بمناسبة الاحتفال بيوبيلها الفضي اليوم... الدكتور مصطفى سواق:

الجزيرة متمسكة بثوابت ومبادئ العمل المهني

لوسيل

صلاح بديوي

كشف الدكتور مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة، عن سلسلة من المفاجآت ستظهر بها قناة الجزيرة الأم على جمهورها اليوم بمناسبة الاحتفال بيوبيلها الفضي، تتضمن تطويرا شاملا في الشكل والبرامج، يحافظ على ثوابت القناة المهنية والأخلاقية، ويطور من النواحي التقنية بمختلف تجلياتها، وينسجم مع المكانة التي ارتقت إليها وجعلتها ضمن كبرى القنوات والشبكات الرائدة عالميا.

وأجاب الدكتور سواق عن عدد من الأسئلة بشأن إمكانية تغير سياسات القناة، وموقفها من الربيع العربي، رؤيتها للإخوان المسلمين وعلاقتها بهم، وحضور الموظفين القطريين في الشبكة وقنواتها، ولماذا تحرص قناة الجزيرة على استضافة مسؤولين ومحللين إسرائيليين ، الأمر الذي يأخذه عليها البعض.

جاء ذلك في مقابلة شاملة خص بها الدكتور مصطفى سواق صحيفة لوسيل ، وشدد خلالها على التمسك بثوابت ومبادئ العمل المهني في الشبكة وتطويرها من جميع الوجوه للأفضل.

وخلال المقابلة توجهت لوسيل بعدد من الأسئلة للمدير العام لشبكة الجزيرة بالوكالة الدكتور مصطفى سواق، الذي لم يتردد في الإجابة عنها، بل طلب المزيد إن كان لدى لوسيل أي استفسارات أخرى، سألناه:

الجزيرة في القمة

- إلى أين وصلت الجزيرة بعد ربع قرن من انطلاقها؟

الجزيرة في القمة، وهي اليوم من بين المؤسسات الإعلامية الرائدة في العالم، من حيث الحضور والسمعة والجودة والاهتمام الذي تثيره. ويكفي دليلا على ذلك أن قناة الجزيرة الإنجليزية حصلت على جائزة قناة العام في نيويورك قبل أيام للسنة الخامسة على التوالي، هذا الإنجاز الكبير نالته بعد منافسة مع كبريات المحطات والقنوات الأمريكية في عقر دارها، وتتجاوز الجزيرة الإنجليزية بهذا مؤسسات سابقة لها بالتأسيس، مثل السي إن إن والسي بي إس، علماً بأن اختيار قناة العام يتم استنادا إلى عدد الميداليات الذهبية التي حصلت عليها، وعندما تصل القناة إلى مثل هذا المستوى فبطبيعة الحال نستطيع أن نقول إنها بلغت القمة.

وعندما تقول وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كيلنتون، أمام الكونغرس الأمريكي، إن جمهور الجزيرة يتزايد في الولايات المتحدة، ثم تشرح أسباب ذلك التزايد بأن ما تقدمه الجزيرة أخبار حقيقية وليس كلاما عاما مرسلا تقدمه بقية المحطات التلفزيونية الأخرى، فهذه شهادة أخرى من مسؤولة كبيرة في الولايات المتحدة وهي شهادة الكثيرين.

أما قناة الجزيرة الإخبارية فهي مكتسحة في العالم العربي بالنسبة للمشاهدين المهتمين بالأخبار، ونحن دائما عندما نتحدث عن الجزيرة ونقارنها بأي مؤسسة أخرى نتحدث عن القنوات الإخبارية ولا نتحدث عن قنوات الترفيه وغير ذلك، وهذه كلها أدلة على تفوق الجزيرة.

وعندما تبقى الجزيرة رائدة ومواكبة لكل تطور في مجال الإعلام كما يظهر من مختلف المحتويات المتعددة التي تستعملها أو تنتجها الجزيرة حاليا في القطاع الرقمي بخلاف القنوات والقطاعات الأخرى كل هذا يدل على أن الجزيرة وصلت حقيقة للقمة.

- ماذا أعددتم للاحتفالات بمرور ربع قرن على انطلاق الجزيرة؟

نظرا لتعليمات وزارة الصحة وبسبب الإجراءات الاحترازية سوف يقتصر الاحتفال اليوم - إن شاء الله - على فعالية محدودة تقام داخل الشبكة، وبالتالي سيكون عدد الحضور في حدود 200 شخص، بينما بقية الزملاء سوف يشاهدون الاحتفال على شاشات كبيرة سوف ننصبها لهم في أماكن متفرقة في الشبكة، وسيبث الحفل على شاشات ومنصات الشبكة، وطبعا على الجزيرة مباشر.

أما بالنسبة للاحتفال فستعرض فيه مجموعة من الأفلام القصيرة والترويجات التي تتحدث عن الجزيرة وعن قنواتها ومنصاتها، ويتضمن كذلك كلمات لعدد من المسؤولين في الشبكة.

