق حولها، قبل أن ينقلب عليه البشير الذي كان وقتها برتبة عميد في الجيش.
وباستيلاء البشير على السلطة حوّل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، ملغيًا منصب رئيس الوزراء.
وواحدة من أولويات الحكومة التي سيشكلها صالح بالتشاور مع البشير وفقًا للتعديل الدستوري، صياغة دستور دائم للبلاد.
ويُحكم السودان منذ عام 2005 بموجب دستور انتقالي أقرته اتفاقية سلام أنهت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب ومهدت لانفصالهما بموجب استفتاء شعبي في 2011.
وقاطعت المعارضة مبادرة البشير للحوار بعد رفضه شروطها، وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والمحكومين السياسيين، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وآلية مستقلة لإدارة الحوار الذي انعقدت جلساته برئاسة البشير.
ولم تفلح جهود متصلة لأكثر من عامين قادها رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو أمبيكي بتفويض من الاتحاد الإفريقي في إلحاق المعارضة بالحوار.