

أكد السيد باسل جمال الرئيس التنفيذي لمصرف قطر الإسلامي (المصرف) أن قطر أصبحت مركزًا عالميًا للتمويل الإسلامي، حيث ارتفعت الأصول المالية الإسلامية إلى 28٪ من إجمالي أصول القطاع المصرفي و32٪ من إجمالي الودائع وفقا لمؤشرات 2021.
وأضاف جمال في حوار صدر ضمن التقرير السنوي لمجموعة أكسفورد للأعمال – قطر 2022 – الذي أطلق باللغة الإنجليزية
أن قطر لديها الفرصة لكي تكون رائدة للتمويل المستدام في المنطقة من خلال تعزيز أوجه التآزر الطبيعية بين التمويل الإسلامي والتمويل المستدام، حيث يتم حاليا التركيز المتواصل على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وإطلاق خطة العمل الوطنية لتغير المناخ 2030 في أكتوبر 2021.
وأوضح أن المصرف ينفذ حاليا إستراتيجيته طويلة المدى للاستدامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، ومعايير الاستدامة التي وضعتها بورصة قطر وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
نمو سريع
* ما هي اتجاهات النمو التي تراها في الصناعة المصرفية الإسلامية خلال المرحلة المقبلة؟
** يشهد سوق التمويل الإسلامي العالمي نموًا سريعًا، حيث ارتفع بمعدلات جيدة إلى 2.7 تريليون دولار في الأصول وحصة 6٪ تقريبًا من جميع الأصول المصرفية، وقبل بضع سنوات، أدركت البنوك الإسلامية أن الحصول على ترخيص إسلامي لا يكفي للنجاح، وإنما بناء بنوك تنافسية عالية الأداء، وكانت هذه نقطة محورية في تطور الصناعة.
وعندما تم تحويل المنتجات المصرفية إلى سلع، أراد العملاء أسعارًا تنافسية وخدمة عملاء جيدة وراحة، وما زالوا يبحثون عن هذه الأشياء، حتى اليوم.. لذلك من المهم أن تستمر البنوك الإسلامية في الابتكار والاستثمار في التقنيات الجديدة لمواكبة توقعات العملاء المتغيرة.
وعندما يتعلق الأمر بالتوسع الدولي في أسواق أكثر نضجًا، تظل أساسيات النجاح كما هي: خلق قيمة حقيقية للعملاء، حيث يعد النجاح في سوق جديدة أكثر صعوبة بسبب المنافسة من اللاعبين الراسخين.
لذلك أحد الأساليب الممكنة هو العثور على مكان مناسب حيث يمكنك إنشاء قيمة حقيقية لشريحة معينة من العملاء، أو إنشاء ميزة في منتج أو خدمة معينة، لذلك فإن العناية الواجبة المناسبة والسعر المعقول وخطة العمل الواقعية والاهتمام بتنفيذها هي عوامل رئيسية لتحقيق عوائد مجدية للمساهمين.
تحديات البنوك الإسلامية
* ما هي التحديات التي تواجهها البنوك الإسلامية في التكيف مع الطلب المتزايد على الالتزام بالمبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة؟
** مع نمو المخاوف بشأن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، يتم تشجيع البنوك على دمج الاستدامة في جميع عملياتها. وأكدت جائحة كوفيد- 19 على أهمية الترابط بين الناس والمجتمعات والأمم، وسلطت الضوء على الحاجة إلى حماية البيئة.
أما الوضع في قطر، فتعد قطر مركزًا عالميًا للتمويل الإسلامي، حيث تمثل الأصول المالية الإسلامية 28% من إجمالي أصول الجهاز المصرفي وتستحوذ على 32% من إجمالي الودائع حتى نهاية عام 2021.. ومع التركيز المتواصل على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وإطلاق خطة العمل الوطنية لتغير المناخ 2030 في أكتوبر 2021، فإن لدى قطر الفرصة لتضع نفسها كرائدة في التمويل المستدام في المنطقة من خلال تعزيز أوجه التآزر الطبيعية بين التمويل الإسلامي والتمويل المستدام.
أما بالنسبة لمصرف قطر الإسلامي فقد تم مؤخرا صياغة إستراتيجية طويلة المدى للاستدامة، بما يتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، ومعايير الاستدامة التي وضعتها بورصة قطر وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
عدم اليقين
* كيف تتطور ظروف الأعمال الإقليمية ومنها القطاع المصرفي؟
** عدم اليقين هي السمة التي توصف بها الفترة الماضية خلال الـ 24 الأشهر الماضية. ومع ذلك، فإن جميع اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي تتعافى الآن من الوباء بفضل ارتفاع أسعار النفط والإنفاق العام الداعم وتحسين ظروف الأعمال، كما تشهد الشركات انتعاشًا تدريجيًا، ومع وجود قطاعات معينة لا تزال تحت الضغط، مثل الطيران والضيافة. فإن المستهلكين يعودون إلى أنماط الإنفاق والسلوك الاستهلاكي قبل انتشار الوباء.
وفي منطقتنا نجت البنوك من الأزمة بشكل جيد بسبب رسملتها القوية وهياكلها منخفضة التكلفة والدعم الحكومي للقطاعات المتضررة.. ونظرًا لأن النمو المستقبلي لا يزال يعتمد على الإنفاق العام وأسعار النفط، فإن الارتفاعات المتوقعة في أسعار الفائدة ستدعم الأرباح بشكل أكبر.
أما على الجانب السلبي فإن خطر عودة ظهور الوباء غير المنضبط - والذي من شأنه أن يبطئ وتيرة الانتعاش الاقتصادي - لا يزال محتملاً، ولا يزال التأثير الكامل للصعوبات الأخيرة في الاقتصاد الحقيقي على جودة الأصول غير واضح، وتضيف العواقب المتوسطة إلى طويلة المدى للغزو الروسي لأوكرانيا طبقة أخرى من عدم اليقين.