

الداعية علي الحيدري: مطلوب ترغيب الأبناء في حفظ القرآن كاملاً
خالد فخرو: إبعاد «عيالنا» عن الإفراط في السهو واللهو
د. محمود عبدالعزيز: تعلُّم العلوم الشرعية من أعظم القربات
د. عايش القحطاني: أدعو إلى استغلال الإجازة فيما ينتفع منه الأبناء دينا ودنيا
يحرص العديد من الآباء على استثمار الإجازة الصيفية في توجيه أبنائهم وتشجيعهم على الاستفادة من الإجازة باكتساب معارف جديدة أو بما يعود عليهم بالخير والنفع، بما في ذلك إلحاقهم بأحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تديرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مختلف مناطق الدولة أو إقامة دروس التحفيظ في البيت للاستفادة من الإجازة في ظل تزايد الإقبال على دروس تحفيظ القرآن الكريم مع انتهاء الموسم الدراسي.
وفي هذا السياق قال فضيلة الشيخ علي الحيدري إن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة، قال تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)، ومن تلكم النعم التي تستحق الشكر، نعمة الذرية (الأبناء)، حيث جعلهم الله تعالى زينة الحياة الدنيا، (المال والبنونَ زينة الحياة الدنيا)، والله أمرنا بشكره على كل النعم، حتى تدوم لنا، فلا بد أن نحفهَّا بشكره وحمده أولاً، ومن ثم تسخير هذه النعم في طاعته والقرب منه، والسعيُ في نيل رضاه، ووعدنا إذا نحن قمنا بذلك بحفظ هذه النعمة (الأبناء)، والزيادة تكون في صلاحهم وتقواهم وبأن يفتح لهم أبواب الخير من كل جانب، قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
الأبناء.. أمانة
وأكد فضيلة الشيخ الحيدري لـ العرب أنَّ الله تعالى جعل هؤلاء الأبناء أمانة في عاتق كل أبٍ وأمٍ، ولا بد من الاهتمام بهم حتى ينشأوا نشأة صحيحة، وذلك لا يكون إلا باجتهادهم وحرصهم على أبنائهم. وإنَّ أبناءنا لديهم طاقات وقدرات عالية، فإذا استُغلّت بما يرضي الله وبما يقربهم إليه، استقاموا وصلح حالهم، وانتفع المسلمون بعلمهم. وإن مما ينبغي أن نستغل به أوقات أبنائنا في هذه الإجازة الصيفية، هو حفظ ومراجعة كتاب الله، والحرص على تعلُّمه وتعليمه، حيث إنه بهذا العمل يكون من خير الناس، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري، من حديث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلَّم القرآن وعلّمه).
وأضاف: الله سبحانه وتعالى قد يسَّر لعباده تلاوة وحفظ القرآن الكريم، فقد قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، لذلك تجد الصغير والكبير، والرجال والنساء، يتنافسون في حفظه ومراجعته، ويفتح الله على من شاء منهم، فيحفظونه، ويتلونه حق التلاوة، ويتعرفون على معانيه، ويتدبرون آياته.
السعادة في الدنيا.. والفوز في الآخرة
وأكد فضيلته أن من أراد أن يفخر بإنجاز ولده، فليحرص على تحفيظ ولده القرآن الكريم، فانظروا لما لحافظ القرآن من الفضل والمنزلة يوم القيامة، فقد جاء في الحديث (عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ، كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا). رواه الترمذي وأبو داوود، وأيضاً ما رواه الإمام أحمد، عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال – عن صاحب القرآن -: (وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ).
وأكد أنه واجب على كل من أراد الفوز في الآخرة، والسعادة في الدنيا، أن يسعى جاهداً في تعليم أبنائه كتاب الله، ويصبر على ذلك، ويرغِّب أبناءه ويشجعهم على المضي قدماً نحوه، إلى أن يكتب الله لهم حفظ القرآن الكريم كاملاً.
