قصة مدينة رسمت لوحة فريدة بين عمق التاريخ وروح المستقبل، مدينة فتحت نافذة صوب أحلام أخرى ما زالت في مخيلة طامح يريد ان يشرح للعالم معنى ان تكون متفردا، إنها مدينة لوسيل.
قبل أن تبدأ رحلتك في هذا المكان عليك ان تتعرف على تاريخ هذا المكان الذي لا يكاد ينفصل كثيرا عن حاضره، فهنا تساهم الرؤية السديدة في صياغة كينونة الاشياء وتمنحها بعدا يضفي عليها كثيرا من الألفة.
في مطلع القرن العشرين اتخذ حاكم قطر آنذاك الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه لوسيل مسكنا ومقرا للحكم فبنى فيها قلعة ما زالت اثارها موجودة حتى الان تحكي قصة المكان.
ووفاء لتاريخ ما زال يسطر في قلوب كل فرد يعيش على ارض هذا الوطن المعطاء، كانت لوسيل الملهمة التي بدأت فكرة انشاء بناء مدينة وسط احدث الطراز المعماري مدينة تمنح للماضي بهاء وتفتح بابا للمستقبل لتقدم إرثا للأجيال القادمة.
فكرة إنشاء لوسيل ولدت عام 2005 بصفتها نموذجا عصريا لمدينة مكتفية ذاتيا ومستدامة بيئيا، تعزز سهولة الوصول بين مناطقها وشتى مناطق الدوحة، إلا أن أعمال البناء بدأت رسميا بعد 3 سنوات عن طريق شركة الديار القطرية، لتصبح المدينة أضخم مشاريع التطوير العقاري في المنطقة تمتد مدينة لوسيل على مساحة 38 كيلو مترًا مربعًا، من الإنشاءات الفريدة والذكية وتضم المدينة 19 منطقة منوعة بين المناطق السكنية والترفيهية والتجارية والمنشآت السياحية والرياضية.
تشكل لوسيل بمرافقها ومنشآتها المختلفة وجهة مثالية للمواطنين والمقيمين والزوار إذ تضم 22 فندقا حاصلا على تصنيف عالمي، وتستوعب أكثر من 230 ألف نسمة العدد المتوقع لسكان المدينة، و450 ألف نسمة العدد المتوقع بعد إضافة زوارها.
بدأ إنشاء هذه المدينة كمشروع متوافق مع الرؤية القطرية الوطنية 2030، والتي تسعى أيضاً إلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل، مع ضرورة المحافظة على التقاليد التي تعتبر من أهمّ التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات التي تتحوّل إلى التطوّر والتقدّم.
يعود أصل تسمية لوسيل تاريخياً إلى وجود قلعة لوسيل، وهي قلعة تنسب إلى المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني والذي قام بدوره بتأسيس دولة قطر الحديثة وكان يدير حكم الدولة من هذه القلعة، كما يعود سبب تسمية لوسيل بهذا الاسم إلى اسم أحد أنواع الزهور النادرة التي تنمو في قطر.
بدأ العمل على مشروع لوسيل 2005 وعلى مدار الساعة عمل الاف العمال والمهندسين والمعماريين في خلية واحدة ليحققوا الحلم القطري في المدينة المستقبلية لوسيل.
اكتملت البنية التحتية للمدينة في الربع الأول من 2018 بكلفة تقدر بنحو 40 مليار ريال.
