علماء لـ «العرب»: المشاركة في الاستفتاء واجب وطني وشرعي

alarab
محليات 01 نوفمبر 2024 , 01:17ص
حامد سليمان

حث عدد من العلماء المواطنين والمواطنات على المشاركة في الاستفتاء العام على التعديلات الدستورية على الدستور الدائم لدولة قطر في يوم الثلاثاء القادم، مؤكدين أن هذه التعديلات تحث على المساواة، وستسهم أكثر في تقوية اللحمة الوطنية واللحمة الدينية واللحمة الاجتماعية، وأنها من الأمور التي دعت لها الشريعة الإسلامية.
وأكدوا في تصريحات لـ «العرب» أن المشاركة مطلوبة من الجميع، وينبغي على كل مواطن أن يستجيب لأمر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأن ذلك من باب طاعة أولي الأمر في المباحات، وهو من الأمور المطلوبة شرعاً، لافتين إلى أن المشاركة في الاستفتاء واجب وطني وشرعي.
وأصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الثلاثاء الماضي، المرسوم رقم (87) لسنة 2024، بدعوة كافة المواطنين، ممن أتموا سن الثامنة عشرة، للمشاركة في استفتاء عام على التعديلات الدستورية على الدستور الدائم لدولة قطر في يوم الثلاثاء القادم، الثالث من شهر جمادى الأولى عام 1446 هجرية، الموافق للخامس من شهر نوفمبر عام 2024 ميلادية.

د. علي القره داغي: خطوة موفقة وغاية في الأهمية
قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المُسلمين: بالنسبة لي كمواطن، فقد فرحت كثيراً بهذه التعديلات الدستورية، التي ستسهم أكثر في تقوية اللحمة الوطنية واللحمة الدينية واللحمة الاجتماعية، لأنها أزالت بعض الفوارق التي كانت موجودة في الدستور السابق، ولم تكن موجودة في الدستور المؤقت القديم.
وأضاف: خطوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى خطوة موفقة وفي غاية الأهمية، فهي من الناحية الإسلامية شيء طيب ومبارك ومطلوب، ومن الناحية الوطنية، فهي أيضاً تساهم في إزالة بعض الفوارق بالإضافة إلى انها تدفع بعض الشبهات المغرضة، فدولة قطر -منذ تأسيسها في عهد مؤسسها العالم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله رحمة واسعة- قائمة على العدل، والمبادئ الإسلامية، ونسأل الله لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم مزيداً من التوفيق والحكمة والسداد، وهو دعائي دائماً في خطبة الجمعة، بأن يوفقه مع اخوانه المسؤولين الى المزيد من الرشاد والسداد والحكمة.
وأوضح أن المشاركة مطلوبة من الجميع، ومن كل من له حق أن يدلو بدلوه، فينبغي عليه أن يستجيب لأمر صاحب السمو، ومن باب طاعة أولي الأمر في المباحات، وهو من الأمور المطلوبة شرعاً.
ونوه د. القره داغي إلى أن القيم التي أسست عليها التعديلات الدستورية، من التكاتف والتلاحم والمساواة، هي من القيم التي دعا لها الإسلام، وتسمى قيم المساواة في الحقوق والواجبات، وأن الإسلام لا يفرق بين مسلم وآخر في الحقوق والواجبات الا بالعمل والتقوى، كما جاء في كتاب الله «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وأن التعديلات الدستورية تحقق المساواة في المجتمع القطري، وتزيد القوة والوحدة، وتشجع القطريين على المزيد من العمل وخدمة الوطن، الذي لا تألو قيادته جهداً لخدمة الشعب، فيكون على الشعب أن يقدم كل ما لديه من قدرات مالية وعلمية وفكرية واقتصادية وسياسية لخدمة قطر والأمة الإسلامية.
واختتم د. القره داغي بالقول: ادعو جميع اخواني واخواتي من أهل قطر للاستجابة لهذه الدعوة المباركة للتصويت على الدستور الذي يحقق العدالة والمساواة للشعب القطري، وفي ذلك أجر عظيم لأن فيه استجابة لأمر ولي الأمر الذي أمر الله سبحانه وتعالى بالاستجابة له فقال: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا».

