

تقدير دولي للنهج الاستراتيجي الذي تتبناه قطر في تطوير الطيران المدني
170 صوتًا تؤكد التفوق القطري وتصدر الدوحة دول الفئة الثالثة
حفل استقبال رفيع المستوى يجسد حضور قطر المؤثر داخل «الإيكاو»
أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني، وزير المواصلات أن فوز دولة قطر للمرة الثانية بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) عن الفئة الثالثة للأعوام الثلاثة القادمة (2026–2028) إنجاز يعكس ثقة المجتمع الدولي في مسيرة دولة قطر المستمرة ومكانتها المرموقة في قطاع الطيران المدني، ويؤكد انتخاب قطر لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي للمرة الثانية التزامها الراسخ بالمشاركة الفاعلة في وضع السياسات والمعايير التي تضمن أعلى مستويات السلامة والكفاءة في النقل الجوي.
وأضاف سعادته: «كما يعكس هذا الفوز التقدير الدولي للنهج الاستراتيجي الذي تتبناه دولة قطر في تطوير البنية التحتية للطيران المدني وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لهذا القطاع الحيوي، ونحن ملتزمون بالاستمرار في الاستثمار بالقدرات الوطنية والابتكار التكنولوجي لتقديم خدمات طيران متميزة تواكب أفضل المعايير العالمية، بما يعكس مساعينا الجادة في تحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ورؤية قطر الوطنية 2030».
وقال سعادته: «نتطلع إلى تعزيز التعاون الوثيق مع شركائنا الدوليين في منظمة (إيكاو)، والعمل معاً على دعم المبادرات العالمية التي تعزز السلامة والكفاءة، وتدفع عجلة التنمية المستدامة لقطاع الطيران، ونحن على ثقة أن هذه الجهود ستسهم في ترسيخ دور قطر الرائد على خارطة الطيران المدني الدولي، بما يعكس رؤيتها الطموحة ويخدم مصالح جميع الدول الأعضاء».
وفازت دولة قطر للمرة الثانية بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) عن الفئة الثالثة للأعوام الثلاثة القادمة (2026–2028)، وذلك عقب الانتخابات التي جرت ضمن اجتماعات الجمعية العمومية الثانية والأربعين للمنظمة بمقرها في مونتريال، بمشاركة وفود 193 دولة عضوا.
بدوره قال السيد محمد بن فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني: «يجسد فوز دولة قطر بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) للمرة الثانية على التوالي إنجازًا نوعيًا يُضاف إلى سجل النجاحات المتواصلة لمنظومة الطيران المدني في الدولة، كما يعكس الدور الفاعل والمحوري الذي تؤديه دولة قطر في تطوير صناعة الطيران على المستوى الدولي، من خلال دعمها للعديد من المبادرات الاستراتيجية التي أسهمت في تطوير البنية التحتية لقطاع الطيران وبناء القدرات، بما يحقق نموًا مستدامًا يواكب جميع التطورات العالمية».
وقطعت دولة قطر خطوات ملحوظة في تطوير قطاع الطيران المدني، من خلال إنشاء بنية تحتية عالمية المستوى تضمن التنمية المستدامة وتلبي المعايير البيئية، كما أسهمت الدولة في تزويد القوى العاملة في العديد من الدول بالتدريب والمهارات اللازمة لتعزيز قدراتها على استيفاء المعايير والممارسات المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي، بما يدعم سلامة الطيران المدني في تلك الدول. وتعكس هذه الجهود التزام قطر الدائم بتجسيد المبادئ الحيوية لمنظمة (إيكاو)، وتعزيز شراكاتها مع الدول الأعضاء بالمنظمة، بما يسهم في تطوير طيران مدني آمن ومستدام على المستوى الدولي. وحققت دولة قطر فوزًا كبيرًا في الانتخابات، حيث تصدرت دول الفئة الثالثة بالتصويت وحصولها على 170 صوتًا، في تأكيد واضح على إسهاماتها القيّمة وجهودها المتميزة في قطاع الطيران المدني.