تعد شبكات البنية التحتية الركيزة الأهم في مدينة لوسيل، وهي الأساس لمجموعة كبيرة من الخدمات، ومن الأمثلة العملية على ذلك شبكة القطار الخفيف، وتضم 25 محطة ممتدة على طول 38 كيلومترا في أنحاء المدينة مربوطة بشبكة مترو الدوحة، إلى جانب شبكة الطرق والأنفاق والجسور، لمسافة 200 كيلومتر، ومحطات التبريد المناطقي وشبكة التبريد الممتدة على طول 175 كيلومترا، ومحطات وشبكة جمع النفايات بطريقة الشفط دون الحاجة لاستخدام سيارات جمع النفايات. وتوفر المدينة شبكة للدراجات الهوائية الممتدة على طول 76 كيلومترا ومحطات الغاز وشبكة الغاز التي توفر غاز الطهي لجميع مباني لوسيل السكنية والتجارية، وأنفاق شبكات البنية التحتية على طول 18 كيلومترا تحت الأرض لتقليل الاعتماد على إغلاق الطرق لعمليات الصيانة في مناطق الأبراج، مع توفير شبكة مياه الأمطار بطول 200 كيلومتر.
حرصت الديار القطرية خلال إنشائها المدينة على تبني معايير المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة جي ساس كأحد معايير الاستدامة الواجب اتباعها، ما يعني أن كل مبنى في المدينة، تبعًا لذلك، سيوفر، على مستوى التصميم، ما يقارب 30 بالمائة من استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية مقارنة بالمباني العادية.
عند تخطيط المدينة روعي تفادي إشكاليات الاختناقات المرورية خلال عمليات الدخول والخروج بالنهار ونهاية اليوم والتعاطي مع كافة مكونات المجتمع وشرائحه المختلفة والاهتمام بالسكان القاطنين في المدينة وخلال التخطيط للمدينة حددنا مناطق الوزارات والمؤسسات والمساكن وآلية التعاطي مع الطبقات (بين المتوسطة) من الموظفين الذين يصل عددهم لنحو 40 ألفا، وقررنا أن يكون تواجدهم بالقرب من محطات القطارات الداخلية (الترام) لتسهيل حركة تنقلهم لتخفيف الزحام.
مدينة لوسيل المستقبلية التي تقع شمال الدوحة ويحدها من الجنوب مشروع لؤلؤة والتي ستجمع بين التكنولوجيا والتقاليد والتي ستعتمد معايير الاستدامة الصديقة للبيئة، كما تعتبر من اكبر المشاريع العقارية في العالم.
حيث تتجاوز لوسيل المفهوم التقليدي للمدينة الحديثة بتضمينها الأفكار المبتكرة التي تأخذ بمبادئ الاستدامة في صلب المخطط الرئيسي للمدينة، كما تم التخطيط لها بشكل شامل لتكون دليلًا حيًا على مدى التقدم الذي أحرزته دولة قطر في كافة المجالات.
تعد لوسيل أول مدينة ذكية في الشرق الأوسط بهذا الحجم، يعني أن كل الخدمات المقدمة بالمدينة يمكنكم التحكم بها عبر الجوال والكمبيوتر، كما تتمثل فلسفتها في تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية مثل السيارات والباصات والمحافظة على البيئة.
هناك إستراتيجية للتعليم في لوسيل تضمن التعاون بين إدارات المدارس بالمدينة، من خلال متابعة جهاز مدينة لوسيل لأداء تلك المدارس بشكل دوري كل ثلاث سنوات وتقييم الخدمات التعليمية المقدمة من خلالها، والتأكد من جودة الخدمة التعليمية المقدمة، ويتم منح عقد أرض كل مدرسة للمستثمر القطري لمدى 28 سنة، يقوم بترسيتها على المشغل لمدة 7 سنوات، وإذا لم يلتزم المشغل بتقديم خدمة متميزة يتم التواصل مع المستثمر القطري وتغيير المشغل، مؤكداً أن العقود الموقعة بينهم شفافة وتوضح حقوق وواجبات المستثمرين والمشغلين.
وكانت لوسيل ضمن المشاريع العملاقة التي قدمتها دولة قطر بالتزامن مع استضافتها كأس العالم لكرة القدم 2022، إذ احتضنت المدينة فعاليات متعددة للجماهير خلال البطولة، واستضاف ملعبها ملعب لوسيل -أكبر ملاعب المونديال- نهائي البطولة وعددا من المباريات الهامة خلال فترة إقامة البطولة.