عمارة الوقت
ودعا فضيلة الدكتور عايش القحطاني، أولياء الأمور، إلى استغلال أوقات الإجازة فيما ينتفع منه أبناؤهم في دينهم ودنياهم، بما في ذلك حفظ القرآن الكريم وتعلُّم تلاوته وهو من عمارة الوقت في طاعة الله تعالى، وفي قراءته حرفاً منه يؤجر بحسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة وفضل الله واسع وإحسانه على عباده عظيم..
وأكد د. القحطاني لـ «العرب» أنَّ خير ما تعلَّمه المتعلمون وعلَّمه المعلمون هو القرآن الكريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» أخرجه البخاري وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» أخرجه البخاري.
ودعا فضيلته الآباء أن يكون لهم وقفة مع أبنائهم في توجيههم للاستفادة من الإجازة الصيفية، من خلال حثهم على إشغال أوقاتهم بالعلم الشرعي، من خلال قراءة وحفظ وتدبر كتاب الله تعالى، لأن التخلق بأخلاق القرآن الكريم تشبه بالنبي، الذي كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن، وكذلك توجيههم للتزود بالمعارف والعلوم الجديدة، وتبني سلوكيات واتجاهات إيجابية، بما يساعد في بناء جيل واعٍ ملتزم بدينه وقيم مجتمعه المسلم.
لا إفراط.. ولا تفريط
من جانبه قال السيد خالد فخرو إن أولياء الأمور عليهم دور كبير مع مشاركة الأبناء في رسم صورة الإجازة الصيفية، وتوجيه الأبناء في كيفية شغل أوقات الفراغ المتاحة في الإجازة فيما يعود عليهم بالنفع والخير، ويبعدهم عن الإفراط في السهو واللهو، وليس هناك أفضل من استثمار الإجازة الصيفية في تعلم كتاب الله الكريم وحفظ أجزاء منه.. في ظل وجود متسع من الوقت أمام الأبناء والشباب والفتيات، وخاصة خلال بقائنا في البيت ضمن الإجراءات الاحترازية المرتبطة بالجائحة.
وأشاد فخرو عبر «العرب» بالدور البناء الذي تقوم به مراكز تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في أنحاء الدولة، والذي يتنوع بين أدوار تربوية واجتماعية تساهم في تنشئة الأبناء تنشئة إيمانية، تغرس في نفوسهم الآداب والأخلاق الإسلامية المستمدة من تعاليم القرآن الكريم.
ودعا أولياء الأمور إلى حسن توظيف طاقات وأوقات ابنائهم فيما يعود عليهم بالفائدة والنفع، مشيراً إلى أن حفظ القرآن الكريم من أهم العلوم التي حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، حيث قال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) لذا من الواجب على الأبناء والبنات أن يشغلوا أوقاتهم بالعلم الشرعي من خلال قراءة وحفظ وتدبر كتاب الله تعالى، لأن التخلق بأخلاق القرآن الكريم تشبه بالنبي الذي كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن.
شغل الوقت بكتاب الله
وقال فضيلة الداعية الدكتور محمود عبدالعزيز، أستاذ الفقه المقارن، إن أعظم نعم الله على العبد أن يُوفَّق للخير والطاعة، وأن يُوفَّق لكل ما يحبه الله ويرضاه؛ بل هو دليل على رضاء الله عن العبد، ومن وجد ذلك فليحمد الله وليخلص في عمله ويزيد منه، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد:17]، وإن من المواسم التي ينقسم فيها الناس في كيفية الاستفادة منها موسم الإجازة الصيفية حيث توفرُ الوقت الكبير مع قلة المشاغل، وراحةُ البال، وفي بعض الأحيان وفرةُ المال، فالتوفيق والتسديد في استغلال هذه الإجازة منحة ربانية، وأُعطية إلهية، نسأل الله أن لا يحرمنا وإيَّاكم منها، وحتى نكون ممن وُفِّق وسُدِّد لاستغلال هذه الإجازة على الوجه المرضي، علينا بالرجوع إلى الوصايا التي أوصانا بها مولانا في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
ودعا فضيلته إلى شغل الوقت بكتاب الله، إما بالتسجيل في حِلق تحفيظ القرآن للكبار والموظفين والشباب والصغار والنساء، ومحاولةُ الاستفادة، وحفظُ كتاب الله واتقانُ تلاوته حتى ننال أعلى الدرجات ونقرأه كما يريده ربنا جل وعلا.. أليس من النقص والعيب أن تُصبِح شابًا يافعًا وقد تكون تدرس في إحدى المدارس الثانوية أو إحدى الجامعات، أو تكونَ ربًا لأسرة وأبناء، وأنت لا تستطيع قراءة القرآن القراءة الصحيحة، وإذا ما كُلِّمت تقول: لا أجد الوقت! إن شغل ساعات عمرك في كتاب الله هي من أفضل القربات وأعظم الحسنات وأكثرها، فالله الله.. فإن الذي يتلو القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة.