التطوير وتغيير السياسات

- وبمناسبة هذه الذكرى المفصلية.. هل هناك تغيير في شكل منصات وقنوات الشبكة ومضمونها؟

قناة الجزيرة الإخبارية الأم وغيرها من القنوات بالشبكة مستمرة على العمل بمهنية كما هو معروف عنها، وتحاول أن تقدم الحقيقة كاملة وتغطي الأخبار ولا تختلقها ولا تصنعها، وبالتالي فإن أخبارها هي انعكاس لما يجري في مختلف بقاع العالم، أو بمعنى آخر هي انعكاس للواقع. وبطبيعة الحال تحرص الجزيرة على أن تخص جمهورها بالمعلومات الحقيقية ومن خلالها يستقي المشاهد المعرفة التي يحتاجها من أجل اتخاذ القرارات التي يريدها، ومن أجل معرفة أفضل الاختيارات بالنسبة له استنادا إلى معلومات حقيقية.

- هل سيتم تغيير السياسة التحريرية للجزيرة؟

السياسة التحريرية في الجزيرة ثابتة وهي أصل مهنة الإعلام، ولن تتغير، ستظل هي نفسها ثابتة لأنها ببساطة تستند إلى القواعد المهنية، اللهم إلا إذا تغيرت قواعد فنية مهنية معينة، وهو ما يحدث نادرا، كأن نقول إن التقرير يجب ألا يتجاوز في كلماته عدداً معيناً أو ألا تزيد مدته على فترة زمنية محددة. فنحن نحرص على الصحة والدقة والشمولية ووضع الخبر في سياقه لفهم خلفياته.

الموقف من الربيع العربي

- هل تغير موقف الجزيرة من الربيع العربي؟

موقف الجزيرة ثابت من الربيع العربي وغيره من الأحداث، فالشبكة ليست حزبا سياسيا وليس لها موقف أيديولوجي، وبالتالي موقفها ثابت من الربيع العربي أو من أي ربيع آخر، لكن التاريخ يتحرك والمجتمعات تتطور والأمور تتغير ويجب أن نتحرك معها وأن نغطي ما يجري، ونحن قلنا إن الجزيرة لا تختلق الأحداث ولا تصنعها، إنما تقدم وتغطي الحدث، وإن كان هناك ربيع عربي آخر فإن الجزيرة ستكون هناك وتغطيه بجميع إمكاناتها، ونحن نغطي ما يظهر في الشوارع، ربيعا كان أو شتاء.

- وهل هناك التزام بقضايا الحريات وحقوق الإنسان؟

نحن المؤسسة الإعلامية الوحيدة في العالم التي لديها مركز مخصص للحريات العامة وحقوق الإنسان، مركز لا يقوم فقط بالنشاط العادي المعروف فيما يتعلق بالتغطيات الإعلامية للقضايا الحقوقية وإنتاج البرامج الحقوقية، إنما يتعاون أيضا مع المنظمات الحقوقية العالمية ابتداء من المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، إضافة إلى المنظمات المحلية، ولدينا تعاون وشراكات مع عشرات المؤسسات الحقوقية من أنحاء العالم.

ونحن نقدم لجمهورنا ما تنتجه هذه المنظمات من تقارير عن حقوق الإنسان، ونقدم للمسؤولين عن هذه المنظمات في مقابلات خاصة عن القضايا الراهنة المتعلقة بحقوق الإنسان ودائما ندافع عن حقوق المواطن في المعرفة وعن حرية الصحافة، والجزيرة ما زالت كعادتها تهتم بحقوق الإنسان وأولها حرية المعرفة يعني حرية الإعلام والوصول إلى الخبر والدفاع عن حقوق الإنسان في أي مكان في العالم.

- وماذا عن موقف الجزيرة من الإخوان المسلمين؟

ليس لدينا كشبكة مواقف من الإخوان أو غير الإخوان، نحن نغطي الحدث عندما يحدث، إذا شكل الإخوان عنصراً مهماً في حدث ما فإننا نغطيه، وإذا لم يشكلوه فلا شأن لنا بهم، نحن نركز على الحدث وتغطيته فقط، والإعلام لا يتبنى سياسة معينة. مرة أخرى أشدد على أننا في الجزيرة لسنا حزبا سياسيا، نحن مؤسسة إعلامية مهنية تهتم بما يجري وتغطيه بحياد تام، ومن يوظف في الجزيرة لا نسأله عن دينه أو مذهبه أو معتقده السياسي والأيديولوجي أو انتسابه الحزبي، نسأله فقط عن مهنيته، وإذا تخلى عنها نقول له مع السلامة.

