مؤسسة قطر تدعم تعريف العالم بكفاح الشعب الفلسطيني

alarab
محليات 01 يوليو 2021 , 12:50ص
الدوحة - العرب

ناقشت مؤسسة قطر سُبل دعم إيصال صوت الشعب الفلسطيني في ظل نضاله المستمر ضد أوجه الظلم والعدوان التي يتعرض لها من خلال التحلّي بالشجاعة وحس المسؤولية وتوحيد الجبهة العالمية ضد العنف والاحتلال.
جاء ذلك في أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، المنصّة العالمية للحوار حيث واستعرض متحدثون من داخل فلسطين وخارجها خلال النقاش الافتراضي الذي استضافته مؤسسة قطر، كيفية دعم كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات المستمرة والمعاناة التي يتعرّض لها، وضمان أن يصل صداها إلى جميع أنحاء العالم، لافتين إلى أن المنظور العالمي حول هذه الأحداث بدأ يتخذ مسارًا جديدًا في أعقاب الإخلاء القسري لأهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة، والهجمات الاسرائيلية الأخيرة على غزة.
وقالت الناشطة الفلسطينية والمناهضة للتمييز العنصري، الدكتورة رندة عبد الفتاح»أقلّ ما يُمكننا أن نقدّمه هو تضامننا ودعمنا لحرية الفلسطينيين، عبر تبني الفكرة القائمة بأن هذه معاناة عالمية ومشتركة، والوقوف ضد حرية البعض على حساب حريّة الآخرين».
وأضافت: علينا أن ندعم حريّة الجميع، وما يُمكن للفلسطينيين حول العالم أن يُسهموا به هو مشاركة معاناة هذا الشعب التي تمتد إلى خارج حدوده، وإدراك أهميّة توحيد أصواتنا ضد الظلم والعدوان في كلّ مكان».
شاركت الدكتورة رندة عبدالفتاح تجربتها الشخصيّة التي تعكس الصعوبات التي يواجهها الفلسطينين من حيث «منحهم القدرة على حريّة التعبير»، وقالت: «هذا يُجسّد الشوط الكبير الذي علينا أن نقطعه، ولا يعني أن نستسلم لليأس، فاليأس ليس خيارًا بالنسبة لنا، ومازال أمامنا الكثير لنفعله حتى نتمكّن من التغلّب على هذه التحديات، وحتى يُنظر إلينا كبشر».
وتحدثت مريم عفيفي، عضو أوركسترا فلسطين للشباب عن اعتقالها من قِبل الشرطة الاسرائيلية بابتسامة التقطتها عدسة الكاميرا وانتشرت بشكل واسع، أثناء مشاركتها في احتجاجات ضد عمليات التهجير القسري لأهالي حيّ الشيخ جرّاح الشهر الماضي.
وقالت: «يُمكننا أن نلمس تحوّلا في مسار الأحداث، وأننا بدأنا نحدث فرقًا. لقد ساهمت التغطية الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على أحداث حيّ الشيخ جرّاح بالنسبة للفلسطينيين والأفراد على الصعيد الدولي».
وتابعت: «هناك اتجاه دولي لمحو فلسطين والشعب الفلسطيني. فقد لا ترى وجودًا لفلسطين في الخرائط العالمية، كما أن منصّات التواصل الاجتماعي تحجب المحتوى المتعلق بفلسطين وتعمل على حذفه. وهنا يأتي دور الموسيقى والفنون والأدب والكتابة لضمان عدم محوّ الهويّة الفلسطينية».
وأضافت: «واصلوا الحديث ونشر المحتوى المتعلّق بفلسطين، فلو لم يكن لذلك تأثير قوي على منصات التواصل الاجتماعي، لما كان الآخرون يحاولون فرض الرقابة عليه».
أدارت الحوار الصحافية والإعلامية غيدا فخري، وشهد النقاش أيضًا مشاركة مريم البرغوثي، كاتبة وباحثة في رام الله، فلسطين، التي صرّحت قائلةً: «المسألة لا تتعلق فقط بالتحلّي بالشجاعة للتعبير عمّا يجري فقط، فنحن بحاجة ملّحة لإدراك الوضع الذي نعيش فيه وأننا أمام خيارين: إمّا أن نتعرّض للتطهير العرقي، أو أن نختار النضال والكفاح لنحيا كشعب فلسطيني».
وتابعت: «المهم هو أن نعترف بالاضطهاد الذي نتعرّض له، مهما كانت صورته أو شكله. يجب أن نتحلّى بالمسؤولية الفردية والمجتمعية، والشجاعة الكافية لإطلاق العنان لأصواتنا، فصوت واحد قد يُحدث تأثيرًا، ولابُد علينا أن نشاركه».
وتحدث جمال الشيّال، مراسل أول في قناة الجزيرة وحاصل على جوائز عالمية، عن كيفية إيصال أصوات الشعب الفلسطيني من منظور وسائل الإعلام، وأكد ضرورة تغيير الرواية، والسعى إلى تصحيحها. إلى حدٍ ما، فُتح الآن أمامنا المجال لتغطية أوجه الاضطهاد التي يواجهها الشعب الفلسطيني».
أضاف: «أعتقد أننا بطبيعتنا الإنسانية صادقين ونحب الخير للآخرين. ولكن مع الأسف، عندما ننظر إلى التاريخ، نجد الكثير من الفصول المظلمة، لكنها أخيرًا تنتهي بالحرية للمجتمعات. من المهم أن تكون مواقفنا ثابتة على الحقيقة. وبرأيي أننا نشهد تحوّلاً بشأن الأوضاع في فلسطين، والسبيل للمضي قدمًا هو أن يواصل الأفراد نضالهم وثباتهم بطريقة تعكس الصورة الحقيقة كما هي».