د. عبد العزيز بن عبد الله: موافقة لمقاصد الشرع في العدل والمساواة
صرح فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني الأستاذ بكلية الشريعة كون هذه التعديلات التي دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أيده الله، شعبه للاستفتاء عليها جاءت لتوطيد اللحمة الوطنية بين كافة أطياف الشعب، فهي موافقة لمقاصد الشرع في العدل والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.
وأكد فضيلته أن العدل أساس الحكم، قال تعالى (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، مضيفاً: ونحمد الله على نعمه والتي منها تقارب القيادة مع الشعب والعمل بمبدأ الشورى، الذي ورثه عن أسلافه الميامين من عهد الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، لذلك شهد لقطر العالم أجمع بوحدة الصف واجتماع الكلمة على الحق والدين بإذن الله.

د. جاسم بن محمد: علينا التلبية.. لأن التعديلات تعزز من تلاحم المجتمع
أكد فضيلة الشيخ الدكتور جاسم بن محمد الجابر - رئيس لجنة البحوث والفتوى السابق بفرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر - أن النبي عليه الصلاة والسلام شاور أصحابه، وبقيت الشورى بعده في خلفاء الأمة وعمل بها المسلمون إلى يومنا هذا.
وقال فضيلته: قد أحسن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالاستفتاء على التعديلات الدستورية يوم الثلاثاء القادم، والتي تأكد على المساواة في الحقوق كما في الواجبات، وعلينا في ذلك التلبية لأن التعديلات تلبّي طموحات الناس وتعزز من تلاحم المجتمع، وكلها من الأمور التي تدعو إليها الشريعة الإسلامية وتؤكد عليها، وقد جاء في ذلك الكثير من النصوص والأدلة من الكتاب والسنة.
‎وحث د. جاسم بن محمد المواطنين والمواطنات على الذهاب للاستفتاء وتأييده، مؤكداً أنه من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله تعالى بهما، حين قال في كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وتقدم فضيلته بالشكر لأعضاء مجلس الشورى على جهودهم في مراجعة التعديلات الدستورية، ومناقشتها مع الحكومة على مدى اسبوعين بشكل متواصل واقرارها في وقت قصير، مثمناً ما قاموا به من جهود في خدمة الوطن.
 
د. فضل مراد: المشاركة من طاعة ولي الأمر
 قال فضيلة الاستاذ الدكتور فضل مراد - أستاذ الفقه والقضايا المعاصرة بجامعة قطر: يقول الله سبحانه وتعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، ولا شك أن مشاركة الشعب في التصويت على التعديلات الدستورية التي دعا إليها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من طاعة ولي الأمر.
وأضاف: كما أنها مساهمة في مسيرة النهوض والبناء التي تميزت بها قطر وجعلتها في مصاف الدول السباقة، والإسلام أمر بكل ما هو تعاون على البر والتقوى وأمر بكل المصالح الشرعية، فكل ما فيه تعاون ومصالح شرعية للبلد فإن الجميع يطلب منه المساهمة في ذلك، فجزى الله سمو الأمير ودولة قطر خير الجزاء ووفقها وشعبها لما فيه الخير دينا ودنيا.

د. عايش القحطاني: خدمة للوطن والمجتمع وطاعة لولي الأمر
وقال الشيخ الدكتور عايش القحطاني: جاء في القرآن الكريم «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا». فإن كلفك ولي الأمر بشيء فيه خدمة الوطن وخدمة المجتمع وطاعة لولي الأمر ودعوة للإصلاح والتنمية والتعاون والتلاحم وجبت التلبية، الأمر الذي يوجب المشاركة ودعم هذا التوجه.
وأضاف: وقد حثت الشريعة على ما جاءت به التعديلات الدستورية، من التكاتف والتلاحم، والأدلة عليها كثيرة في الكتاب والسنة، ودائماً ما نجد أن أهل العلم يدعون لولي الأمر، لأن صلاحه فيه صلاح الرعية، ومنح ولي الأمر مساحة للمشاركة في هذا الجانب فهذا يمثل خدمة وطنية مجتمعية إسلامية، ويدعم مسيرة الدولة وبناء المجتمع، فهو واجب وطني وواجب شرعي أيضاً.
وأكد د. عايش القحطاني أن الإسلام يحث المسلم على أن يكون عضوا فاعلا في المجتمع وفي بيئته المحيطة، مقدماً الشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على اتاحة الفرصة للمواطنين للمشاركة في اتخاذ القرار، مشيراً إلى أنه من الأمور الإيجابية، ودعا جميع المواطنين والمواطنات ممن يحق لهم المشاركة في التصويت على أن يشاركوا بأصواتهم، بما يحقق النفع والفائدة على الوطن.