في إطار مواصلة تنفيذ برنامج الوعي المالي الهادف إلى ترسيخ ثقافة الإدارة المالية السليمة بين مختلف شرائح المجتمع، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية داخل الأسرة القطرية، نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة 5 ورش في سبتمبر ورشتين تدريبيتين بالتعاون مع شركائها من المؤسسات الوطنية: أكاديمية قطر للمال والأعمال، وجمعية المحاسبين القانونيين القطرية.
فقد قدمت أكاديمية قطر للمال والأعمال الورشة الأولى بعنوان: تنوع مصادر الدخل: استخدام التفكير الإبداعي والتصميم ، حيث ألقى المهندس حمد البدر الضوء على أربعة محاور رئيسية شملت: مفاهيم تنوع مصادر الدخل، التفكير التصميمي، كيفية توليد أفكار واقعية قابلة للتطبيق، والمفاهيم الخاطئة في هذا المجال. وقال البدر: هذه الدورة تأتي ضمن برامج تقدمها الأكاديمية في مجال التثقيف والتوعية المالية، وهي مهمة للغاية في هذا الوقت، حيث تُظهر الإحصاءات أن الجيل الحالي يولِي اهتمامًا متزايدًا بتنويع مصادر دخله وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط، بما يقلل من المخاطر المالية.
ومن جانبها، أوضحت المشاركة الريم التميمي أن انضمامها للورشة جاء بدافع كونها موظفة جديدة تسعى إلى الاستثمار الصحيح وتنويع مصادر دخلها. وأضافت: جذبني مفهوم التفكير الإبداعي والدخل السلبي، وتعلمت أن الاستمرارية في التجربة وعدم الخوف منها هو السبيل لتحقيق نتائج حقيقية. المال لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى جهد واستثمار واعٍ للحفاظ عليه.
أما الورشة الثانية التي نظمتها جمعية المحاسبين القانونيين القطرية فجاءت تحت عنوان: ميزانية الأسرة ، حيث تناولت كيفية إعداد ميزانية متوازنة تضمن حسن إدارة الموارد المالية للأسرة. وفي هذا السياق، قال الأستاذ عبدالله المنصوري مقدم الورشة: سعيد بالمشاركة في برنامج الوعي المالي من خلال هذه الورشة، التي استهدفت الشباب الملتحقين حديثًا بسوق العمل، إذ يشكل هذا الوقت نقطة انطلاق مهمة لهم إدارة مواردهم المالية بشكل حكيم، بما يضمن لهم الاستقرار الأسري والنجاح في حياتهم المستقبلية.
فيما عبّرت المشاركة آمنة السعدي عن استفادتها من الورشة قائلة: هدفي من المشاركة كان تعزيز الوعي المالي لدى أسرتي وتنمية مهارات الادخار لدى أبنائي، وقد تعلمت كيفية إعداد ميزانية شهرية للأسرة وضبط المصاريف والتفريق بين الرغبات والاحتياجات، كما أدركت أهمية التفكير مصادر دخل إضافية إلى جانب الراتب.
وتؤكد الوزارة أن برنامج الوعي المالي سيمضي قُدمًا في أنشطته، حيث سيتم خلال شهر أكتوبر القادم تنظيم خمس ورش تدريبية جديدة، تستهدف شرائح متنوعة من المجتمع، بما يعزز من بناء ثقافة مالية راسخة تواكب تطلعات التنمية والاستدامة الوطنية.
ويندرج برنامج الوعي المالي ضمن استراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وبناء مجتمع اقتصادي قوي. يعتبر هذا البرنامج جزءًا من الجهود الرامية إلى تحسين الثقافة المالية لدى كافة فئات المجتمع، ويمثل أداة تمكين أساسية للأفراد في إدارة مواردهم المالية بشكل يضمن استقرارهم المالي.
الاستراتيجية الوطنية للوزارة تركز بشكل خاص على تطوير مهارات الأفراد في المجال المالي، ويظهر ذلك جليًا من خلال تنظيم هذه الورش التي تستهدف تعزيز الوعي المالي بين الشباب والأسر القطرية، خاصة تلك التي في بداية مسيرتها المهنية.
وتساهم ورش العمل في تصحيح المفاهيم حول كيفية إدارة الدخل والتخطيط المالي، مما يعزز الاستدامة المالية للأسر.
كما يعكس التعاون مع مؤسسات محلية مرموقة مثل أكاديمية قطر للمال والأعمال وجمعية المحاسبين القانونيين القطرية حرص الوزارة على الاستفادة من الخبرات الوطنية، مما يساهم في تعزيز فعالية البرنامج. هذه المبادرات تتماشى مع رؤية قطر 2030 التي تهدف إلى تحقيق استدامة اقتصادية واجتماعية، من خلال تعزيز التثقيف المالي المستمر وتوفير الأدوات اللازمة للأسر لمواجهة التحديات المالية.