ويجسد هذا الفوز الثقة الدولية المتجددة في دولة قطر، ويؤكد التزامها العميق بالمساهمة في صياغة السياسات العالمية للطيران المدني. كما يعكس دورها الريادي في تعزيز التعاون الدولي ودعم الابتكار في الطيران المدني، بما يسهم في تطوير البنية التحتية لهذا القطاع الرائد، ورفع كفاءته، وتوفير بيئة آمنة وموثوقة للطيران على مستوى العالم.
وفي سياق متصل نظمت دولة قطر حفل استقبال في مونتريال، لوفود الدول الأعضاء بمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وذلك على هامش مشاركتها في أعمال الجمعية العمومية الـ 42 للمنظمة.
وشهد الحفل حضور سعادة السيد سالفاتوري شاكيتانو، رئيس مجلس منظمة (إيكاو)، وسعادة السيد خوان كارلوس سالاسار، أمين عام المنظمة، بالإضافة إلى عدد من أصحاب السعادة الوزراء ورؤساء وممثلي وفود الدول الأعضاء وعدد من سفراء الدول المعتمدين في كندا.
إطلاق المرحلة الثانية من إدارة إقليم الدوحة لمعلومات الطيران
أقرَّ مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) في أبريل 2025 تنفيذ المرحلة الثانية من إقليم الدوحة لمعلومات الطيران (FIR/UIR) ومنطقة البحث والإنقاذ (SRR)، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى واستيفائها كافة عناصر الأمن والسلامة.
وتعد المرحلة الثانية، خطوة أساسية نحو تحقيق الاستفادة القصوى من تحديث المجال الجوي، وتُنفذ بحدود عمودية تمتد من سطح البحر إلى ارتفاع غير محدود وفق التصنيف الدولي للمجال الجوي فوق المياه الدولية.
وتسهم المرحلة الثانية في تعزيز مستويات السلامة، وحماية البيئة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، بما يخدم المصالح الوطنية والإقليمية في آنٍ واحد. كما تتضمن هذه المرحلة العديد من المكاسب التشغيلية والبيئية الأخرى كتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات، ورفع القدرة الاستيعابية والمرونة. إلى جانب تعزيز السلامة والكفاءة والربط الإقليمي والدولي، ودعم موقع الدوحة المحوري ومكانة قطر بوصفها مركزاً دولياً مهماً للطيران. بالإضافة إلى توفير عمليات تشغيلية أكثر كفاءة ومرونة لشركات الطيران.
وتأتي موافقة «إيكاو» تتويجاً للنجاح الذي تحقق خلال العامين الماضيين منذ انطلاق تنفيذ المرحلة الأولى من إدارة الإقليم، حيث أثبتت دولة قطر جدارتها والتزامها بأعلى معايير السلامة والكفاءة، وهو ما عزز ثقة المجتمع الدولي بقدراتنا الفنية والتشغيلية.
ومع انطلاقة هذه المرحلة الجديدة، تواصل قطر المضي قدماً في مسيرتها الطموحة لتطوير منظومة طيران مدني حديثة، تتناغم مع رؤية 2030، وتتماشى مع أرقى وأفضل الممارسات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وشكّل إنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران، علامة فارقة في تاريخ الطيران المدني القطري. وفي هذا الإطار قطعت دولة قطر أشواطاً كبيرة في تطوير أنظمة الملاحة الجوية، بما يتماشى مع أحدث المعايير والمواصفات العالمية، وهو ما يعكس التميز الذي وصلت إليه في تقديم خدمات جوية تتمتع بأعلى درجات الكفاءة. كما يجسد ويُبرز ذلك مدى التزامها الثابت بتطبيق أعلى معايير الاستدامة والأمن والسلامة.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني قد اتخذت العديد من الممارسات والمتطلبات التشغيلية استعداداً لتفعيل هذه المرحلة الثانية، وتضمن ذلك اعتماد إجراءات السلامة. هذا إلى جانب التزامها بمعايير الإيكاو لضمان انتقال سلس إلى المرحلة الثانية دون تعريض العمليات التشغيلية لأي مخاطر. كما تم تطوير البنية التحتية والتقنيات وتم تحديث كافة الأجهزة والأنظمة.
وفيما يتعلق بمجال الموارد البشرية والتدريب، تم استقطاب أعداد كافية من المراقبين الجويين والفنيين والمختصين وإخضاعهم لبرامج تدريبية مكثفة وتدريبات محاكاة ميدانية، وذلك بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الثانية.