نتنياهو يصل واشنطن لنسف الاتفاق مع إيران

alarab
حول العالم 02 مارس 2015 , 09:55ص
ا.ف.ب

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأحد واشنطن في زيارة "تاريخية" تهدف لإقناع الكونجرس الأمريكي بنسف الاتفاق "السيئ" الجاري التفاوض عليه بين طهران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، كما أفاد مصدر في الوفد المرافق له.

وقال عضو في الوفد المرافق لنتنياهو لدى وصوله الولايات المتحدة "نحن نعرف الكثير عن الاتفاق الجاري التحضير له"، في إشارة إلى الاتفاق الذي تكثفت المفاوضات بشأنه بين إيران ومجموعة 5+1 "الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا" قبل شهر من المهلة النهائية لإبرامه والمحددة في 31 مارس.
وأضاف "من وجهة نظرنا هذا اتفاق سيئ".

ولم يوضح المصدر من أين حصلت إسرائيل على هذه "المعلومات الممتازة" بشأن الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه والذي ينص خصوصا على رفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل تقديم الأخيرة ضمانات على أن برنامجها النووي مدني وسلمي.

ومشروع هذه التسوية التاريخية بين القوى الكبرى والجمهورية الإسلامية يثير توترا شديدا بين الحليفين إسرائيل والولايات المتحدة.

ويلقي نتنياهو اليوم الاثنين خطابا أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الخارجية الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) التي تعتبر أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة.
ثم يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي غداً الثلاثاء خطابا أمام الكونجرس الأمريكي بدعوة من الجمهوريين في مسعى أخير لنسف مشروع الاتفاق بين القوى العظمى وإيران.

وفي هذا الصدد تعتبر إسرائيل أن الاتفاق الذي يجري التفاوض حاليا بشأنه بين إيران ومجموعة 5+1 قد يقود إلى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية دون الحصول على ضمانات كافية تكفل عدم تمكن طهران من اقتناء السلاح النووي.

وتراهن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التوصل إلى اتفاق مع إيران عبر الدبلوماسية لكنها لم تستبعد أبدا بشكل كامل الخيار العسكري في حال فشل جهود التسوية.

وقال نتنياهو للصحافيين في مطار بن جوريون قبل صعوده إلى الطائرة "أتوجه إلى واشنطن في مهمة مصيرية وحتى تاريخية". وأضاف "أشعر بقلق عميق وصادق على أمن مواطني إسرائيل وعلى مستقبل الدولة وعلى شعبنا"، مؤكدا "سأفعل كل ما بوسعي لضمان مستقبلنا".

وقد جعل الرئيس الأمريكي من التقارب مع إيران أولوية في سياسته الخارجية، وفي الوقت نفسه فإن العلاقات الشخصية بين أوباما ونتنياهو كانت على الدوام سيئة.

وأعلن البيت الأبيض الغاضب من هذه الزيارة التي نظمها رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون باينر دون إبلاغ الرئاسة، أنه لن يتم عقد أي لقاء بين نتنياهو والرئيس أوباما.

كما أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يحضر تقليديا خطابات القادة الأجانب في الكونجرس سيكون غائبا عن الجلسة بسبب زيارة يقوم بها إلى جواتيمالا. كما أن وزير الخارجية جون كيري غادر واشنطن إلى سويسرا الأحد.

واعتبرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في مقابلة خلال الأسبوع أن قبول نتنياهو دعوة لإلقاء خطاب أمام الكونجرس دون موافقة البيت الأبيض سيكون له "أثر مدمر" في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.

وقال كيري في مقابلة مع تلفزيون "إيه بي سي" الأمريكي قبل مغادرته الولايات المتحدة "كان غريبا وحتى استثنائيا أن نسمع بالأمر من رئيس مجلس النواب وألا يتم إشراك الإدارة في العملية. وعلى الرغم من ذلك لا تريد الإدارة تسييس الأمر".
وأضاف أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي موضع ترحيب بالتأكيد لإلقاء خطاب في الولايات المتحدة، ولم نشهد أبدا في التاريخ علاقة أقرب مع إسرائيل على صعيد الأمن".