

تحت رعاية وحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر اللغة العربية بالمدارس ورياض الأطفال الخاصة تحت شعار "تحديات وفرص"، والذي تنظمه الوزارة على مدار يومين، ليكون منصة رئيسية لمناقشة ودعم جهود تطوير اللغة العربية في القطاع التعليمي الخاص.
استُهل المؤتمر بكلمة ألقاها السيد عمر عبدالعزيز النعمة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص، والذي أكد أن المؤتمر يمثل حدثًا استراتيجيًّا لتعزيز المكانة الوطنية والتربوية للغة العربية في المدارس الخاصة؛ مشددًا على حرص الوزارة على دعم الهوية الوطنية. وأوضح أن الهدف يتجاوز كون اللغة العربية "مجرّد واجب مدرسي"؛ بل هو يرمي إلى تحويلها لشغف حقيقي للتعلم باستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي؛ لتبقى اللغة العربية وعاء هويتنا والركيزة الأساسية في بناء شخصية الأبناء، وصولاً إلى بناء جيل يعتز بأصوله ويواكب عصره؛ تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030. وعبر النعمة عن أمله في أن يُسهم المؤتمر في إحداث نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية، وتأسيس نموذج خليجي رائد في تدريسها، من خلال وضع أطر تنسيقية مشتركة.
من جانبها؛ أكدت الدكتورة رانيا محمد مديرة إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة والقائمة بمهام مدير إدارة تراخيص المدارس الخاصة؛ أن المؤتمر يعزز مكانة اللغة العربية بوصفها "هويتنا ومصدر فكرنا ووعاء ثقافتنا". وأعلنت خلال الجلسة عن تشكيل الفريق الخليجي المشترك لتطوير اللغة العربية في المدارس الخاصة، والذي تم إطلاقه رسميًا اليوم ضمن فعاليات المؤتمر، باعتباره خطوة ريادية لدولة قطر لتعزيز العمل المشترك بين دول مجلس التعاون. ويهدف هذا الفريق إلى إعداد خطة استراتيجية موحدة للارتقاء بالهوية اللغوية، وتوفير التدريب المهني للمعلمين، ودراسة التحديات، وإطلاق مشاريع بحثية مبتكرة، بما يسهم في بناء رؤية تربوية خليجية موحدة للنهوض بتعليم اللغة العربية.
وشهدت الجلسات الأولى تقديم فقرة قدمها طلاب المدرسة الإنجليزية الحديثة بعنوان "لغتنا الحبيبة"، تبعتها كلمة ترحيبية لسعادة السفير المصري وليد الفقي، ثم فقرة استعراضية ثانية قدمها طلاب من مدرسة بيتا كامبريدج العالمية. وتضمنت الأوراق البحثية مناقشات متخصصة، حيث تم تناول أهمية التقييم الرقمي لمهارات اللغة العربية، ودور المختصين التربويين ورياض الأطفال الخاصة في دعم العمل التعليمي.
وقدم الدكتور جلال عدي مدير برامج التعلم بالعربية من المدرسة الإنجليزية الحديثة مداخلة سلطت الضوء على التقييم التكويني كجسر للتعلم لا لأداة للحكم؛ مع التأكيد على أن القصة هي "أجمل أبواب اللغة"، وضرورة تفعيل دور أخصائي أنشطة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بجولة للحضور في المعرض المصاحب للاطلاع على أبرز المبادرات والمشروعات التربوية الحديثة، عقبتها ورشة عمل حول مهارات الصوت والخطابة قدمها الأستاذ سالم الجحوشي مدرب معهد الجزيرة للتدريب، والذي أكد أن المدرسة هي "فضاء يحتضن الطالب جسدًا وعقلاً وروحاً"؛ مما يرسخ الرؤية الشاملة للتعليم.
وتستمر فعاليات المؤتمر في اليوم الثاني على الجوانب التطبيقية والتقنية، وستتضمن ورشة عمل حول توظيف القرآن الكريم في دعم الثروة اللغوية لدى الأطفال، وغيرها من الجلسات التخصصية حول دور الذكاء الاصطناعي في تيسير النحو والمسرح اللغوي، وورش عمل حول تأهيل معلمي اللغة العربية وتطوير مهاراتهم، وسيتم استعراض أحدث الأساليب في التقييم الرقمي ودمج الابتكار التقني لتعزيز المحتوى اللغوي والإبداعي.
وسيختتم المؤتمر بجلسة نقاشية نهائية وكلمة ختامية تلقيها الدكتورة رانيا محمد مديرة إدارة المدارس ورياض الأطفال الخاصة؛ لتؤكد على التوصيات والمخرجات التي ستمثل خريطة طريق واضحة للعمل المشترك بين الوزارة وشركاء دول مجلس التعاون؛ بهدف إحداث نقلة نوعية ومستدامة في تعليم اللغة العربية.