واشار فضيلته إلى من يقرأ القرآن ولكنه لم يحفظه وتمرُّ عليه السنوات وهو يُفرِّط في هذا الفضل العظيم، حيث انتشر في الآونة الأخيرة الدورات المكثفة لحفظ القرآن كاملًا أو نصفه خلال أشهر الإجازة، فما أعظمها من غنيمة تُقدَّم بين يديك وتقضي على التسويف الذي أضاع عمرك، وتذكر قول نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه» (رواه البخاري ومسلم)، وقوله: «أقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم).
ونوه بأهمية استغلال الإجازة بتحصيل العلم النافع، فإن طلب العلم وتعلُّم العلوم الشرعية من أعظم القربات فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة» ( رواه مسلم)، ويقول: صلى الله عليه وسلم: «من يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين» (متفقٌ عليه)، فإذا وُفِّق الإنسان لطلب العلم هذا دليل على توفيق الله ورضاه عنه..
وأضاف: قد يسَّر الله لنا في هذه الإجازة الدروس والدورات العلمية المكثَّفة عن بعد ولله الحمد والمِنَّة، فاحرص على هذه العبادة العظيمة التي لم يأمر الله نبيه أن يطلب الزيادة من شيء سوى العلم فقال جل وعلا: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه من الآية:114].
فاجعل هذه الإجازة نقطة تحوُّل لك ولعائلتك ولأبنائك. وأنت أيها الشاب عليك بالجد واستغلال الوقت فيما ينفع أما يكفي ما مضى من أعمارنا.
وأوضح أن من أعظم ما يتعرَّض له المسلم في الوقت الحاضر ويزداد في أوقات الإجازة النظر إلى ما لا يحِل والذي يكون سببًا في الوقوع في المحرَّمات بل وفي الفواحش الكبيرة في بعض الأحيان -أعاذنا الله وإيَّاكم منها-، فيجب على الإنسان أن يمتثل أمر ربه فيغض بصره عن كل ما حرَّم الله ويجتنب الأماكن التي تكون سببًا في الوقوع في ذلك.
كما دعا فضيلته إلى الحرص على شغل الوقت في اكتساب بعض المهارات والحرف التي تنفعك أيها الشاب في مستقبلك القادم مما يزيد في فرص العمل والوظيفة لك، كتعلُّم الحاسوب والمهارات والعلاقات العامة وغيرها مع عدم الغفلة عما سبق ذكره.
البرنامج القرآني «تعاهد»
أعلنت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤخرا، استمرار التسجيل في برنامج الدورة القرآنية «تعاهد» لحفظ ومراجعة القرآن الكريم للكبار والصغار، لاستيعاب نحو 1500 مشارك جديد من الذكور.
وأوضحت الإدارة أن هذه الدورة تعقد عن بُعد في برنامج ميكروسوفت «تيمز» عبر منصة الوزارة التعليمية، وذلك خلال الفترة الصباحية.
وينظم البرنامج ويشرف عليه قسم القرآن الكريم وعلومه، حيث يتيح الفرصة للمشاركين فيه تعلم تلاوة القرآن الكريم بشكل صحيح والحفظ والمراجعة المتقنة وتعلم أحكام التجويد مع التطبيق، وطريقة التهجي الصحيحة لكلمات القرآن الكريم من كتاب الدروس الهجائية المعتمد في الإدارة.