يعد ملعب لوسيل أحد أهم معالم المدينة بعد الشهرة الكبيرة التي حصل عليها باستضافته حفل ختام المونديال والمباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا يوم 18 ديسمبر/ 2022.
كما يعد درب لوسيل أحد أشهر المناطق في المدينة، إذ استضاف خلال المونديال العديد من الفعاليات والعروض الثقافية المحلية والعالمية، التي حضرتها جماهير غفيرة من ضيوف المونديال.
وتعد جزيرة المها في لوسيل وجهة رائعة للترفيه والتسلية، سواء للمقيمين في قطر أو للسياح من مختلف أنحاء العالم، وتمتاز بموقعها المقابل لممشى المارينا.
تعتبر لوسيل مدينة مستدامة لمجموعة أسباب منها:
كل مبانيها السكنية والمكتبية مصنفة على مستوى نجمتين على الأقل، ومنها 3 و4 و5 نجوم.
الاعتماد على شبكة المواصلات الحديثة غير التقليدية.
تمتد الحدائق والمسطحات الخضراء على مساحة 3.5 مليون متر مربع.
تستخدم المياه المعالجة في الري، إضافة إلى المحافظة على شريط بحري ممتد على مسافة 27 كيلومترا.
خلق شعب مرجانية صناعية على الواجهة البحرية.
تعتبر لوسيل مدينة مستدامة لمجموعة أسباب، منها تصنيف المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة جي ساس فكل مباني لوسيل السكنية والمكتبية مصنفة على مستوى نجمتين على الأقل، ومنها ثلات وأربع وخمس نجوم، والاعتماد على شبكة المواصلات الحديثة غير التقليدية، مثل المترو والقطار الخفيف والترام، فقد وضع المخطط العام بصورة شاملة ومتكاملة لتقليل المسافات، وبناء على ذلك تقليل الاعتماد على استخدام السيارات. وتمتد الحدائق والمسطحات الخضراء على مساحة 3.5 مليون متر مربع، وتستخدم المياه المعالجة في الري، إضافة إلى المحافظة على شريط بحري ممتد على مسافة 27 كيلومترا وخلق شعب مرجانية صناعية على الواجهة البحرية.
أما في مجال استخدام التكنولوجيا الحديثة، فقد عمدت الشركة إلى توفير احتياجات تكييف المباني، ما يعرف بالتبريد المناطقي، والتي تستهلك ثلثي الطاقة المستخدمة في الاستعمالات المدنية، من خلال إنشاء محطات تبريد المناطق، كما عملت على تزويد منطقة الأبراج في المدينة بتقنية تجميع النفايات بالشبكات الأوتوماتيكية لأول مرة في الشرق الأوسط.
تضم مدينة لوسيل العديد من المناطق الترفيهية والسياحية التي يحرص على زيارتها ضيوف قطر والمواطنون والمقيمون وهي:
جزيرة قطيفان: تقع في أقصى الجزء الغربي من المدينة، وهي بالأساس لم تكن جزيرة بل كانت جزءاً من البر الأساسي لدولة قطر، إلا أنّه تمّ إنشاء ممرٍ مائي صناعي فيها سيجعلها جزءاً من الخليج العربي، ويشار بأنّ هذه الجزيرة ستضمّ العديد من النوادي والشواطئ وغيرها.
سيف لوسيل: تضمّ العديد من المقاهي، والمتاجر الفخمة، وغيرها من أماكن الاستجمام والترفيه.
المنتزهات الطبيعية: من أهمّها منتزه الخور الواقع على طول الحدود الغربية للمدينة، بالإضافة إلى منتزه الهلال الذي يضمّ العديد من المساحات لركوب الدراجات الهوائية، واللعب وغيرها، هذا عدا عن منتزه الوادي.
استاد لوسيل: يقع على الحدود الشرقية للمدينة، حيث يتسع لحوالي 80 ألف شخص، وفيه أقيمت مباريات نهائي كأس العالم في العام 2022م.