ثمرة تعاون وطني لإيجاد حلول مبتكرة.. «البيئة»: 5 مشاريع بحثية في مجال وقود الطيران المستدام

alarab
محليات 02 ديسمبر 2025 , 01:24ص

تحت رعاية سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغيّر المناخي عرضت وزارة البيئة والتغيّر المناخي بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، والخطوط الجوية القطرية، والهيئة العامة للطيران المدني خمسة مشاريع بحثية جديدة في مجال وقود الطيران المستدام، وذلك خلال ندوة علمية متخصصة نظمتها الوزارة تحت عنوان «وقود الطيران المستدام… ابتكار علمي واستدامة بيئية».
وتأتي هذه المشاريع البحثية ضمن تعاون وطني يستهدف تطوير حلول مبتكرة لإنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام، بما يدعم الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الصادرة عن قطاع الطيران وتعزيز أمن الطاقة، كما تندرج ضمن توجهات دولة قطر لدعم الاقتصاد الدائري والابتكار العلمي، وبما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي ومع المبادرات الدولية التي تقودها منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو».
ويسهم وقود الطيران المستدام، بوصفه خيارًا استراتيجيًا واعدًا، في تحقيق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة. كما يمثل تطويره محليًا خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز المكانة التنافسية لدولة قطر في مجالات الابتكار البيئي.
وتغطي المشاريع الخمسة الجديدة مجالات عدة، من بينها تطوير تقنيات إنتاج وقود الطيران المستدام من مصادر محلية، ودراسة الأثر البيئي والاقتصادي لاستخدامه على المدى البعيد، واستكشاف آليات دمج هذه الحلول في البنية التحتية للطيران المدني في الدولة. ومن المتوقع أن توفر هذه المشاريع قاعدة بحثية تدعم صناع القرار وتعزز مكانة قطر في مسار التحول نحو صناعة طيران منخفضة الانبعاثات.
وتجسد هذه المبادرة نموذجًا وطنيًا للتعاون بين وزارة البيئة والتغيّر المناخي وشركائها من الجهات الأكاديمية والوطنية، بما يسهم في تطوير حلول مستدامة تدعم توجهات الدولة نحو اقتصاد منخفض الكربون وتعزز دورها الريادي في مجالات الابتكار البيئي إقليميًا ودوليًا.

د. محمد سيف الكواري: دعم البحوث خيار إستراتيجي لمواجهة تغير المناخ

أوضح الدكتور محمد سيف الكواري المستشار البيئي والهندسي بوزارة البيئة والتغير المناخي أن قطاع الطيران يعد من القطاعات الحيوية التي تدعم الترابط  العالمي ودعم الاقتصاديات الوطنية، مشيرًا إلى أن بحوث وقود الطيران المستدام أصبحت ركنًا أساسيًا في جهود خفض الانبعاثات في هذا القطاع. ونوه بأن الدراسات تشير إلى إمكانية خفض ما يصل إلى 80 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند استخدام وقود الطيران المستدام مقارنة بالوقود التقليدي، مؤكدًا أن التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية يسهم في تحقيق تقدم ملحوظ نحو صناعة طيران أكثر استدامة. وأكد د. الكواري أهمية الندوة التي تعكس التزام وزارة البيئة والتغير المناخي بتبني مشاريع البحث العلمي كخيار استراتيجي لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة، منوهاً بأن الوزارة قد أولت أهمية قصوى لتطوير الحلول المستدامة بما يعزز جهود حماية البيئة.
وأشار إلى أن من بين هذه المبادرات الرائدة تأتي بحوث انتاج وقود الطيران المستدام ليمثل بديلاً صديقاً للبيئة من خلال مساهمته في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال دورة حياته مقارنة بوقود الطائرات التقليدي، وذلك لأنه يُصنع من مواد مستدامة مثل النفايات، الزيوت النباتية، أو المخلفات الزراعية. ولفت إلى أهمية استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بتنويع مصادر الطاقة لتحقيق أهداف إزالة الكربون في صناعة الطيران، مثل الالتزام بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

م. أحمد السادة: دعم مبادرات إيجاد حلول مستدامة

أكد المهندس أحمد محمد السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي في وزارة البيئة والتغير المناخي، أن الوزارة تعمل على تعزيز منهج البحث العلمي والابتكار باعتباره أحد الركائز الأساسية لمواجهة التحديات البيئية المعاصرة، مشيرًا إلى حرص الوزارة على دعم المبادرات العلمية التي تساهم في إيجاد حلول عملية ومستدامة.
وأوضح السادة أن عرض خمسة مشاريع بحثية رائدة في مجال وقود الطيران المستدام يأتي ثمرة للتعاون بين الوزارة والجامعة والخطوط الجوية القطرية والهيئة العامة للطيران المدني، معتبرًا أن هذا التعاون يمثل نموذجًا وطنيًا متكاملًا يجمع بين الخبرة الأكاديمية والدور التنظيمي والقدرات التشغيلية، ويساهم في تطوير حلول مبتكرة لخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز ريادة دولة قطر في هذا المجال الحيوي.
ونوه بأن دولة قطر تولي قضايا البيئة والتغير المناخي اهتمامًا كبيرًا، وتسير في هذا الاتجاه عبر سياسات وإستراتيجيات واضحة تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
وأشار السادة إلى أن الوزارة تواصل دعم المشروعات البحثية والمبادرات المبتكرة المرتبطة بالطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، مؤكدًا الأهمية المتزايدة للبحوث المتعلقة بإنتاج وقود الطيران المستدام نظرًا لدوره الحيوي في خفض الانبعاثات وارتباطه المباشر بتنفيذ إستراتيجية وزارة البيئة والتغيّر المناخي 2024-2030، والتزام دولة قطر بتوجهات منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) ومعايير نظام كورسيا.
وأكد أن التحديات البيئية العالمية تتطلب تعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والجامعات ومراكز البحث العلمي للمساهمة في تحويل الأفكار المبتكرة إلى حلول قابلة للتطبيق، مشيرًا إلى أن الندوة تشكل منصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بما يعزز مكانة دولة قطر في مجالات الاستدامة والابتكار البيئي.

د. عدي الربعي: مشاريع لتحويل المواد الأولية وفقا للمعايير الدولية

أكد الدكتور عدي الربعي، باحث في جامعة حمد بن خليفة، أنه لدى الجامعة أبحاث علمية تعنى بتطوير استخدام الوقود المستدام في قطاع الطيران، إلى جانب استخدام الوقود منخفض الكربون بما يدعم جهود الحفاظ على البيئة.وأشار لـ «العرب» إلى أن لدى الجامعة أيضا عدة مشاريع تتمحور حول طرق تحويل المواد الأولية المتاحة في دولة قطر إلى وقود مستدام وفقا للمعايير الدوليةوأوضح أن في جامعة حمد بن خليفة «لدينا مختبرات علمية حديثة ومجهزة بأعلى المستويات والدراسات الرقمية التي تدرس أداء محرك الطيران وكيفية تحويل الوقود من ناحية كيميائية إلى جانب دراسات علمية تتعلق بتطوير استخدام الوقود ومشروعات لتحويل النفايات إلى وقود سائل وأيضا تحويل مياه الصرف الصحي إلى وقود للطيران