ونوهت بأنه يمكن للراغبين في المشاركة ببرنامج الدورة التسجيل عبر الرابط:cutt.us/t3ahoud.
ويستمر التسجيل بالدورة الحالية حتى اكتمال العدد المستهدف وهو نحو ألف وخمسمائة مشارك جديد، إضافة إلى المسجلين والمشاركين الحاليين في برنامج الدورة وعددهم نحو 4000 مشارك، علما أن الدورة الصيفية بدأت قبل نحو أسبوعين وتستمر حتى 19 أغسطس، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الحادية عشر ظهراً من الأحد إلى الخميس، للمشاركين من جميع الأعمار، ومن كل فئات المجتمع من الذكور ابتداءً من عمر خمس سنوات.
ويهدف برنامج الدورة القرآنية «تعاهد» إلى تعليم القرآن الكريم وتلاوته وحفظه ومراجعته لشريحة كبيرة من المجتمع بمختلف الأعمار، بغية إخراج أجيال تحفظ وتتدبر القرآن الكريم وتتلوه التلاوة الصحيحة على يد مدرسين ومعلمين متخصصين في هذا المجال من الأئمة والمؤذنين العاملين بالوزارة.
تجدر الإشارة إلى أن إحصاءات الفصل الأول لهذا العام خلال الفترة من 1 أكتوبر وحتى 30 إبريل الماضي حققت نتائج مميزة من حيث الإقبال على البرنامج، والذي استفاد منه 4015 طالباً، في الفروع الخمسة للبرنامج، بداية من الخاتمين للقرآن الكريم وحتى طلاب الدروس الهجائية، في حين أنجز العديد منهم المقرر عليه في الفروع المذكورة سواء في الحفظ أو التلاوة والمراجعة، وكذلك في فرع الدروس الهجائية وبالمدارس.
أهم مراكز لتحفيظ القرآن
يسأل كثير من المربيين وأولياء الأمور عن مراكز لتحفيظ القرآن في قطر، وهنا نعرض عددا منها:
- مركز المانع: يعد دار المانع مكانا مميزا لتحفيظ القرآن الكريم، حيث يمكنه تقديم الخدمات المتنوعة، كواحد من أفضل المراكز المتواجدة بمحيطك.
- مركز روضة بنت محمد: من أفضل مراكز تحفيظ القرآن الموجود بقطر، وهو مركز يهتم بتحفيظ القرآن الكريم وتجويده، والاهتمام به وجعله فى المرتبة الأولى، وتعليم العلوم الشرعية وتوضيح دورها فى سلامة المجتمع من الشرور.
- مركز موزة بنت محمد: هو أحد أبرز وأهم المشاريع التي حدثت في القرآن الكريم والحديث، حيث إنه يعتبر من أفضل المراكز لتحفيظ كتاب الله بقطر. إنه عبارة عن مركز عرض شامل، ومبنى حضاري، وهو مشهور بقدر ما يقدمه من علوم للنساء، ومساعدتهم في الوصول إلى المعرفة الكاملة، كما يقوم بتنظيم وورش عمل إسلامية ومعارض قيمة، واجتماعات توعية للنساء الذين هم على وشك الزواج. ويحتوي المركز ايضًا على قسم لتعليم القرآن الكريم والعديد من التخصصات الأساسية القائمة الابتكار والإبداع، الذي يعلمه المركز للنساء.
- مؤسسة شريفة قاسم: تعد من أفضل المراكز لتحفيظ القرآن في قطر وهي مؤسسة لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه كلها.
- مركز الشيماء: يقدم خدمات تدريس القرآن والتجويد والتفسير، ويقدم خدمات للنساء حيث إن المركز لديه خبرات كبيرة، ويمكن من فترة لأخرى إعطاء دروس دينية فيه حتى تستفيد النساء، وتتوسع معلوماتهن عن الدين.