التطوير في الشكل والمضمون

- إلى أي مدى وصلت مخططات تطوير الشكل والمضمون في برامج الجزيرة وهويتها؟

منذ انطلاق شبكة الجزيرة لم يتوقف التطوير المتعلق بالبرامج والنشرات، فمن يشاهد الجزيرة في بدايتها يرى أنها في كل 5 أو 4 سنوات تغير الأشكال والألوان بشكل تدريجي مبني على دراسة، وتلك التغيرات مستمرة مع دراسة التصاميم الخاصة بالغرافيكس وغيره. وفيما يتعلق بالمحتوى بطبيعة الحال المحتوى الذي يحمل الرسالة الإعلامية مستمر وبالنسبة للأشكال والقوالب قد تتغير. وربما لاحظت في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بالبرامج الاستقصائية، وربما لاحظت كذلك بعض البرامج التي لم تكن موجودة في السابق بالجزيرة، مثل برنامج المسافر والبرنامج الصباحي وغيرهما، والتطور والتغير من طبيعة المؤسسات الإعلامية كغيرها، والمؤسسة التي لا تتطور ولا تتغير ولا تتجدد تموت. التطوير مستمر وسوف ترون تطويرا كبيرا إن شاء الله اليوم في القناة الإخبارية، القناة الأم، في الشكل والبرامج، وثمة مفاجآت سيعلنها مدير القناة.

- استضافة إسرائيليين لماذا؟

ثمة تحفظات من قِبَل البعض على استضافة الجزيرة للمسؤولين الإسرائيليين. الجزيرة تستضيفهم منذ انطلاقتها من منطلق عرض وجهة نظرهم، والمؤسسة الإعلامية يجب أن تقدم كل خبر لجمهورها ولا تتركه جاهلا بما يجري من حوله بما في ذلك ما يقوله الإسرائيليون، وما يحدث في إسرائيل .

ونعتقد أن الجزيرة قامت بخدمة كبيرة للقضية الفلسطينية، وهي قضية جوهرية للجزيرة، ولا يمكن أن يزايد علينا أحد فيها، فنحن نغطي القضية الفلسطينية أكثر من أي مؤسسة أخرى في العالم، بما في ذلك المؤسسات الفلسطينية نفسها، نغطيها انطلاقا من أهميتها ومن كونها قضية إنسانية عادلة، ونحن نستمر في ذلك.

وعودة لقضية استضافة المسؤولين الإسرائيليين .. كيف تعرف هؤلاء وماذا يفكرون إن لم تستضفهم وتستمع منهم، اتركهم يدافعون عن المنكرات التي يقومون بها أو يقدمونها كما يشاؤون والجمهور واعٍ ويعرف الحق من الباطل، وعلينا ألا نستهين بذكائه حتى لا نعتقد أننا نعطيه ما نراه مناسبا له كأن نضع أنفسنا معلمين ووعاظا.

- أين القطريون في الجزيرة؟

القطريون موجودون في كل الإدارات والقطاعات، خاصة الوظائف الإدارية والتنظيمية، ولدينا بقناة الجزيرة الإخبارية عدد من الزملاء المذيعين القطريين وهناك منتجو نشرات وفنيون، وفي القناة الإنجليزية كذلك يعمل قطريون وفي القطاع الرقمي أيضا، ونتمنى لكل زملائنا التوفيق والنجاح في المهام التي يقومون بها. علماً بأن دخول الجزيرة ليس سهلا، فالذي يلتحق بالشبكة يجب أن ينجح في امتحان صعب جدا وعندما ينجح يكون جزءا من فريقها.

- إلى أي مدى وصلت عمليات تحديث البنية التحتية للشبكة؟

منذ سنوات مضت نعمل على تطوير وبناء منشآت جديدة بالشبكة ونزودها بأحدث الوسائل التقنية، ولا يزال التطوير مستمراً. والآن لدينا مبنى جديد للقطاع الرقمي مجهز بتجهيزات تكنولوجية متطورة جدا، والقطاع الرقمي بالجزيرة من أسرع القطاعات نموا في الشبكة ويضم حالياً أكثر من 30 منصة بعدة لغات، ويجري حاليا تطوير مبنى القناة الإخبارية الذي شيد قبل نحو خمس سنوات، كما طورنا أستديوهات القناة الإنجليزية وغرفة أخبارها، وسوف تشاهدون اليوم الكثير من الجديد بإذن الله.

- متى تعلنون عن وظائف جديدة؟

نعلن عنها بشكل مستمر على موقع الموارد البشرية.

- وختاما ماذا تقول لجمهور الجزيرة بمناسبة يوبيلها الفضي؟

نتمنى لجمهورنا أن يحتفل معنا اليوم، لأن الجزيرة شبكتهم جميعاً وتقدم الخدمات الإخبارية والمعرفية لهم ولأجلهم، ونحن نفعل كل ما بوسعنا لتقديم مادة إعلامية متطورة شكلا ومضمونا.